سوسن أبو فراج تحوّل الذكريات إلى أغطية ومفارش
سوسن أبو فراج بدأت مشروعها بعد التقاعد وتجاوزت الصعوبات بالمرونة
شكّل التقاعد من العمل بالتدريس، فرصة الانطلاق مجدداً عبر مشروع صغير لمعلمة الفنون الجميلة. “سوسن أبو فراج” التي بدأت بصقل موهبتها لفن الرقع أو “الباتشورك” وأنتجت العديد من القطع الفنية المرغوبة.
سناك سوري-رهان حبيب
معلمة الفنون المتقاعدة استثمرت شغفها بالفنون، وباتت تحاول تجميل وجه الحياة والاستفادة من خبرتها في التصميم لإنتاج قطع غير تقليدية. عبر فن الرقع الذي يعتمد على إعادة تدوير القصاصات من الأقمشة القديمة وجمعها مع الجديدة للحصول على قطع منزلية جميلة.
تقول “سوسن أبو فراج” لـ”سناك سوري” إنها تابعت قنوات متخصصة بـ فن الرقع في يوتيوب. وكانت تحاول محاكاة ما تراه وأنتجت العديد من القطع التي أضافت إليها التطريز والكروشيه.
لاحقاً استفادت المعلمة المتقاعدة من أحد مشاريع undb في السويداء، وحصلت على تمويل كامل لمشروعها. كما خضعت لدورة تدريبية ودراسة للمشروع وكيفية تأسيسه، لتنطلق به بورشة صغيرة في منزلها.
التحدي الأكبر كان كيفية تحمّل أجور عاملات الخياطة، خصوصاً أن المشروع مايزال في بداياته. لذا قررت “سوسن” تعلّم الخياطة. وباتت تقوم بالعمل كاملاً من التصميم إلى القص والخياطة.
تعلّم الخياطة والقيام بكل خطوات الإنتاج، ساعد المعلمة المتقاعدة على ابتكار العديد من الأفكار. ومنحها مساحة أوسع للتلاعب بالألوان. وتقول لـ”سناك سوري”، إن الرحلة ما بين التصميم والتنفيذ قد تظهر تشكيلات أجمل وإمكانية التغيير تبقى قائمة دائماً للحصول على قطع أكثر جمالاً.
سوسن أبو فراج تستثمر الذكريات في فن الرقع
تضع المعلمة المتقاعدة تصاميمها بالاعتماد على اللون والقماش كأمر أساسي. لكن هناك دائماً قدرة على التغيير، كأن تأتِ إحداهنّ وتطلب إليها صناعة مفرش أو غطاء يحوي قطعة قماش تحتفظ بها كذكرى من أحد الراحلين من أفراد عائلتها. لتضيف الحميمية إلى القطعة المنتجة، والتي قد تكون لحاف أو لوحة جدارية أو مفرش طاولة وغيرها.
تشرح “سوسن” أكثر عن الفكرة، وتقول إن البداية كانت بإنتاج نوعية من اللحف تم إدخال القطع القديمة فيها لتصبح كذكرى للعائلة. وقد لاقت الفكرة رواجاً كبيراً. لكن لاحقاً ونتيجة انخفاض القدرة الشرائية حاولت إيجاد خط إنتاج جديد للقطع الأصغر حجماً. كونها قابلة للبيع أكثر من تلك الكبيرة مرتفعة الثمن.
مشغل المعلمة المتقاعدة اليوم ينتج نوع من الجزادين القماشية والحقائب النسائية وتشكيلة من قطع تطلب وتباع بشكل أكثر سلاسة في المعارض. بتدوير نسبة كبيرة من القصاصات والأقمشة القديمة ووفق احتياج السوق.
الفنانة التي تدير مشغلها لم تبتعد عن عالم اللون وهي تنتج أعمالها الفنية الزيتية وتتابع الطلبيات رغم صعوبات انقطاع الكهرباء. الذي تحاول تجاوزه بتنظيم الوقت واستثمار كل الأوقات ليلاً أو نهاراً بقناعة أن الفن يأخذها إلى إبداع تشكيلات جديدة. ويمدها بالصبر لإنتاج لوحات قماشية تستحق العرض والاقتناء. وهو ما سيبقى حافزها، وفرصتها الأكبر للعمل الذي شحذ عزيمتها لتتمكن من رعاية ولديها وتوصلهما إلى التخرج وتصل معهم إلى حالة استقرار وهدوء معيشي.