الرئيسيةسناك ساخر

محافظة اللاذقية تُرمم التاريخ.. والحاضر ليس على جدول الأعمال!

هل يجب أن تتحول منازل المتضررين من الزلزال إلى معالم أثرية لتحظى بالاهتمام؟

للمرة الأولى منذ توليه محافظة اللاذقية منذ سقوط النظام كانون الأول الفائت، تحدث محافظها “محمد عثمان” عن زلزال 6 شباط الذي صادفت ذكراه الثانية منذ عدة أيام، دون أن يحصل المتضررون على منازلهم التي اعتقدوا أنها ذهبت طيّ النسيان، قبل أن يفاجئهم المحافظ بخبر ترميم قلعة “صلاح الدين”!

سناك سوري-متابعات

وبحسب صحيفة الوحدة المحلية، فإن “عثمان” جال على قلعة “صلاح الدين” مع مسؤولين آخرين، واطلع على تاريخها ومراحل تطور بنائها، وإمكانية الاستفادة منها كمقصد سياحي، ووجه الفرق الهندسية لإعادة ترميمها، من مبدأ “أحجار القلعة تستحق الحياة، أما البشر فبإمكانهم التأقلم”!

العائلات المتضررة من الزلزال والتي مازالت تعيش إما لدى أقاربها أو في منازل مستأجرة أو في مراكز الإيواء، لربما تتساءل اليوم: هل ستسكن داخل الأبراج التاريخية بعد الترميم؟ هل يمكن تحويل إحدى الغرف الحجرية إلى “مأوى سياحي فاخر” للمنكوبين؟ أم أن على المواطن أن يتحول إلى تمثال أثري كي يحصل على اهتمام رسمي؟

ومنذ زمن بعيد “كتير”، يتساءل السوريون لماذا تُرمم القلاع قبل المنازل؟ ولماذا تخصص الأموال على قلتها حالياً للسياحة بينما يعيش غالبية فقراء هذا البلد على الهامش؟ هل التاريخ أكثر أهمية من الحاضر؟ أم أن على المعاناة أن تصبح جزء من تراث هذه البلاد حتى يراها المسؤولون؟

القلعة قد تُرمم قريباً، وحجارتها ستبقى حاضرة، أما البشر “فمتل بعضها”، التاريخ لا يكتب عنهم إلا حين يصبحون مجرد ذكرى محفورة بقلم ما على حجارة القلاع والأسوار!

زر الذهاب إلى الأعلى