مبادرة المواطن يسأل والوزارة تجيب.. المواطن استجاب وسأل الوزارة لم تُجب!
سناك سوري-دمشق
«معاً لتطوير وتحسين عمل الوزارة»، شعار جاء على شكل هاشتاغ أطلقته وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، في الـ7 من أيلول الفائت، ضمن منشورين شرحت فيهما رؤيتها وطالبت من المواطنين تقديم استفساراتهم، واعدة أن تجيب عليها كلها تباعاً، فماذا طورت وحسنت الوزارة انطلاقاً من رؤيتها هذه خلال 3 أشهر؟.
في منشورها الأول، قالت الوزارة إنها تتطلع خلال الفترة القادمة لبناء جسور التواصل مع “الأخوة المواطنين”، من خلال عرض ومتابعة كل ما يهمهم ويعنيهم من عمل الوزارة، «وسيكون أحدها التواصل من خلال صفحتنا الرسمية على الفيسبوك، حيث ستتم متابعة الأسئلة والاستفسارات وكل ما يرد إلينا من خلالها، ومن ثم فرزها ليتم الرد عليها أو تقديم تفسير من قبل المعنيين في الوزارة، وسيكون هذا بإشراف مباشر ومتابعة يومية من قبل السيدة الوزيرة، وحرصاً منّا على عدم إهمال أي من هذه الاستفسارات عن طريق الخطأ، سنخصص بشكل دوري منشور تحت عنوان “المواطن يسأل والوزارة تجيب” حيث يمكنكم إرسال ملاحظاتكم وأسئلتكم عن طريق التعليق عليه».
في اليوم ذاته طالبت الوزارة في منشور آخر لها، المتابعين بوضع استفساراتهم ضمن المنشور، على أن تقوم بنشر كل الاستفسارات بشكل دوري، وأضافت أن الأولوية في الإجابة ستكون للقضايا ذات الشأن العام.
اقرأ أيضاً: الشؤون الاجتماعية تعطي هامشاً لاتخاذ القرارات لامركزياً
كانت جدية
الوزارة بدت أكثر جدية في مبادرتها هذه، حين خصصت أحد منشورات صفحتها يوم 9 أيلول، لاطلاع المتابعين على ما أرسلوه من استفسارات وأسئلة، مع النسبة المئوية لكل قضية طرحها المتابعون، ووعدت بأنها سترد عليها تباعاً خلال أسبوع، ومن أبرز القضايا كان منحة بدل التعطل، فائض الناجحين في مسابقة جامعة تشرين، وفرز المهندسين عام 2018، وغيرها كما هو موضح بالصورة.
القرض الوطني الخاص بالمسرحين كان أحد الأمور التي طالب متابعون الإجابة عليها، لتقول الوزارة في منشور لها بتاريخ 13 أيلول، إنه «بتوجيه من السيدة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل يُعقد غداً اجتماع للفريق المَعني من قبل الوزارة ومؤسسة الوطنية للتمويل الصغير لمناقشة جميع ماورد من استفسارات، وسيتم إعلامكم لاحقاً بنتائج الاجتماع، وذكر جميع التفاصيل المُتعلّقة بالقرض من شروط وأوراق وغيرها».
إلا أن الوزارة لم تنشر عبر صفحتها لاحقاً، بحسب ما رصد سناك سوري، أي تفاصيل عن الاجتماع ولم تأت على ذكره أبداً!.
اقرأ أيضاً: الشؤون الاجتماعية ترفض ترخيص الجمعية السورية العلمانية
الوعود بالرد
في الـ18 من الشهر ذاته، نشرت الصفحة لقاءاً مع معاون وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، (لم تذكر اسمه)، أجاب من خلاله على الاستفسارات حول منحة بدل التعطل الخاصة بالعمال الذين توقفت أعمالهم نتيجة الحظر، إلا أن ذلك لم يعجب عدد من المتابعين، بينهم “يارا” التي قالت: «ليش دائما بتبرروا فشلكن بتأخير بيانات وتدقيق معلومات…ليش جاوبوا عكل الأسئلة دفعة وحدة يعني لأيمت بنضل ناطرين مساااابقة مسرحين وفرز مهندسين».
