استنشاق الذات.. لماذا يشّم الناس أنفسهم؟
متى يجب استشارة الطبيب بحال وجود رائحة كريهة في أجسادنا؟
هل سمعتم سابقاً بمصطلح “استنشاق الذات”. هو ذلك التصرف حين نحاول شمّ أجزاء معينة من جسدنا للتأكد من عدم وجود رائحة كريهة. (خصوصاً عند الرانديفو).
سناك سوري-استشارات طبية
كل الناس بيحبو يبينو بأفضل حالاتن. لتجنب المواقف المحرجة مثل وجود بقعة كبيرة من الزيت على سراويلنا بعد تناول البرجر (أو سندويشة الزعتر في الحالة السورية). نقوم بشكل متكرر بالتحقق من مظهرنا باستخدام المرايا وفحص ملابسنا.
لكن مظهرنا البصري ليس هو الشيء الوحيد الذي نراقبه باستمرار في أنفسنا. هناك حاسة أخرى ذات أهمية كبيرة في المواقف الاجتماعية وهي الرائحة. يمكن أن يكون لرائحة العرق أو الرائحة الكريهة أو المثيرة للاشمئزاز عواقب اجتماعية سلبية شديدة على الناس. قد لا يرغب الأصدقاء في الخروج بعد الآن، أو قد ينهي الشركاء العاطفيون العلاقة إذا أصبحت الرائحة سيئة للغاية (فيها وجهة نظر).
وبالتالي، ليس من المستغرب أن يقوم الكثير من الناس أحيانًا بشم أجسادهم للتحقق من رائحتها. ومن الأمثلة الشائعة رفع الذراع واستنشاق الإبط للكشف عن رائحة العرق أو التنفس في اليد للكشف عن رائحة الفم الكريهة. لقد كانت الأبحاث النفسية حول “استنشاق الذات” نادرة في الماضي، لذا فإن العوامل النفسية الكامنة وراء استنشاق الذات ليست مفهومة جيدًا.
ركزت دراسة جديدة نُشرت مؤخرًا في المجلة العلمية Physiology & Behavior على سيكولوجية الاستنشاق الذاتي. واستخدم فريق البحث، استبيانًا عبر الإنترنت لتحديد العديد من الحقائق المثيرة للاهتمام حول استنشاق الذات. بشكل عام، شارك 209 متطوعين في الدراسة.
وكانت الأيدي هي الجزء الأكثر شيوعًا في الجسم الذي يتم استنشاقه ذاتياً، يليها الإبطين والشعر والقدمين والتنفس. والقمصان البالية هي قطعة الملابس الأكثر شيوعًا التي يشمها الناس.
ووجد العلماء أيضًا أن الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية متكررة أظهروا قبولًا اجتماعيًا أكبر للاستنشاق الذاتي مقارنة بالأشخاص الأصحاء جدًا. وهذا يشير إلى أن المرضى يقومون بفحص رائحتهم في كثير من الأحيان للتحقق من التغيرات في الرائحة بسبب المرض.
وفي أمراض ممكن تكون من تظاهراتها الرائحة الكريهة، مثل فطريات وبكتيريا الفم بتعمل رائحة كريهة. كمان الرائحة الكريهة غير المستجيبة على التنظيف الجيد ممكن تكون دليل على وجود خراج أو التهاب. ويُحدث النز الذي يسبب الرائحة، وعموماً الروائح الكريهة المزعجة قد تكون استطباباً لإجراء استشارة طبية.