ليث زيود خرج من غرف التخدير إلى عالم الموضة والجمال
واجه التنمر وحصار العائلة... انطلق من لعبة باربي ونجح في مغامرة عالم الأزياء
على بعد خطوة من نيله شهادة المعهد التقاني الطبي (تخدير) توقف “ليث زيود”22 عاماً ونظر إلى مايفعله وقال في نفسه “لا أحب هذا”. ومن هنا انطلق في رحلة التغيير التي قاده شغفه فيها إلى عالم تصميم الأزياء والموضع.
سناك سوري- صفاء صلال
دخول “زيود” إلى المعهد أساساً جاء برغبة من عائلته، لكنه لم يجد نفسه ولا طموحه فيه خلال سنوات الدراسة. لذلك اتخذ قراره بتغيير تخصصه الجامعي لكن دون معرفة عائلته بهذا القرار.
يقول الشاب العشريني لـ سناك سوري إنه في المعهد باختصاص “تخدير” كان مجبراً على دراسة لا يحبها ولا علاقة لها بتخصصه الجامعي. شأنها شأن أي فرع جامعي يدرس الطالب فيه مواداً على الرغم أنها لن تفيده في تخصصه ولا حياته العملية. حسب رأيه.
هذا النوع من الدراسة الإجبارية هدفه إرضاء رغبة العائلة برأي “زيود”، لكن ماذا عن رغبة الدارس يتساءل؟. ويجيب إنه يشتغل في حياته العملية ويتخرج من الجامعة ومن ثم يعمل في مجال آخر بعد التخرج. لذلك يقول “ليث”:«بعد تفكير طويل، قررت ألا أكون منهم، لذلك توقفت وبدأت الدراسة ضمن اختصاصي في معهد متخصص بالأزياء والتصميم».
اهتمام منذ الصغر
منذ الصغر كان اهتمام “زيود” ينصب على خياطة ثياب للعبة الباربي، وتعرض للتنمر في بعض الأوقات من حياته عبر أشخاص من عائلته وأصدقائه. فبالنسبة لهم:«كيف لشاب أن يهتم بثياب الباربي ولا يلعب كرة القدم مثلاً».
نما اهتمام الشاب السوري في عالم الموضة والأزياء في مرحلة الشباب، وراح يتابع عروض الأزياء العالمية على التلفاز ويتابع مصممي الأزياء ليبقى على اطلاع بعالم الموضة وجديده.
يشير “زيود” لـ سناك سوري :«الاهتمام والمتابعة بأمور الموضة منحني شغفاً أكثر بالاهتمام بتنسيق ثيابي وثياب المحيطين بي».
رأيه كان مسموعاً حول أناقة بعض المحيطين فيه غير الداعمين، يقول “زيود”:«كانوا يسألوني عن رأيي بتنسيق ملابسهم، هل هذه القطعة ملائمة، وذلك اللون مناسب. لكنهم هم نفسهم لم يشكلوا دعماً حقيقياً لي لاختياري دراسة تصميم الأزياء ودائماً ما كانوا يخبروني أنني سأفشل».
الحل بالسفر ليس هرباً
بعد فترة من الزمن اختار الشاب السفر خارجاً، بالرغم أنه لا يحبذ هذه الفكرة. لكنها كانت فرصته الوحيدة خصوصاً وأنه نجح من خلال التواصل في إيجاد فرصة عمل بالخارج تتناسب مع اهتماماته.
يقول “زيود”:«بدأت العمل مع شركات عالمية في تصميم الأزياء، وأقوم الآن بتنسيق ملابس أشهر العارضات». ويضيف:«رغم صعوبة السفر كنتُ أقول في نفسي دائماً أنني سأعود لسوريا وسأنجز الأفضل فيها. وإذا كان لدي موهبة فسأنميها ببلدي وسأفتتح علامتي التجارية الخاصة في سوريا التي أحب».
يفتخر “ليث زيود” باختياره تغيير حياته ومحاولته ترك بصمته الخاصة رغم وقوف عائلته ضده ومحيطه الاجتماعي. ويرى أن إخفاقاته أعطته الرؤية الواسعة وعرفته بنفسه وقدراته.
التجربة المريرة لا يسهل نسيانها حتى بالنجاح يقول “زيود”:«أتذكر كل شخص انتقدني، فالنقاد هم أكثر الأشخاص الذين حفزوني على المضي والسعي قدماً لتحقيق أهدافي».
هكذا اذاً مضت تجربة “ليث زيود” من الغرق في معهد لا يحب مواده وتفاصيله والعمل الذي يقدمه. إلى الانتقال نحو معهد آخر يرى فيه مستقبله الذي يناسب موهبته وقراراته. فقد كان بالنسبة له قراراً مصيرياً تحمل تبعاته واتخذه بناءً على ما رآه في نفسه. وأنتم ماذا عنكم هل تدرسون اختصاصات تناسب مواهبكم؟ كيف تنظرون إلى القرار الذي اتخذه “ليث” وغير مجرى حياته؟ هل كان عليه الاستمرار في معهد طبي أو الانتقال لمعهد تصميم وأزياء؟. شاركونا آرائكم.