“نبيلة النابلسي” النبيلة في الدراما والحياة
سناك سوري – عمرو مجدح
على أنغام موسيقا “الياس الرحباني” في الفيلم المصري الشهير “دمي ودموعي وابتسامتي” المأخوذ عن قصة الروائي “إحسان عبد القدوس” 1973 أخذت “نبيلة النابلسي” النجمة المصرية “نجلاء فتحي” في جولة دمشقية من “بلودان” إلى “قاسيون”. ورغم محطاتها المميزة في السينما مع “دريد لحام”، و”نهاد قلعي”، وفي فيلم “رجال تحت الشمس” المأخوذ عن رواية “غسان كنفاني”، وإخراج “نبيل المالح”، وكذلك دورها المؤثر في فيلم “ناجي العلي” للمخرج “عاطف الطيب”. إلا أن أدوارها في التلفزيون والدراما ظلّت راسخة في أذهان المشاهدين، مما جعلها واحدة من أشهر أمهات الدراما السورية.
يكفي أن تشاهد وجهها لتشعر بالطمأنينة، وبتجاعيدها التي رسمها الزمن، فهي تشبه أمك وخالاتك وعماتك.. تشبه النساء اللواتي قال عنهن “محمود درويش”: هن الجميلات.
اقرأ أيضاً: كيف سيبدو الجزء الثالث من الفصول الأربعة؟
وكما قالوا (لكل امرئ من اسمه نصيب) كانت نبيلة بأخلاقها وفنها وعطائها، ولا عجب أن مؤلفتي مسلسل “الفصول الأربعة”. “دلع الرحبي”، و”ريم حنا” تركتا شخصية الأم تحمل اسمها “نبيلة” لتطابق صفات تلك الأم الحنونة بها.
عام 2008 مثلت دور الأم القاسية في مسلسل “يوم ممطر آخر” تأليف “يم مشهدي”، وإخراج “رشا شربتجي”، ورغم اتقانها للدور واحترافها الأداء، لم أستطع إلا أن أرى طيبتها وهي تتسرب من قناع القسوة.
لم تكن أماً على الشاشة فقط، كانت في الواقع أم مميزة لطفلين، ورغم حبها للأمومة وأمنيتها في إنجاب طفل ثالث، لكنها تخلت عن الفكرة لترعى ابنها الثاني “أنس” من ذوي الاحتياجات، ويحتاج لرعاية صحية خاصة، فأفنت حياتها في خدمته، وابتعدت فترة عن التمثيل لرعايته، ثم عادت. وإلى آخر يوم في عمرها وهي تصارع المرض اللعين، لم تكن تفكر بأوجاعها بقدر همها لمن تترك ابنها.
في “عيد الأم” تحية محبة وسلام إلى روح من جسدت أعظم الأمثلة في الدراما والحياة عن الأمومة.