سجل الروس حضوراً عسكرياً لافتاً في السويداء منذ بدء الاشتباكات بين تحالف الفصائل بقيادة “رجال الكرامة” و”قوات الفجر” والتي أثمرت عن هزيمة الأخيرة واختفاء قائدها “راجي فلحوط”.
سناك سوري – السويداء
الروس أرسلوا بالتزامن مع الاشتباكات بعض دوريات الشرطة العسكرية إلى الجنوب السوري والتي أجرت بعض التحركات على الأرض. وبدا أنها تكتفي بدور المراقب دون إجراء أي اتصالات تذكر مع الأطراف المتصارعة حينها.
حيث مضت المواجهات التي أصيب فيها العشرات تحت أعين الروس والجانب الحكومي. وبدا في نهايتها أن تحالف رجال الكرامة انتصر عسكريا بشكل واضح مع قضائه على قوات الفجر والتي اختفى قائدها.
اختفاء “فلحوط” كان ومازال مثار جدل فكل المعلومات التي نشرها المقربون من حركة رجال الكرامة كانت تشير إلى أنه أسر في مقره ضمن بلدة “عتيل”. وبعد ذلك اجتمع مؤيدو الحركة وتحالفها في الساحة وترافق الأمر مع منشورات تقول إنه سيتم إعدام “فلحوط” في الساحة.
لكن وبعد انتهاء المواجهات وانتظار 24 ساعة كاملة قالت حركة رجال الكرامة أن “فلحوط” هرب ولم تلقِ القبض عليه. وهو ما أثار جدلاً واسعاً حول صحة هذه المعلومة من عدمه.
الحركة وبعد الانتهاء من المعارك قامت ببث اعترافات تفيد أن “فلحوط” كان يوزع “الحشيش” على المقاتلين معه في الفصيل ويعطيهم “رواتب” بين “400 و500” ألف ليرة.
وقد شبه البعض هذه الاعترافات بتلك التي كانت تقدم على التلفزيون السوري حول توزيع حبوب الهلوسة على المتظاهرين. وفي كلتا الحالتين (اعترافات فيديوهات الكرامة أو التلفزيون السوري) فإن حقوقيين يرون أن هذه الاعترافات لا يُعتدّ بها. ويقولون إنه يجب أن يكون هناك جهات قضائية ومحاكمات واضحة وعادلة حتى يتم تبني الاعترافات.
اقرأ أيضاً: السويداء.. أهالي باتوا ليلتهم على وقع الانفجارات والاشتباكات
بعد انتصار الحركة على “قوات الفجر” ازدادت شعبيتها في السويداء، وانحاز جزء كبير من الناس إليها في المواجهات معتبرين أنها تخلّصهم من عصابات الخطف. بينما انحاز البعض لـ “فلحوط”. والبعض الآخر اعتزل الطرفين واعتبر أنه صراع فصائلي بحت.
بالمحصلة فإن الأحداث الأخيرة التي شهدها الجنوب السوري أعادت فصيل “حركة رجال الكرامة” إلى الواجهة بقوة. ومعه فصيل “ليث وحيد البلعوس” وكذلك “حزب اللواء السوري” والذي كان قد اختفى عن الساحة بعد مقتل قائده العسكري “سامر حكيم”.
الواقع الجديد دفع الجانب الروسي للتواصل مع ممثلين عن التحالف الذي اتهم إيران بدعم “فلحوط” وشن عليها هجوماً لاذعاً خلال الأيام الماضية مع عبارات مثل “اجتثاث الوجود الإيراني من الجنوب”.
وفد روسي برئاسة نائب قائد الشرطة العسكرية في سوريا زار “السويداء” والتقى “ليث البلعوس” وهو أبرز ممثلي التحالف الذي خاض الاشتباكات مع “قوات الفجر”. وبحسب مصادر سناك سوري فإن الروس أرادوا معرفة بماذا يفكر تحالف الفصائل في الجنوب وماهي خططهم المستقبلية. وإمكانية الوصول لتهدئة طويلة الأمد وضبط لانتشار السلاح جنوباً.
معظم الحديث خلال الاجتماع كان بحسب المصادر حول “إيران” والاتهامات التي توجهها فصائل التحالف لها بلعب دور سلبي في الجنوب. وهو ما لم تعلق عليه إيران طوال الفترة الماضية.
اقرأ أيضاً: السويداء: فصيل مسلح يحتجز مواطنين كرهائن حتى تتم إعادة سيارة مسروقة
كما كان من بين المطالب التي أثارت استغراب الروس وعبّروا عن رفضهم له. بحسب أحد المشاركين في الاجتماع الذي قال لـ سناك سوري إن “البلعوس” طالب بدخول المساعدات العابرة للحدود إلى السويداء عبر أحد المعابر مع الأردن دون المرور بـ “دمشق”. وهو مارفضه الروس بشكل قاطع. علماً أن هذا الموضوع كان سبباً لمواجهة دولية في مجلس الأمن بين روسيا وأميركا لتمرير قرار دولي حول المساعدات العابرة للحدود. وقد انتهت المواجهة الدولية بتمرير القرار كما تريده روسيا وحصره بمعبر باب الهوى شمال سوريا فقط.
البنود التي قُدمت للروس وعددها ثمانية، كان من بينها اعتبار الأجهزة الأمنية عدواً للطائفة الدرزية. وكذلك اعتبار أي شخص يتبع لإيران وحزب الله هدفاً مشروعاً للفصائل.
المصادر ذاتها أشارت إلى أن ممثلاً عن حزب اللواء السوري حضر الاجتماع أيضاً. وهي المرة الأولى من نوعها التي يجتمع فيها الروس مع ممثلين عنه. حيث تتهم دمشق هذا الحزب بأنه ممول من أميركا ويأخذ قراراته من قاعدة التنف.
وكان الجنوب السوري شهد عملية خاطفة في حزيران نفذها الأمن السوري. واستهدفت القائد العسكري للحزب ومجموعة من عناصره. وقالت مصادر الحكومة حينها أنه تم القضاء عليهم خلال محاولة توجههم إلى قاعدة التنف. والتي تتواجد فيها القوات الأميركية في سوريا.