تغمرني السعادة المؤقتة بعد أن استحممت بلترين من الماء فقط لا غير. فأزمة المياه التي تعيشها محافظة اللاذقية حولت الدوش الصيفي إلى رفاهية عظيمة.
سناك سوري – مواطن معفن
بفعل اليأس المطلق الذي يلازمني، لا أنتظر حل الأزمات التي تحرق شبابي وإنما أنتظر أن أشيخ (ألعب على المضمون أكثر). فكبار السن لا يتعرقون بغزارة كالشباب. والتعرق الزائد إحدى مشكلات الشباب التي ما كنت لأكتشفها لولا فضل سوء الإدارة الذي يدمر حياتي.
وفي ظل أزمة المياه في اللاذقية وسوء أداء الإدارة المحلية. وجب عليّ أن أشكر الإدارة الاقتصادية على أدائها الذي منعني من العمل والحياة الاجتماعية والزواج، وباختصار منعني من الحياة.
فلو أني موظف لاضطررت الآن لتقديم استقالتي كي أحتفظ برائحة عرقي لنفسي، وأتجنب الإحراج. ولو كنت خاطباً لفتاة ما، كيف سيكون موقفي وأنا أتهرب من لقائها طوال الصيف؟.وكيف سيكون موقفي إذا التقيتها؟ إنه كابوس نجوت منه بفضل الاقتصاد الضعيف ولإدارته خالص الشكر.
والآن عليّ تقليد الحكومة بوضع جدول للتقنين. فحتى مع الاستحمام بلتري مياه، لا حاجة لأن يكون هذا طقساً يومياً. فصحة كليتيّ أولى، ويجب أن أدللهما قليلاً بشرب الماء. قليلاً فقط وبلا بطر، كي لا أهدر الماء في الصرف الصحي وأتعرض من بعدها للتجفاف المميت.
ويجب أن أستثمر وقت الفراغ الناتج عن البطالة بالتفكير في أساليب لإعادة تدوير المياه التي أستهلكها. فلا ضمان بألا تتفاقم المشكلة أكثر، كأن تتوقف ميزة شفط نصف لتر يومياً من المواسير، أو أن يتم منع عمل الصهاريج التي تتقاضى حوالي 15٪ من أجر الموظف لكل عملية تعبئة خزان.