أحمد خليل هرب 3 مرات من حكم الإعدام في الرقة
ينطبق عليه المثل القائل “حظ اعطيني وبالبحر ارميني”
سناك سوري – اعتدال الحسن
ينطبق المثل الشعبي “حظ اعطيني وبالبحر ارميني” على ابن الرقة “أحمد الخليل” صاحب الابتسامة العذبة والذين نجا من الموت على أيدي جزاري “داعش” عدة مرات.
“أحمد الخليل” ذو العشرين عاماً من أهالي حيّ الجزرة في الرقة يعمل في فرن الأندلس بشارع تل ابيض وهو من أشهر افران الكعك والمعجنات بالرقة.
ينهي عمله في الحادية عشرة ليلا وقد اعتاد على شحن جواله بدكان للخياطة مجاور لعمله خوفا من سرقته لكثرة العاملين في الفرن. لسوء حظه في يوم مشؤوم صدف وجود أحد أمنيي “داعش” في دكان الخياطة، وقد رآه و هو يهيئ هاتفه للشحن ولمح أن أحمد دقق في صورة شاب على موبايله يرتدي لباس عسكريٍّ سوري.
أثناء عودته لمنزله أوقفه حاجز من ثلاثة عناصر لـ “داعش” بلباس وأقنعة سوداء قاموا بتقييده و تغطية عيونه واقتادوه بسيارتهم مع الضرب والإهانة إلى أحد البيوت العامة التي استولوا عليها وتحويلها لمركز أمني بإدارة أمير النقطة (أبو عبيدة العراقي و نائبه أبو عمير التركي ) اللذين سألاه لمن تتبع ..؟، قال “الخليل”:«أنا تابع لفرن الأندلس»، رُدَّ عليه:«عم تتمسخر علينا ولاك اعترف أنت تابع للنظام و لا للأكراد». فأجابهم:«أنا و الله زلمة من البيت للفرن و من الفرن للبيت».
خضع “الخليل” للتعذيب مدة أسبوع ثم تم تحويله إلى قاضي القضاة “أبو أسامة العنزي السعودي” الذي نظر إلى إضبارته مردداً احكي لمين تعطي معلومات مع منو تتعامل» و أحمد يردد نفس العبارة «والله من بيتي للفرن و من الفرن لبيتي» فأمر قاضي القضاة بإعادته إلى السجن مع التوصية بالتوسع في التحقيق ثانية.
حاول “خليل” الاستجارة بقاضي القضاة لإطلاق سراحه وخاطبه قائلا:«داخل على الله داخل عليك ياشيخ» فأشهر قاضي القضاة مسدسه بوجه أحمد قائلا :«أنا يلي بيدخل علي أطخوا بالمسدس».
اقرأ أيضاً: “إعتدال حسن” حكاية المرأة المتحررة مع التنظيم المتشدد
وبعد أسبوع آخر من التعذيب استسلم الشاب وقال للمحقق:«اكتب ما تريد وأنا أبصم لك بالعشرة»، ليتم تحويله إلى سجن (معرض الشاهين للسيارات -سابقاً- مقابل كازية بوزان بالمدينة ) فإذا بأمير الشرطة العسكرية “أبو موسى التونسي “يقول له:«أبشر بقصاص رأسك» و قبل يوم من تنفيذ حكم القصاص في أول شهر حزيران المصادف الخامس عشر من رمضان 2016 قامت الطائرات بقصف السجن فانفتحت الأبواب و تمكن من الفرار مع 40 سجين و 15 امرأة سجينة واختبأ بحسب موقع سناك سوري عند صديقة بمنطقة الدرعية و بعد أيام قليلة قرر النزول إلى الرقة لعمل هوية مزورة تمكنه من الهروب خارج المحافظة، وقصد شخصاً اشتهر بالتزوير في حي الثكنة و ذهب إلى “مطعم الحاضري” لتناول الطعام وانتظار الانتهاء من تجهيز الهوية فإذا بيد تمسكه بشدة من كتفه التفت فإذا به السجان “أبو عثمان البريجي – وهو من قرى الرقة ” الذي اقتاده إلى السجن و كعادتهم مارسوا عليه أقسى فنون التعذيب وهو يصرخ أنا مظلوم فدخل عليه أبو حذيفة التونسي قائلا:«ارضى بحكم الله و إذا أنت مظلوم تدخل الجنة».
و قبل عيد الفطر بخمسة أيام عند آذان العصر و كان يوم الخميس اقتادوه إلى القصاص “اي لقطع رأسه”( شارع أبو الهيس .. دوار الصناعة ) كانت يومها الطائرة تحوم فوق أجواء الرقة و أنزلوه من السيارة مع أربعين عنصراً منهم لتنفيذ القصاص.
اقرأ أيضاً: “أم عمار” وداعش …. نظرة الوداع الأخيرة!
في هذه الأثناء قصفت الطائرة كلية العلوم القريبة من مكان تواجدهم فصرخ “أبو حذيفة التونسي”:«ارجعوا الطيارة عم تضرب» و عاد مرة أخرى إلى السجن ونجا من الموت الذي قلّ من نجا منه في تلك المنطقة. موقع سناك سوري.
وضع “أحمد” في سجن (مفرق الحصيوة) منزل داخلي اتخذوه سجنا للعوام، ومرةً أخرى أنقذه الطيران، حيث قصفت يوم السبت الساعة الثانية عشرة و النصف ظهرا الطائرة الموقع الذي سجن فيه وتمكن من الفرار واختبأ بمعمل للبلاط.
قام ذوي “أحمد” بتأمين لباس امرأة له وعملوا على تهريبه إلى منطقة بعيدة عن المدينة، حيث ارتدى زي امرأة وأمضى رحلة تهريب استمرت 23 يوماً قبل أن يصل إلى أول حاجز للجيش السوري ومنه تابع طريقه إلى حياته الجديدة بعيداً عن بطش داعش وحكم الإعدام الصادر بحقه.
حالف الحظ “أحمد” ونجا من الموت الذي كان من الممكن أن يصيبه بقصاص داعش أو بغارات الطيران التي كان من الممكن أن يذهب ضحيتها أيضاً، لكنه نجا ليتابع حياته ويبقى شاهداً على حقبة مظلمة من تاريخ الرقة، الرقة التي ذاق أهلها الأمرين خلال حكم داعش، لكنه اليوم يروي هذا الماضي الأليم وهو مبتسم للحياة وللقدر الذي وقف إلى جانبه، فراحت قصته تروى على كل لسان في الرقة وخارجها.
اقرأ أيضاً:أبو عبد العزيز الهارب من الرقة أنقذه ابنه المصاب بسرطان الدم!