“حاتم علي”: أنا ضد الرقابة بكافة أشكالها
سناك سوري – عمرو مجدح
يحتفل المخرج السوري “حاتم علي” اليوم 2 حزيران بعيد ميلاده الثامن والخمسين، بعد أن حقق الكثير من النجاحات من خلال عمله ككاتب وممثل ومخرج، بدأ “علي” حياته بالكتابة المسرحية وكتابة النصوص الدرامية والقصص القصيرة، لفت الأنظار بعدها كممثل شاب في عدد من المسلسلات مثل “الكابوس، الخشخاش، الجوارح” إلا أن اللمعان الحقيقي لاسمه بدأ عندما عمل مخرجاً خلف الكاميرا حيث قدم أعمالاً ترسخ في ذاكرة السوريين وتصنف ضمن أهم ماقدمته الدراما السورية على مدار تاريخها بشقيها الإجتماعي والتاريخي.
خلال سنوات قدم “علي”، أعمالاً كثيرة منها “الزير سالم” و”ملوك الطوائف” و”ربيع قرطبة”، “الفصول الأربعة” و”التغريبة الفلسطينية” و”أحلام كبيرة” و”قلم حمرة” وغيرها، وعلى الرغم من أن أفلامه لم تأخذ حقها بالمشاهدة والانتشار إلا أنها نالت العديد من الجوائز العربية والعالمية ومن أهم تلك الأفلام “الليل الطويل”.
اقرأ أيضاً:شارات لاتنسى في تاريخ الدراما السورية
الجولان والتغريبة الفلسطينية
يحكي “حاتم علي” في حوار أجراه مع “ناصر الغزالي” 2009 عن تقاطعات نزوح العائلات الجولانية مع النزوح الفلسطيني الذي وثقه في مسلسل التغريبة الفلسطينية قائلا :« أنا لست فقط أحد أبناء “الجولان” المحتل الذين عاشوا تجربة تتقاطع في كثير من تفاصيلها مع تجربة شخصيات المسلسل (التغريبة الفلسطينية) ولكنني أيضاً عشت طفولتي وشبابي في مخيم “اليرموك” وكنت في عام 1967 بعمر “صالح” الذي كان يحمله خاله “مسعود” وكنت أيضاً محمولاً بالطريقة نفسها على ظهر أحد أخوالي، بشكل أو بآخر استطعت أن أستحضر الكثير من هذه التفاصيل الواضحة أحياناً والمشوشة في أحيان كثيرة والملتبسة في بعض الأحيان وأوظفها وأعيد تركيبها مستكشفاً إياها في أحيان كثيرة من خلال العمل نفسه، وكثيرا ما سئلت نفس السؤال وهو كيف يمكن لمخرج غير فلسطيني أن يقدم عملاً عن هذه القضية، وأنا شخصياً كنت أقول أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعاً كعرب».
السينما السورية
ليس هناك صناعة للسينما في سوريا حسب ماقاله “علي” في لقاء مع قناة سكاي نيوز العربية 2012 وكان قد سبق هذا التصريح بتصريحات آخرى عبر جريدة “الدستور” الأردنية 2010 قائلاً:« من الإجحاف أن ننظر إلى ما أنتجته، أو تنتجه المؤسسة بنظرة واحدة ، هي مثلها مثل الدراما السورية تقدم أعمالاً متفاوتة، هناك أفلام جيدة وأخرى أرى أنها مضيعة للوقت وهدر للجهد والمال، وأرى أن واحدة من مشكلات السينما السورية هي قلة التمويل، فالسينما هي صناعة من الوزن الثقيل وتحتاج لميزانيات ضخمة قد تصل أحياناً إلى ما يعادل ميزانية بعض الدول الصغيرة في بعض الأفلام العالمية، ورغم ذلك فإن بعض الأفلام التي قدمتها مؤسسة السينما في سوريا يمكن اعتبارها هدراً لهذه الميزانيات المنخفضة، إلاّ أن مشكلة مؤسسة السينما ليس في سوية أفلامها وإنما في قدرتها على تسويق هذه الأفلام، بمعنى أن بعضها يظل حبيس المخازن والأدراج لأكثر من سنة أو سنتين بعد إنجازه، وهذا غير مفهوم بالنسبة لي».
