“قطينة”.. السماء تمطر تلوث ومدير “الأسمدة” للمواطنين: ادعوا ليتغير اتجاه الريح!
الأطفال حبسوا في مدارسهم والتلوث قضى على المزروعات.. لا حلول قادمة لتلوث معمل الأسمدة القريب من “قطينة”!
سناك سوري – متابعات
«كانت السماء تمطر من ملوثات معمل الأسمدة، حتى الكمامات لم تعد مفيدة في تلك الأثناء» بهذه الكلمات يصف الطفل “طوني وائل العسس”، الوضع الذي عاشه مع بقية سكان قرية “قطينة” بريف “حمص” الأربعاء الماضي جراء استنشاقهم للأبخرة والغازات المنبعثة من معامل الأسمدة الثلاث التابعة للشركة العامة للأسمدة الملاصقة للقرية.
يوم قاس مر على أهالي القرية، حيث ازدادت حالات الاختناق والإغماء، واضطرت إدارة مدرسة “هيثم الخولي” أن تمنع الأطفال من الخروج إلا في حالات الضرورة، كما قالت “مريم مطانيوس وهبة”، مديرة المدرسة، والتي وصفت ذلك اليوم بالمخيف، كما ذكر مراسل صحيفة “تشرين” الزميل “اسماعيل عبد الحي”، بينما بدا العجوزان “نعيم رومية” و”منوف رزوق”حزينان جداً، بعد أن قضت أمطار التلوث على كل مازرعاه في حديقة منزلهما الواسعة، تقول “رزوق”: «لا نعلم إلى متى سوف نظل نعيش تحت رحمة الملوثات التي لم تسلم منها حتى أشواك القرية».
الدكتور “هاني رومية” اختصاصي في طب الأطفال تحدث عن المعاناة قائلاً: «حالياً تأتينا حالات تنفسية حادة نتيجة استنشاق أبخرة وملوثات مصدرها الشركة العامة للأسمدة وبعض الحالات نوبات ربوية شديدة»، وحول الإجراءات الطبية المتبعة بين “رومية” أن الإجراء الأهم هو استخدام أجهزة “الإرزاز” والتي يكاد لا يخلو بيت في القرية منها، حيث تم توزيع أكثر من مئتي جهاز من منظمات دولية، مجاناً على أهل القرية.
“رومية” دق ناقوس الخطر حول خطر التلوث على الأهالي وما يسببه من أمراض صدرية مزمنة عدا عن السرطانات المنتشرة، خصوصاُ أن المعاناة قديمة، والملوثات لها رائحة وطعم يعلق في الصدور كما قال.
اقرأ أيضاً: “أنقذوا حمص” نداء استغاثة يطلقه مواطن والسبب؟
مدير عام شركة الأسمدة: «ما عليكم سوى الدعاء ليتغير اتجاه الريح وتبتعد الروائح عن بيوتكم»!
رئيس بلدية “قطينة” “ثائر جروس” قال إنه تحدث مع مدير عام شركة الأسمدة حين بدأت أمطار التلوث الأربعاء الماضي لإيقاف العمل بمعامل الأسمدة عدة ساعات، لكن الأخير ردّ عليه بالقول إن لديه أوامر بالتشغيل من مدير الصناعة وقال له: «ما عليكم سوى الدعاء ليتغير اتجاه الريح وتبتعد الروائح عن بيوتكم»، مضيفاً له أنه سيتحدث مع المصرف الزراعي ليطلبوا التوقف عن الإنتاج لكون الكميات أصبحت شبه كاملة، (لو وزير الصناعة ومدير الشركة ساكنين مع عيلهم بالقرية يمكن كان تغير الحال ووقفوا انتاج).
“جروس” أكد أن القرية تعاني من التلوث القادم من معمل شركة الأسمدة منذ 10 سنوات، دون وجود أي حلول رغم طرح المشكلة رسمياً وإعلامياً (يمكن بدها تدخل رباني)، مضيفاً أن التلوث يؤثر في صحة الأهالي ووصل إلى المياه الجوفية «وقتل كل مظاهر الحياة في بحيرة قطينة وفي محيطها، وباءت كل الحلول المقترحة لإنقاذ البيئة في هذه المنطقة بالفشل»، مناشداً النظر بموضوع التلوث وإيجاد حل له.
إذا المعمل ينتج الأسمدة التي ستستخدم لتحسين الإنتاج الزراعي، فيما تقضي أبخرته وغازاته السامة على المزروعات والمياه الجوفية، هذه المعادلة لن يفهمها سوى المواطن السوري الذي اعتاد على مثل تلك الاجراءات القاصرة.
اقرأ أيضاً:كارثة بيئية تجتاح نهر العاصي… والتعديات في “لبنان” تكمل عليه