إقرأ أيضاالرئيسية

عودة اللاجئين السوريين: مسؤول أممي يعود متفائلاً من “دمشق”

لقد استمعوا بإنصات لمشكلة "التجنيد الإجباري" وهم واعون للمخاوف منها

يعود المفوض السامي لشؤون اللاجئين “فيليبو غراندي” من “دمشق” متفائلاً هذه المرة. يقول إنه نقل للمسؤولين هناك كل مخاوف اللاجئين السوريين في دول الجوار التي تحول بينهم وبين العودة. مشيراً إلى إنصات المسؤولين في “دمشق” لما قاله ورغبتهم في إيجاد الحلول.

سناك سوري – بلال سليطين

لا يخفي المسؤول الأممي تفاؤله وهو يستعرض زيارته إلى المنطقة لبحث ملف اللاجئين السوريين. ملامح وجهه هذه المرة بدت أكثر راحةً عند إجابته عن الأسئلة التي طرحت عليه حول الزيارة. بخلاف ملامح وجهه خلال الزيارة السابقة التي ترافقت مع أحداث “الغوطة” آنذاك حيث كان وجهه مكفهراً وبدا وكأنه سمع كلاماً لم يعجبه من المسؤولين الذين التقاهم.

يُقَسم “غراندي” اللاجئين السوريين إلى نوعين. النوع الأول من اللاجئين السوريين راغب بالعودة ويجب أن يتمكن من تحقيق رغبته. والثاني لديه مخاوف من العودة حالياً. يضيف: «في المحصلة يجب أن تكون العودة آمنة وطوعية. وألا يُجبر عليها أحد».

“غراندي” الذي تحدث في مؤتمر صحفي من “بيروت” حضره “سناك سوري”. قال إن «الحكومة السورية أعلنت مؤخراً أنها ترحب بالجميع. وهذا أمر جيد جداً ومساعد على العودة».

كما دافع المسؤول الأممي عن دوره وعن موقف المفوضية حول موضوع اللاجئين. كما رفض كل الاتهامات الموجهة لهم حول تسييس ملف عودة اللاجئين وعدم لعب دور إيجابي في تشجيعهم. وهي اتهامات لبنانية وسورية على حد سواء. ويصف هذه الاتهامات بالرأي الخاطئ حول موقف المفوضية. كما ويضيف: «نريد الوصول إلى نتائج بناءة في موضوع العودة. ونعتقد أن دورنا إيجابي. ونعمل على تعزيز الثقة من أجل العودة من خلال الإصغاء للهواجس التي يطرحها اللاجئ ونقلها للسلطات المعنية».

صراحة “غراندي” هذه المرة تعكس حجم الارتياح الذي رافق زيارته إلى “دمشق”. فقد حدد المشكلات التي نقلها لهم واستمعوا إليه. مشيراً إلى أنه تحدث مع المسؤولين عن مخاوف اللاجئين الأمنية (الاعتقال. التوقيف. حجز الحرية ….إلخ). وعن هواجسهم حول السكن خصوصاً وأن منازلهم مدمرة. وليس لديهم أوراق ثبوتية. بالإضافة لتأمين الخدمات في مناطق العودة وغيرها من المخاوف الأخرى.

اقرأ أيضاً: مسؤول أممي: 69% من السوريين يعيشون في فقر مدقع .. و43% من اللاجئين بلا تعليم

المسؤول الأممي قال إنه تحدث أيضاً عن المخاوف من “التجنيد الإجباري” وهو موضوع عادة لا تناقشه “دمشق” مع أحد. مشيراً إلى أن المسؤولين استمعوا بإنصات لهذه المشكلات وقال مجيباً على سؤال “سناك سوري” حول رد الحكومة السورية على مجمل المشكلات التي طرحها: «كانوا واعين لهذه العوائق وهم يفكرون بوضع حلول لها. وبأن حلها هو أفضل طريق لبناء الثقة لدى اللاجئين وهذه الثقة مفتاح العودة».

“غراندي” الذي سبق له أن أطلق تصريحات حول “الغوطة الشرقية” خلال المعارك وأعرب خلالها عن “مخاوفه” على المدنيين فيها. قام هذه المرة بزياة للغوطة واطلع فيها مباشرة على حال المدنيين بعد انتهاء المعارك. وقال إنه التقى بالناس وبحالات إنسانية مؤلمة. وأشار إلى أن حجم الدمار فيها أكبر بكثير من الجنوب السوري الذي زاره أيضاً. إلا أنه لم يتحدث عن خطة المفوضية للتعامل مع احتياجات الناس الجديدة بعد خروج مناطقهم من المعارك. وما هو نوع التدخل الذي يقومون فيه وحجمه. خصوصاً وأن هذه المناطق باتت آمنة.

“إدلب” التي تشغل العالم حالياً كانت حاضرة في مؤتمر “غراندي” الذي عُقد في مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وحضره حشد من الإعلاميين العرب والأجانب. حيث قال إنه يؤيد ماطرحه المبعوث الأممي إلى سوريا “ستيفان ديميستورا” حول التعاون فيما يتعلق بالممر الإنساني الآمن لخروج المدنيين الراغبين من “إدلب”. متمنياً في الوقت ذاته حل مشكلة المدينة بطريقة وصفها بـ “المنطقية”. وقال إن «اللاجئين يتابعون عن كثب ما سيحصل في “إدلب”».

اقرأ أيضاً:

لقد بدا “غراندي” متفائلاً وأكثر إيجابية في حديثه وحتى في دفاعه عن موقف المفوضية ورفضه لتسييس دورها. في الوقت الذي يقفز ملف عودة اللاجئين ليكون واحداً من أهم الملفات في الأجندة السورية. وحديث المفوض عن تفهم الحكومة السورية للمشكلات والبحث عن حلول لها وإشارته إلى أن “روسيا” تقوم بدور بارز حالياً في هذا الموضوع. كل هذه المؤشرات توحي بأن تقدماً قد يحصل في هذا الملف وبأن بوادر إيجابية تتقدم فيه. عساه ينجز بأسرع وقت ممكن على أمل أن يمضي اللاجئون السوريون الشتاء القادم في بلادهم عساها تكون أكثر دفئاً من بلاد اللجوء في الجوار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى