سوريا… أضاحي داخلية بحوالات خارجية… التضحية في الوطن
دير الزور… أسعار الأضاحي تتجاوز 500 ألف
سناك سوري – فاروق المضحي
على مدى مئات السنين كان السوريون المعتقدون بعيد الأضحى يذبحون الذبائح في هذا العيد كطقس من طقوسهم الدينية، ومع اندلاع الأزمة في البلاد تراجعت نسبة المحافظين على هذا الطقس نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، وأصبح من كان يضحي ينتظر تضحية غيره حتى يتذوق طعم اللحم الذي يكاد يغيب عن موائد غالبية السوريين داخل سوريا.
في هذا العام يبدو أيضاً أن الأمر لن يقتصر على الحرمان من القدرة على تقديم الأضحية بل سيمتد إلى الحصول على حصة من أضاحي الآخرين التي لم تعد نسبتها تكفي لتوزع على المقربين والجيران الذين يعيشون ظروفاً صعبة في دير الزور السورية فالغالبية باتوا محتاجين.
تتراوح أسعار خراف الأضاحي بين 400 و550 ألف ليرة سورية (10 أضعاف راتب موظف حكومي في الشهر)، يقول “عبد الرحمن الجمعة” وهو تاجر في سوق الأغنام بقرية الشميطية لـ سناك سوري أن الإقبال هذا العام على الشراء من سكان الدير مازال ضعيفاً جداً مقارنةً مع سنوات ماقبل الحرب، مشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار أثر على إمكانية الشراء وعازياً هذا الارتفاع لسببين رئيسيين نقص عدد المواشي بسبب التهريب إلى العراق وغلاء العلف.
وعن أسغار أبقار الأضاحي يقول “الجمعة” إن الحد الأدنى لها 2.5 مليون والأعلى 4 مليون بزيادة قرابة 8 أضعاف عما كانت عليه قبل عام 2011.
اقرأ أيضاً: نصف مليون ليرة سعر خروف…مواطن: حتى الأضاحي صار بدا قرض
مواصفات خاصة للأضحية… تزيد من الإرتفاع
يشترط من يريد تقديم الأضحية عادة أن يكول لها مواصفات محددة، مثل لأن تكون أسنانها كاملة وغير عرجاء وسمينة لذا تجد سعر خاروف الأضحية مرتفع عن أسعار المواشي الأخرى.وفق “جمعة”.
أضاحي داخلية بحوالات خارجية … التضحية في الوطن
تعد مدينة الزور من المدن التي نزح منها مئات الآلاف بسبب الحرب وتعيش نسبة كبيرة منهم في أوروبا ومازال هؤلاء مرتبطون بمدينتهم وأهلها، حيث يحرصون منذ خروجها عن سيطرة داعش على تقديم الأضاحي فيها، يقول “مؤيد الحسن” وهو من حي الموظفين إن العديد من جيرانه سابقاً اللاجئين حالياً خارج سوريا يرسلون مبالغ لمعارفهم وأقاربهم في دير الزور لكي يقوموا بشراء أضحية نيابة عنهم وذبحها وتوزيع لحمها على أهالي الحي أو المدينة، مشيراً أن هذه الأضاحي ساهمت في تحريك السوق بشكل نسبي هذا العام وكان لها دور العام الماضي في تذوق بعض العائلات لطعم اللحم الذي حرموا منه.
حيث أن المغتربين لديهم قدرة شرائية جيدة مقارنة مع المقيمين في دير الزور، وهم يفضلون التضحية في وطنهم على تقديم الأضاحي في البلدان التي انتقلوا للعيش فيها.
“عماد” وهو مقيم في حي الجورة يقول إنه ينتظر أضحية جاره اللاجئ في أوروبا والتي قرر شرائها وذبحها في الحي فهو موعود بالحصول على حصة منها حتى يطعم اللحم لأسرته، يقول إن آخر مرة تذوق اللحم كانت في شهر رمضان الماضي منتقداً غلاء سعر الكيلو الذي وصل إلى 13 ألف ليرة.
اقرأ أيضاً: السويداء.. طقوس صيام الأيام العشرة قبل عيد الأضحى
عادات غيرتها القوة الشرائية…
بعض أبناء الدير مازال لديهم بعض القدرة على تخصيص مبلغ للأضحية لكنه لا يكفي لشرائها مادفعهم للتعاون فيما بينهم، يقول “حسان الحمد ” من أبناء المدينة: «لقد اعتدت على ممارسة طقوس عيد الاضحى وذبح أضحية أو أكثر في كل عيد موسم منذ أكثر من عشرين عاماً، حيث أقوم بتوزيع الأضحية على الفقراء والمحتاجين في الحي كل عام واتذكر أن الأضحية في ذلك الوقت لم يكن سعرها يتجاوز 5000 ليرة في أغلى الأوقات، وفي العام الماضي قمت بشراء أضحية لم يتجاوز سعرها 125 ألف أما اليوم فلم أعد أستطيع أن أقدم الأضاحي نتيجة ارتفاع أسعارها الذي يتجاوز الـ 450 الف ليرة سورية أي ثلاثة أضعاف عن العام الماضي الأمر الذي دفعني إلى التشارك مع اخوتي من أجل الحفاظ على هذا الطقس حيث قمنا في هذا العيد بشراء أضحية وتقسيم سعرها بالتساوي فيما بيننا».
اقرأ أيضاً: سوريون لم يتناولوا اللحم الأحمر منذ عيد الأضحى الفائت!