مطربون سوريون.. دخلوا بحناجرهم عالم السينما

لم يكتفِ الفنان الراحل “فهد بلان” بالوقوف على المسرح كمطرب ذاع صيته أنحاء العالم العربي. فموهبته امتدت لتصل عالم السينما، وأسفرت عن 40 عاماً من الغناء والأفلام. ومثله العديد من الفنانين والفنانات السوريات اللواتي دخلن عالم السينما في أوج ازدهارها سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

سناك سوري _ خاص

بدأ ابن مدينة السويداء رحلته نهاية خمسينيات القرن الفائت، كواحد من أعضاء كورس إذاعة “دمشق”. المرحلة التي تعرف بها على عدد من الملحنيين الكبار مثل “عبد الفتاح سكر”، “شاكر بريخان”، و”سهيل عرفة”.

انطلق بعدها بشكل متفرد وكانت البداية مع أغنيته “آه ياقليبي”، وتلاها العديد من الأغاني التي ساهمت بانتشار اسمه، مثل “واشرح لها”، “لاركب حدك يالموتور”، “يا بنات المكلا”، “يا سالمة” والعديد غيرها.

تمكنت أغاني “مطرب الرجولة” كما يُطلق عليه لصوته الفذ، من إيصال اسمه إلى “لبنان”، التي سافر إليها وظهر بها كممثل سينمائي أيضاً. انتقل بعدها عام 1966 إلى “القاهرة” في “مصر”، وفيها نال فرصة إظهار موهبته التمثيلية أيضاً، وشارك بالعديد من الأفلام مع كوكبة من نجوم السينما العربية.

وكمثال عن بعض أفلام “فهد بلان” نذكر “عقد اللولو“، “فرسان الغرام”، “ياسلام عالحب”، و”حبيبة الكل”. الذي اجتمع فيهم مع المصرية “مريم فخر الدين”، “سميرة توفيق”، “صباح” و”نجاح سلام” وغيرهم.

موفق بهجت.. ورحلة غنية بين التمثيل السينمائي والغناء

جاءت بدايات “موفق بهجت” مختلفة، فكانت انطلاقته الأكبر في “بيروت” منتصف ستينيات القرن الماضي، حيث أطلق أغنيته “عشقت في الأندلسي”. للشاعر السوري الراحل “مصطفى البدوي”.

وفي السبعينيات وصل إلى القاهرة، عاصمة الفن العربي حينها والبوابة إلى الشهرة والنجومية. ورغم وصوله مصر إلا أنه حافظ على لهجته السورية بكل ما كان يقدمه. حسب ماذكر “بهجت” بلقاء سابق مع إذاعة “سوريانا”، مبدياً انبهاره بالرعاية والاهتمام اللذان حظي بهما.

اشتهر الفنان الدمشقي بالعديد من الأغاني الخاصة به مثل “ياصبحة”، “بابوري رايح”، “جايتني مخباية” والكثير غيرها. إلا أن وجوده في “مصر” فتح له أبواب أخرى ليدخل “بهجت” عالم السينما.

فمن ضمن مشاركاته السينمائية نذكر “كلنا فدائيون”، “العسل المر”، “السليم الخفي”. إلا أنه لم يكن راضياً عن تجربته هذه، واعتبرها فاشلة، مرجعاً السبب لعدم اختيار نص ملائم وكل ما شارك به كان عبارة عن أفلام تجارية. على حد تعبيره.

فؤاد غازي ..ملك العتابا ممثل سينمائي

كحال “بلان” و”بهجت”، تخللت مسيرة الراحل “فؤاد غازي” المهنية، العديد من الأفلام السينمائية، داخل حدود بلاده.

اشتهر “غازي” بصوته الجبلي، الذي قدّم به العديد من الأغاني الشعبية من أبرزها “لازرعلك بستان ورورد” و”تعب المشوار”، صف الفشك”. ونال شهرة كبيرة حتى أن اسمه مايزال حاضراً بقوة حتى بعد رحيله.

وفي الوقت ذاته، نوّع “غازي” فيما قدمه، وحرص على إبراز موهبة التمثيل الموجودة في داخله. فوقف إلى جانب عدد من الفنانين السوريين أمثال “ناهد الحلبي”، “ناجي جبر” و”وفاء سكر”، في أعمال مثل “حارة العناتر”، “تفضلوا ممنوع الدخول”.

بالمقابل فإن العديد من الممثلين السوريين أدوا بعض الأغاني التي اكتسبت شهرة واسعة. أبرزهم “دريد لحام” في أغنية “يامو” التي ماتزال تذاع بعيد الأم حتى اليوم. كذلك أغنية “نتالي” للفنان “حسام تحسين بيك”.