طلاب أخفوا أسماء أمهاتهم .. توارث عادةٍ تنتقص من النساء وتنكر فضل الأمهات
حتى الطالبات انقادوا وراء العادات ... ما رأيكم بظاهرة إخفاء اسم الأم؟
مع انتشار المباركات والتهاني بتحقيق النجاح والتفوق في الثانوية. برزت عدة حالات لطلاب وطالبات أخفوا اسم أمهم. رغم كل التعب الذي تقضيه معهم خلال العام الدراسي. في حالة تتقاطع مع عدم ذكر اسم الأم أو الأخوات في كثير من النعوات أحياناً.
سناك سوري-ناديا سوقية
حاول سناك سوري التواصل مع عدد من أولئك الطلاب والطالبات ممن أخفوا اسم أمهم من كشف علامات النجاح في المنشورات التي تداولوها في فيسبوك. البعض لم يحدد السبب بشكل واضح، وآخرون قابلوا السؤال بالتجاهل.
“محمد” استهجن السؤال، وبرر اخفاء اسم أمه بأنه «حر وليس للصحافة علاقة ولا داعي للسؤال». وبعد أخذ ورد قال إنه لا يوجد سبب للاخفاء والقصة مجرد “عادات وتقاليد” على حد قوله.
اللافت في الأمر أن بعض الطالبات قمن أيضاً بإخفاء اسم والدتهنّ بينما ظهرت أسمائهنّ في كشف العلامات. في ظاهرة تدل على تأثرهنّ غالباً بطقوس المجتمع وعاداته دونما تمرّد على ظاهرة تحمل في طياتها انتهاكاً صارخاً للنساء والأمهات.
تبرر “عبير” (اسم مستعار بناء على طلبها) من ريف “دمشق”، بأنها تغار على أمها كون صفحتها تضم عدداً من الأصدقاء الذكور. أما “تسنيم” فقد أخفت اسم والدتها بناء على طلب الأخيرة كونها لا تحب أن يظهر اسمها.
فخورون وفخورات
مقابل تلك الظاهرة، كانت غالبية الناجحين والناجحات يشاركون عبارات الشكر مع أمهاتهم تقديراً منهم لتعبهنّ معهم خلال عام دراسي كامل. للدرجة التي يقال فيها للأم قبل ابنها أو ابنتها، “مبروك النجاح”.
وغالباً ما تترافق منشورات الشكر مع صورة عن كشف العلامات يحوي اسم الأم. إضافة إلى صورة لها أيضاً.
تربية خاطئة
تأسف الناشطة النسوية والحقوقية “وجيهة الحجار” لانتشار مثل هذا السلوك عبر إخفاء اسم الأم. وتقول لـ”سناك سوري”، إنه نتيجة تربية خاطئة ومجتمع غير صحي. يعود لضعف ببنية المجتمع والنظرة الدونية للمرأة. خصوصاً أن الكثير من الشبّان يخفون الاسم ويعتبرون أن من المعيب كشفه لأحد كي لا يعيّرهم الآخرون أو يشتمونهم باستخدامه.
ترى الناشطة أن من يخفي اسم أمه. ينسى فضلها عليه خصوصاً وقت نجاحه. وتضيف أن توارد هذا السلوك وتكراره يعتبر أمر خطير. يوحي بعدم تطور الفكر فعوضاً عن الفخر بأسماء الأمهات يقومون بإخفائها وكأنها عار عليهم.
وترى “الحجار” أن الملام الأول والأخير هو المجتمع والصورة النمطية. وترى أن أولئك الشابات والشباب ضحية تفكير المجتمع وتربيته ورجعيته.
يذكر أن عادة إخفاء اسم الأم والشعور بالحرج لأن يعرفه أحد تأتي ضمن كثير من العادات الذكورية والرجعية في المجتمع التي تتضمن كثيراً من انتقاص المرأة ومعاداة النساء وإنكار فضلهنّ. علماً أن بعض الأعمال الدرامية ساهمت في ترسيخ هذه العادة وتقديمها على أنها عادة محبّبة تدل على رجولة الذكر وغيرته على شرفه.
وأنتم ما رأيكم بسلوك إخفاء اسم الأم، عوضاً عن إظهارها وشكرها؟