البعض وصفها بالفرصة الذهبية والبعض أصر على يأسه من إمكانية التغيير، وآخرون معجبون بجرأة الوزير الذي اعترف بالتقصير ..
سناك سوري – متابعات
أثار اللقاء الذي أجرته قناة “السورية” مع وزير الإعلام السوري “عماد سارة” ردود فعل متباينة لدى المواطنين السوريين بشكل عام، والعاملين في الشأن الإعلامي بشكل خاص، تنوعت بين التفاؤل، والتشاؤم، ورأي آخر متفائل ولكن ؟؟
مواقف كثيرة أطلقها “سارة” في لقائه، ووعود تعهد بها أمام المواطنين، من أبرزها كسر الخطوط الحمراء المتراكمة، واستهداف الفاسدين والمقصرين من خلال الإعلام الذي وعد الوزير بتحوله إلى إعلام وطن ومواطن، يلامس همومه ويقف إلى جانبه، بعيداً عن محاباة الحكومة، ومعترفاً بتقصير الإعلام وابتعاده عن هموم المواطن السوري، ما دفع الأخير لفقدان الثقة به والاتجاه إلى وسائل أخرى، مضيفاً «يجب علينا الاقتراب منه لتجاوز أزمة الثقة التي أصبحت في حدودها الدنيا .. وعلينا أن نقدم له كامل المعلومات لأنه إذا لم نقدم له المعلومة الصحيحة فله الحق بانتقادنا».
المقابلة بحد ذاتها والمكاشفة التي قدمها “سارة” كانت محط إعجاب البعض ( باعتبار مو متعودين يطلع حدا يعترف بالتقصير) ومنهم الإعلامي”سومر حاتم” الذي تساءل عن دور الصحفيين العاملين في الوسائل الخاصة في هذه “الثورة الإعلامية” على حد تعبيره، مطالباً بإفساح المجال أمام الجميع وليس فقط الوسائل الرسمية.
اقرأ ايضاً : “نهلة عيسى” لـ سناك سوري: التغيير في الإعلام السوري مازال شكلياً
وقد شاركه زميله الإعلامي”نزار الفرا” إعجابه بجرأة الوزير الذي لم يسبق لغيره أن تحدث علناً بما اعتاد الإعلاميون على تناقله همساً، كما قال، مبدياً تفاؤلاً حذراً إزاء ما تم الإعلان عنه معتبراً أننا سنكون أمام مرحلة جديدة من الإعلام الرسمي السوري في حال تحقق كلام الوزير ..
«فرصة من ذهب» هكذا علق مدير إذاعة شام إف إم الصحفي “سامر يوسف” على المقابلة، مظهراً تفاؤلاً كبيراً خاصة بعد عدة اجتماعات عالية المستوى تمت بالفترة الأخيرة لرفع سقف الحريات في الإعلام.
الأمر الذي لم يوافق عليه الصحفي “رئيف السلامة“ باعتبار أننا أمام مشكلة كبيرة، جداً وفق السلامة الذي لم يتعاف لا صحياً ولا نفسياً حتى الأن بعد حادثة توقيفه على حد تعبيره جازماً أن الفشل سيكون سيد الموقف، وخاصة في الإعلام الالكتروني .
كلام الوزير لم ينجح بإقناع البعض الآخر، حيث رأي الصحفي “سليمان الأمين” الذي بدا فاقداً للثقة من أي تغيير خاصة وأن الوزير لم يتطرق للخطوة الأولى في عملية إعادة البناء وهي فصل المؤسسة الإعلامية عن تبعية الحكومة، وجعلها سلطة مستقلة، مضيفاً ..«كلام اليوم يمحيه الصباح مثل كل مرة فحليمة لن تغير عاداتها ».
اقرأ أيضاً : صحيفة “الأيام” تودّع قرائها للمرة الأخيرة “تحت الضغط”!
