سهيلة صعب.. سخّرت لغاتها الخمس لمساعدة المهاجرين
ابنة محافظة السويداء تساعد الطلاب لضمان عبور آمن للدراسة في إيطاليا
تقدم “سهيلة صعب” ابنة السويداء المتحدثة خمس لغات، والتي درست في جامعة فلورنسا وانتقلت لتدرس الترجمة حالياً في جامعة سابيينسا في روما. من خلال مبادرة” yalla Study” مساعدة للطلاب الراغبين بالدراسة في إيطاليا بهدف تأمين عبور آمن للطلاب وتحقيق حلم الدراسة في جامعات إيطاليا العريقة.
سناك سوري-رهان حبيب
ابنة قرية “الشريحي” بالريف الشرقي لمدينة “السويداء” والتي درست الأدب الفرنسي في جامعة “دمشق” وصلت إيطاليا كطالبة برحلة سلسة دون مشاق عام ٢٠١٤. وعملت مترجمة متطوعة للاجئين كونها تتقن الإنكليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية إلى جانب العربية
تقول “صعب” لـ”سناك سوري”، إنها التحقت بدورات لحقوق الانسان في فلورنسا وعندما انتقلت إلى روما العاصمة كانت الفرص أكبر. وتضيف أنها بعام 2020 التقت مع جوڤانّا كاڤالّو وهي ناشطة بمجال حقوق الإنسان وأخبرتها أنهم بحاجة لمترجمين للتعامل مع اللاجئين في منظمة “لنفكر بالمهاجرين”. وبدأت متطوعة لثلاثة أيام بالأسبوع وتعرفت على قصص اللاجئين وواقعهم الصعب.
من خلال المنظمة يتم تأمين سكن مقبول للاجئين، إضافة إلى مدارس لغة مجانية، وبعض المساعدات التي لم ترضَ “صعب”. والطموح كان أكبر من ذلك، خصوصاً للطلاب وصعوبة الحصول على فيزا تحميهم من اللجوء لطرق السفر غير الشرعية.
“صعب” تعاونت وجوڤانّا لتأسيس صفحة على شبكات التواصل لمساعدة الأشخاص الراغبين بالدراسة كعمل تطوعي مجاني وبالفعل تم إنشاء صفحة باسم yalla Study“. لعدة أشهر وتوقفت لفترة بعدها، خلال العام 2021تم تفعيل الصفحة وبدأت على شكل مبادرة بذات الاسم انطلقت على الأرض من حوار المبادرة مع مسؤولي قسم الطلاب في السفارة الإيطالية في لبنان. لتسهيل معاملات الطلاب للتقدم للجامعات الإيطالية مثل إيداع تأمين بالبنوك اللبنانية دون خوف وتم التوصل لاتفاق كفلته السفارة بتعهد من البنك بإعادة المبلغ للطالب الذي لا يحصل على فيزا.
اقرأ أيضاً: نايف السنيح.. مهندس متقاعد صمم معمله لإنتاج دبس العنب
توضح “صعب”، أن ما لا يعرفه الطلاب أنه يحق لمن رُفض طلبه ضمن مدة 60 يوماً التقدم بطعن أمام المحاكم الإيطالية. وتضيف: «تطوعنا لنقدم هذا الطعن عن الطلاب، إنّ تكلفة الطعن 800 يورو وقد تمّ تأمين التمويل بمساعي جوڤانّا من منظمة دولية. مكننا من التعاون مع المحامي “نيكولا باريزيو” ورفع الدعاوى دون تحميل الطالب أي كلفة ، لخمسة طلاب تواصلوا معنا تم رفض الدعوة لطالبين والتزمت السفارة. وأعطت الفيزا لطالبين والطالب الخامس طلبت السفارة إعادة تقديم الملف من جديد وقريباً سيصدر القرار».
مهام المبادرة
تخبرنا “صعب” أن مهام المبادرة تسهيل وصول الطلاب ومساعدتهم لدخول إيطاليا بطرق شرعية ومساعدتهم لمعرفة الإجراءات القانونية. ووفق حديثها فإن المرحلة القادمة ستشهد اجتماعاً بين مسؤولي السفارة وعدة منظمات من بينهم yalla Study”” لمناقشة واقع الحصول على فيزا بالنسبة للطلاب وهذا اعتراف ضمني بالمبادرة التي ستبدأ بخطوة جديدة وهي جمع تبرعات. لتدفع عن الطلاب تكاليف تقديم طلب القبول الجامعي التي تُلزم الطالب بدفع مبالغ لاستكمال الملف.
عمل “سهيلة صعب” التطوعي كمترجمة للاجئين يترافق مع مشروعها الخاص الذي صممته باسم “kiddo” لإنتاج وسائل تعليمية قماشية للأطفال. الذي رُشّح ليكون من قائمة أفضل ثلاثة مشاريع تعليمية على مستوى الشرق الأوسط من خلال مسابقة ترعاها الإمارات العربية المتحدة. وانتشر في سوريا ودول الخليج العربي، وهي اليوم بطور ترخيصه في إيطاليا ضمن خطة عمل لتكون عاملات المشروع من النساء اللاجئات. وهي على إطلاع واسع بظروف هذه الشريحة.
أما “سهيلة” الكاتبة والمتابعة لكل ما عاشه أهلها خلال هذه السنوات القاسية فقد وثقت من خلال كتابها الأول “قربان قطرة الماء”. أحداث تموز وهجوم الدواعش على قريتها الوادعة وتم نشر الكتاب الذي صدر عن دار العوام وهو اليوم بين يدي أهالي قريتها وعلى تطبيق “أمازون”.
وتقول في ختام حديثها لـ”سناك سوري”: «لن يكون “قربان قطرة الماء” تجربتي الوحيدة للكتابة فما زال أمامي الكثير لأعمله و أخبر عنه بهذه الطريقة. أو غيرها في رسالة ليتها تصل لكل السوريين أن نحب بعضنا ونسند أحلام بعضنا التي لا خلاف عليها وهي حماية الشباب واكتساب العلم بطرق شرعية آمنة بعيداً عن التهريب وركوب قوارب الموت».