إنتاج الزيتون في طرطوس” ينخفض بمقدار 100 ألف طن عن العام الماضي… وحلول الزراعة غائبة
63 ألف طن الإنتاج المتوقع من الزيتون العام الحالي
سناك سوري – طرطوس
بين أشجار الزيتون التي لم تحمل كعادتها في كل عام يمشي “أبو محمد” متأثراً بالحال الذي وصل إليه محصوله كونه لم يجني من الثمار سوى القليل وهو أمر لم يعتد عليه حتى في سنوات معاومة الزيتون.
مزارعو الزيتون وحتى أصحاب المعاصر في محافظة “طرطوس” يشتكون قلة الإنتاج الذي لم يسبق أن شهد مثل هذا الانخفاض فالكثير من الأشجار لم تحمل ولاثمرة حتى أن كروماً بأكملها تساقطت ثمارها على الأرض مما عرّض المزارعين وأصحاب معاصر الزيتون لخسائر كبيرة ستؤثر لاحقاً على المواطن لناحية ارتفاع سعر زيت الزيتون.
ويشتكي المزارعون المؤمنون بقضاء الله وقدره من غياب أي نوع من الدعم لهذا المحصول الاستراتيجي من قبل مديرية الزراعة التي لم تحرك ساكناً لمواجهة ماتعرض له المحصول من أمراض نتيجة الظروف الجوية التي مرت بها المنطقة، مؤكدين أن الوحدات الإرشادية المتواجدة في مختلف المناطق لاتقوم بأي دور ولم تقدم لهم نصيحة واحدة تمكنهم من الحفاظ على المحصول أو التقليل من أثر الضرر المحتمل عليه خاصة أنه موسم معاومة.
إحصائيات مديرية زراعة “طرطوس” بينت أن إنتاج المحافظة من محصول الزيتون للعام الحالي انخفض بمقدار 100 ألف طن عن العام الماضي والذي وصلت الكميات فيه إلى 163 ألف طن.
مصادر خاصة في المديرية أكدت لـ سناك سوري أن:«الانخفاض الكبير في إنتاج موسم الزيتون للعام الحالي يعود لأسباب عديدة منها أن العام الحالي هو معاومة كما أن الزيتون لم يحصل على البرودة الكافية بسبب الشتاء الدافىء حيث أن الزيتون يحتاج في العادة الى 400-600 ساعة برودة وبدرجة لاتزيد عن 6-7 درجات مئوية».
وأضافت المصادر :«إن ارتفاع درجات الحرارة أدى لعدم دخول بعض الحشرات في طور السبات الشتوي مما أدى الى نشاطها خلال فترة الازهار خلال شهري آذار ونيسان ومنها “العثة والبسيلا” إضافة الى نشاط ذبابة ثمار الزيتون وارتفاع نسبة الرطوبة ».
صغر الحيازات الزراعية والملكية القليلة لعدد كبير من مزارعي الزيتون بالمحافظة جعلهم وفقا للمصادر ذاتها لايقبلون على المكافحة كون الموسم معاومة وهم يدركون أنه حتى لو تمت المكافحة لن تكون هناك جدوى اقتصادية من الموسوم وأن كلفة المكافحة ستكون أكبر من قيمة المحصول والإنتاج لافتا إلى أن المنتجين ذوي الملكية الكبيرة قاموا بعملية المكافحة الشاملة وحافظوا على انتاجهم.
وينتظر المزارعون والمواطنون دعماً حكومياً من أعلى المستويات للمحصول الاستراتيجي الذي تنافس فيه “سوريا” على مستوى العالم، آملين ألا تتكرر معاناتهم وألا يلحق محصولهم بغيره من المحاصيل الزراعية ويصبح في طي أدراج الحكومة.
اقرأ أيضاً: على خطى الحمضيات والبطاطا… البندورة الساحلية مهددة بالانقراض