اقرأ أيضاً:بعد الصحفيين.. فنانون ومخرجون يهاجمون المؤسسة العامة للسينما
الرقابة
يؤكد “علي” في ذات الحوار أنه ضد الرقابة بكل أشكالها ، فهي حسب ماقال:«مؤشر على عدم قدرة مجتمع ما على تقبل الرأي الآخر، لذلك تجد أن الكثير من البلدان استطاعت أن تتخلص من الرقيب، أظن أنه من الإجحاف لأي عمل فني سواء داخل “سوريا” أو خارجها أن يناقش بعقلية رقابية متزمتة ، خاصة في ظل انتشار وسائل الإعلام وتطورها، وما يتيحه هذا الانتشار للمشاهد من فرص لمتابعة أي عمل فني، وعلى أكثر من وسيلة إعلامية، من هنا فإن دور الرقابة بدأ يصبح غير ذي فاعلية».
الثنائيات
شكل “حاتم علي” عدة ثنائيات مع “أمل حنا” وزوجته “دلع الرحبي” لكنه شكل ثنائي خاص مع الدكتور “وليد سيف” في عدة أعمال منها “صقر قريش” و”ربيع قرطبة” و”عمر” وملوك الطوائف” ويحكي عن هذه الثنائية قائلاً:« الثنائيات عادة لا تنشأ إلاّ عبر وجود قواسم وهموم مشتركة ، وعبر طرق تفكير متقاربة ، والدكتور “وليد سيف” هو رجل مهتم بالتاريخ، ولديه اطلاع كبير، بالإضافة لتمتعه بأخلاق مهنية ومسؤولية فكرية عالية كما يتمتع بحرية درامية كبيرة، وأعتبر نفسي محظوظاً لوجود شريك لي على هذا المستوى، استطعت أن أقدم معه مجموعة من الأعمال وأهمها برأيي التغريبة الفلسطينية».
اقرأ أيضاً:كيف سيبدو الجزء الثالث من الفصول الأربعة؟
الفصول الأربعة
أما عن مسلسل الفصول الأربعة الذي يعتبر من أهم المسلسلات الاجتماعية والتي سكنت وجدان المشاهد السوري ولم يخف ألقه رغم مرور أكثر من عشرين عاماً يحكي عنه في حوار مع جريدة البيان 2002 فيقول:« ما يميز “الفصول الأربعة” عن غيرها من الأعمال الاجتماعية الأخرى هو البساطة في الطرح، والتناول فالعمل وكما يعرف الجميع اجتماعي هادف فيه الكثير من القضايا العائلية والأسرية التي تمر بها كل أسرة عربية بشكل أو بآخر وهذا بحد ذاته يقرب العمل من قلوب المشاهدين، ولذلك يجب اعتماد أسلوب إخراجي يكمل هذه الفكرة أي أن يكون الإخراج الفني لهذه الأفكار، والقضايا سلساً وعفوياً وبعيداً عن حركة الكاميرا البهلوانية بشكل أو بآخر، أو اللقطات البعيدة والكبيرة، في الفصول الأربعة حالات اجتماعية وهموم صغيرة تفترض معها أن يكون المشاهد هو الكاميرا التي تستطيع رصد هذه الحالات ومتابعتها والتفاعل معها وليس النفور منها والابتعاد عنها بسبب الأسلوب الإخراجي وطريقة تناول هذه الأشياء».
يذكر أن “حاتم علي” ممثل وكاتب ومخرج ولد في “الجولان” السوري المحتل عام 1962
اقرأ أيضاً: “ياسين بقوش” عرف أصوله الليبية بالصدفة وتوفي بفعل قذيفة