سوريا: تدهور الثروة الحيوانية .. أرقام وإحصائيات
سوء إدارة الملف والحرب والجفاف وغلاء الأعلاف أهم الأسباب
سناك سوري – متابعات
بعد أن كانت “سوريا” المصدر الرئيسي لتصدير الأغنام والماعز إلى دول الجوار، وكان مربي هذه القطعان يعيشون في بحبوحة ويرفدون الاقتصاد السوري بالعملة الصعبة، باتوا الآن في (بح) بعد أن كانت قطعان الماشية ضحية القتل والجفاف، فبتنا مستوردين لها، بعد أيام العز.
فارتفاع أسعار المواد العلفية والمحروقات وغيرها أدى إلى تراجع هذه المهنة من ناحية تقلص الأعداد وتراجع مساحات الرعي وغيرها، يقول مربي الأغنام “أبو مصطفى”: «كنت أملك حوالي 400 رأس من الغنم، وبسبب الحرب، وضيق المساحات، وتكاليف التنقل، تراجع القطيع إلى النصف».
وأرجع المربي “أبو أسعد” المشكلة إلى الارتفاع غير المقبول للمحروقات، إضافة إلى مزاجية الجمعيات الفلاحية في توزيع المواد العلفية، وعدم كفاية كميات العلف المدعوم، كما اشتكى من غلاء الأدوية البيطرية. وفقاص لما نقلت عنه صحيفة العروبة المحلية.
اقرأ أيضاً الثروة الحيوانية في حماة مهددة بالإنقراض
الدكتور “أحمد شحود” معاون مدير الزراعة بـ “حمص”، ورئيس دائرة الإنتاج الحيواني بالمديرية قال: «إن ثلث الثروة الحيوانية خرجت من الإنتاج لا سيما في مناطق تمركزها من “بادية تدمر”، و”القريتين”، و”جب الجراح”، حتى حدود “الفرقلس”، حيث يوجد فيها 80 % من الثروة الغنمية».
ورغم تأكيد “معاون مدير الزراعة” تقديم اللقاحات والتحصينات مجاناً ضد الأمراض، وعدم تسجيل حالات أوبئة، إلا أنه تناسى أو لا يعرف كونه غير مربي للأغنام أن دخول أجور الأطباء البيطريين ضمن المعادلة بات يثقل كاهل المربين نظراً لأجورهم العالية جداً، فهل يظن معاون المدير أن اللقاحات كافية لمنع المرض عن الحيوان؟. موقع سناك سوري.
وكان تهريب الثروة الحيوانية وما يزال هو العامل المربك في الحفاظ عليها، فالأرباح الناتجة عن ذلك كبير جداً، كونه بعيد عن جيوب الضرائب والسمسرة، ولكنها تضر بالاقتصاد الوطني، وتربك السوق الداخلية، وفي حال وقع المهرب في يدي الضابطة الجمركية فعلى أهله السلام.
إقرأ أيضاً الزراعة تعترف بخطئها: إذا علقت بـ”الرقة” باقي المحافظات مافيها تاكل لحمة
أما المشكلة الحقيقية التي يعاني منها المربين على مدار العام، والمتعلقة بالأعلاف وغلائها، خاصة مع حالة الجفاف التي تركت الأرض شبه محروقة، ولا تنفع إلا للرعي، ولكن لا تنفع إلا لوقت قصير. وبرغم تأكيد مدير مؤسسة الأعلاف “زياد اليوسف” على أن مادة العلف متوفرة في الأسواق ومطروحة ضمن دورات المقنن العلفي (كل شهرين أو ثلاثة أشهر مرة)، إلا أن ذلك بعيد عن الواقع ولا يكفي نهائياً، مما يضطر المربين للبحث عن بدائل غالية، وهو ما يصيبهم بالخسائر الإضافية، أو محاولة التخلص من ثروتهم.موقع سناك سوري.
بالأرقام: كان عدد الأغنام قبل الحرب 2200000 رأس غنم، ومع نهاية عام 2017 أصبح العدد 1,86000 رأس، وكان عدد الماعز 222481 رأساً، وفي 2017 أصبح 76000 رأساً، أما عدد رؤوس الأبقار قبل الحرب فكان 108 آلاف رأس، وبقي مع نهاية 2017 منهم 71000 رأس. هذه حصيلة شبه رسمية بعيدة عن “مكتب الإحصاء المركزي”، فهل هناك أسرار سنكتشفها عن خطأ هذه الأرقام، وأنها غير حقيقية، بعد أن هاجرت هذه الثروة الحيوانية إلى الخارج، ومات الآلاف منها بالنار المشتعلة في “سوريا”؟.
اقرأ أيضاً 12 ألف ليرة سورية أتاوات تتقاضاها الحواجز عن كل رأس غنم!