الحيز الأكبر من كلام الوزير المخصص لقنوات التلفزيون أثار تساؤلات حول دور الصحافة المكتوبة والعاملين فيها في الفترة المقبلة، كما ذكرت الصحفية “لينا ديوب” التي انتقدت غياب الاهتمام بهذا النوع من الإعلاميين، وعدم حل مشاكلهم قائلة « لن أتكلم أكثر، ليس تحاشياً لقانون الجريمة الالكترونية وإنما احتراماً لشجاعتي .. فالشجاعة في غير مكانها هدر»..
لم تقتصر ردود الأفعال على الصحفيين ، وإنما ردت بعض الصفحات الناشطة على كلام الوزير حول صفحات التواصل الاجتماعي، معترفاً بنجاحها في تشكيل رأي عام، إنما بمساعدة الصمت الذي التزمته وسائل الإعلام التقليدية، من دون أن يمنحها صفة الوسائل الإعلامية بسبب افتقارها لأسس الإعلام كالمصداقية والموثوقية والمصدر كما قال، حيث اعتبرت صفحة “سوريا فساد في زمن الإعمار” أن الفضل الأساسي لاعتراف الوزير بالأخطاء والتقصير والتحدث بهذه الطريقة هو لتلك الوسائل التي أصبحت محط ثقة المواطن، بما كشفته من فساد ومحسوبيات.
اقرأ أيضاً : الفيسبوك.. استثمار جديد فشلت الحكومة في استغلال إيجابياته
من جهة ثانية بدا المواطنون من خارج العاملين بالشأن الإعلامي أكثر تشكيكاً بما سيكون في المستقبل، وخاصة لجهة السماح بالرأي الآخر، كما ذكر الناشط “أمجد بدران” معتبراً أن القدرة على حماية الرأي الآخر، والتي لم يرد ذكرها على لسان الوزير أكثر أهمية من ذلك لأن الخوف سوف يمنع الجميع من فتح أفواههم، متسائلاً عن توقيت التطبيق .
بدوره اعتبر “بشار نيرودا” أن إلغاء الخطوط الحمراء غير ممكن أمام أي تلفزيون رسمي الذي يؤدي وظيفة سياسية واجتماعية وليس فقط وظيفة إعلامية، لافتاً إلى ان ما نحتاجه هو وجود وسيلة واحدة فقط ناطقة باسم الدولة متطورة من الناحية التقنية، إضافة لعدد من الوسائل الإعلامية الخاصة مختلفة عن الموجودة حالياً يكون للدولة حصة فيها، ويتم توجيهها وإدارتها بطريقة ذكية ترضي المشاهد السوري وتحقق المصالح العليا للدولة مضيفاً «الإعلام الذي يقول لاخطوط حمراء لديه هو كاذب، لانحتاج إعلام يلغيها نحتاج فقط بالسماح بخطوط الألوان الأخرى تحت الأحمر»
حملة “ساعدونا لنصير أحسن” التي أطلقها الإعلام السوري” مؤخراً بهدف معرفة الأسباب غير الواضحة لترجع ثقة المواطن السوري كما أشار “سارة” كان محط انتقاد البعض ومنهم “بشار يوسف” الذي استغرب من عدم قدرة الكوادر الكثيرة في المؤسسة الإعلامية على تحديد المشاكل ووضع الحلول لها، معتبراً أن رأي الشارع ليس ضمانة أكيدة لنتائج إيجابية، خاصة وأنه قد يحمل آراء متناقضة، متشائماً من التعهد بكسر الخطوط الحمراء لأن “من كبر الحجر ما صاب على حد تعبيره..
تبدو الجملة الشهيرة «كمن رمى حجراً في مياه راكدة » أكثر ما يناسب تلك المقابلة، مع احتمال أن يغرق هذا الحجر إلى القاع، دون أن يتجاوز تأثيره تلك الدوائر التي يرسمها بعد لحظات من رميه ، إذا بقي وحيداً ، أو أن تتبعه أحجار أخرى أكثر قوة، وأشد تأثيراً تجتمع مع بعضها لتحرك الماء وتغير اتجاهه كلياً.
اقرأ أيضاً : سناك سوري ينشر قائمة تعويضات الإعلام السوري “الجديدة”