الوزارة التي كانت قد تأخرت حينها في الرد على الاستفسارات كلها، رغم وعودها بالرد عليها خلال أسبوع، عادت لتقول في
منشور لها بتاريخ 22 أيلول: «ننوه للسادة متابعي صفحة الوزارة ممن لديهم طلبات أو شكاوى أو استفسارات ذات طابع فردي أو تخصُّ محافظة ما مراجعة مديريات الشؤون في تلك المحافظات على اعتبار أنها المعنية بشكل مباشر بمتابعة هذه القضايا والتي تردنا بالعشرات يومياً سواء على الصفحة أو ترسل إلى بريدها، وسيتم التوجيه من قبل الوزارة لهذه المديريات للاهتمام بكل ما يردها من طلبات».
وأضافت أنه «في حال عدم تجاوب هذه الجهات خلال مدة أقصاها شهر الرجاء إرسال الطلب أو الشكوى إلى صندوق الشكاوى في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل مرفقة بالثبوتيات وخاصة المراسلات مع المديريات»، لكن لاحقاً لم تنشر صفحة الوزارة شيئاً بهذا الخصوص.
اقرأ أيضاً: من هي سلوى عبد الله وزيرة الشؤون الجديدة؟
تذكير جديد: اسألوا!
عادت صفحة الوزارة لتذكر متابعيها بأنه يوجد الكثير من المواضيع والاستفسارات المهمة التي طرحوها، من خلال منشور لها بتاريخ 3 تشرين الأول، وأضافت: «الرجاء أخذ العلم بأن كافة هذه الطروحات يتم الاطلاع والعمل عليها، وهناك العديد من المواضيع التي ترتبط معالجتها بالتنسيق مع وزارات وجهات أخرى مثل (بطاقة الجريح وموضوع المسرحين وغيرها من الملفات) ولا يمكن لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل البت فيها بمفردها وبمعزل عن هذه الوزارات أو الجهات، وسيتم اطلاعكم على نتائج العمل عند انتهاء عمليات التنسيق، لأن الوزارة الآن ليست بصدد إطلاق وعود أو توقعات مسبقة قد لا يتم الاتفاق عليها»، وأيضاً لا جديد يذكر حول تلك الأمور بعد نشر هذا المنشور.
المنشور السابق حظي بتعليقات لافتة، حيث قال “حسن”: «التثبيت ..ثم التثبيت ..ثم التثبيت..نحن العقوووود المؤقتة من/٢٠١١/ الى متى (هرمنا)»، ومثله “يامن” الذي طرح عدة أمور يريد الاستفسار عنها بينها التثبيت، بالإضافة إلى «تسوية أوضاع الموظفين الحاصلين على شهادات أعلى من الشهادات الي معين عليها ..والسبب هو قبل للتعيين، المسرحين الي عندو خدمة أقل من خمس سنوات..ما شملو برنامج الدعم بأي شي..شو هالخمس سنوات كان ميتسلا فيهن، المسرحين المتعاقدين والمثبتين مع الجهات العامة يجب شمولهم بدعم المسرح، اصدار قانون العمل. الجديد وما يحمله من حقوق للعاملين»، ومازالوا ينتظرون الإجابات!.
توقفت المنشورات لاحقاً، ولم تفِ الوزارة بوعدها حين طرحت فكرة منشور “المواطن يسأل والوزارة تجيب”، فهي لم تجب، رغم أن المواطن استجاب وسأل، وماتزال بيانات الوزارة حول الاستفسارات ونسبها المئوية موجودة بانتظار إجابة ما.
تعتبر خطوة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل هذه جيدة جداً، وحتى أنها خلاقة إن جاز التعبير، لكن لتكون خلاقة بالمعنى الحقيقي كان يجب أن تسير بذات الوتيرة التي بدأت بها، لا أن يخف وهجها تدريجياً لدرجة الاندثار والنسيان لاحقاً.
اقرأ أيضاً: ماذا فعلت وزارات الحكومة الجديدة في شهرها الأول… جردة حساب