أبرز المفاجآت في نتائج انتخابات مجلس الشعب وتوزيع الحصص والقوى
مرشح خاض الانتخابات في المُعتقل وسقوط مدوي لـ عمار بكداش أمين عام الحزب الشيوعي
حصد حزب البعث كالعادة أكثر من ثلثي مقاعد مجلس الشعب السوري بعد إعلان نتائج الانتخابات أمس والتي بلغت نسبة التصويت فيها 38.16%. وفقاً للجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري.
سناك سوري _ دمشق
بالمقابل نالت أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية المتحالفة مع حزب البعث منذ قرابة 50 عاماً أقل من 10% من مقاعد المجلس. أما الأحزاب المرخصة بعد إقرار دستور سوري جديد عام 2012 فقد كانت مشاركتها بالانتخابات غير واضحة حيث ترشح رئيس حزب الإصلاح “حسين راغب” كمستقل عن دائرة إدلب ونجح في الانتخابات. وبالتالي نظرياً هو شارك كمستقل لكن عملياً هو رئيس حزب سياسي مرخص. ما يجعل مشاركة هذه الأحزاب المرخصة تحتاج لدراسة وتحليل مستقل ربما في وقت لاحق.
اللافت في هذه الانتخابات كان ترشح الحزب الشيوعي السوري خارج تحالف الجبهة الوطنية التقدمية، وقد خسر جميع مرشحيه في الانتخابات. وعلى رأسهم “عمار بكداش” الأمين العام للحزب وعضو مجلس الشعب خلال الدورة السابقة ونجل عائلة بكداش الشيوعية العريقة.
ومن أبرز ماحدث في هذه الانتخابات أن مرشح الحزب الشيوعي في الحسكة “عبد الرحمن خليل” خاض الانتخابات وهو معتقل لدى الإدارة الذاتية.(تسيطر على أجزاء واسعة من شمال وشرق سوريا). وقد أخلي سبيله بعد يوم واحد من الانتخابات حيث أمضى 7 أيام في السجن وهو عضو مجلس شعب عن الدور التشريعي 2020-2024.
بالمقابل شهدت هذه الانتخابات عودة وجوه تقليدية مثل “محمد حمشو”، وخسارة وجوه تقليدية أخرى مثل “محمد قبنض” عضو مجلس الشعب السابق. وغيابات لأسماء معروفة بنفوذها مثل النائب السابق “فؤاد علداني” والنائب السابق “حسام قاطرجي” الذي خسر شقيقه “براء” باستهداف إسرائيلي يوم الانتخابات.
كما أن هذه الانتخابات شهدت أحداث غريبة مثل تغيير مرشحين في قوائم “الوحدة” الوطنية التي يقودها حزب البعث قبل ساعات من الانتخابات. وهو ماحدث في طرطوس والرقة حيث أعلنت قيادة حزب البعث عن قائمة لخوض الانتخابات وعشية التصويت عدلت في أسمائهم ونجحت جميع القوائم كما جرت العادة.
بالإضافة لانتقال نائب سابق للترشح من ريف دمشق في الدورة الماضية ونيل مقعد عنها، إلى الترشح عن اللاذقية هذه الدورة والفوز بمقعد فيها. علماً أنه حصل في اللاذقية على أكثر من 157 ألف صوت.
كما تصدر المشهد في محافظتي “دمشق وحمص” إعلاميون، وللمرة الأولى منذ بداية هذه الأدوار التشريعية يتصدر قوائم البعث إعلاميون.
بالمقابل حافظت السلطات السورية على سردية إجراء الانتخابات في موعدها على أنها دليل تعافي البلاد واستعادة استقرارها.
انخفاض حصة النساء في حمص
تقلصت حصة النساء في قائمة الوحدة الوطنية عن مدينة “حمص” إلى الثلث حيث غابت “هزار الدقس” و”جويدة ثلجة” و”فادية ديب” بينما حضرت “آسيا أيوب” عن الفئة ب.
القائمة التي يقودها حزب “البعث” فازت كاملةً وأعادت انتخاب 5 من نواب الدورة الماضية من أصل 18 مرشحاً نافست بهم على 23 مقعداً يمثّل المحافظة. بينما فاز 5 مستقلين، تجدد انتخاب 3 منهم وأتت الانتخابات باسمين جديدين.
حيث أعيد انتخاب “فراس السلوم” و”وائل ملحم” و”ناصر الناصر” لدورة انتخابية جديدة. في حين انتخب “عفيف دلو” و”هاني عودة” كمستقلين جديدين في هذه الدورة. ولم تنجح أي امرأة مستقلة بينما بقيت حصة أحزاب الجبهة على حالها بمعدل مقعدين.
عنصر الشباب دون 30 عاماً تواجد في محافظة حمص بشكل لافت عبر المرشح المستقل عفيف دلو وهو من مواليد ١٩٩٧.
وهو بذلك يكون واحد من اثنين في كل سوريا تم التحقق من أعمارهم تحت سن ٣٠.
ويعد نجاح شاب بهذا العمر كمستقلّ في محافظةً مثل حمص أمراً لافتا جدا وعادة ما يحتاج نجاح الشباب بهذا العمر لتوجيه ودعم من حزب البعث كما حدث مع النائب زين عباس في اللاذقية في دورة ٢٠٢٠.
القومي السوري يتفوق على البعث في درعا
اقتصر التغيير بين نواب “درعا” على 3 أسماء فقط هم “أحمد الجاموس” و”ياسين الزامل” و”محرز النصر الله” الذي مثّل الحزب السوري القومي الاجتماعي ليكون بديلاً عن “خالد العبود” أبرز الغائبين عن انتخابات المحافظة وهو يمثّل حزب الوحدويين الاشتراكيين.
فيما كان لافتاً أن “النصر الله” تفوّق على مرشحي “البعث” بعدد الأصوات.
بينما حافظت “فايزة العذبة” على مقعدها كامرأة وحيدة بين نواب المحافظة العشرة. وأعيد انتخاب المستقلَين “فاروق الحمادي” و”يحيى المفعلاني” لتمثيل “درعا” في المجلس. كما غاب الشباب ممن دون 30 عاماً أيضاً عن قائمة الناجحين.
بالمقابل وعلى الرغم من الأحداث الأمنية التي شهدتها المحافظة خلال الانتخابات ونقل صناديق الاقتراع من مناطق إلى أخرى إلا أن بعض المرشحين حصلوا على قرابة 187 ألف صوت.
نائب سابق يعود إلى اللاذقية
في “اللاذقية” تكررت 7 أسماء من أصل 17 نائباً يمثّلون المحافظة وتضمنت الأسماء المكررة المستقلَين “زين عباس” و”راسم مصري”.
إلا أن الاسم السابع من النواب السابقين الذين أعيد انتخابهم كان لـ”صبحي أحمد عباس” الذي كان نائباً عن محافظة “ريف دمشق” في الدورة الماضية قبل أن يعود إلى “اللاذقية” التي ينحدر منها.
غياب الشباب انسحب أيضاً على “اللاذقية”. فيما زادت حصة النساء لمقعدين بدلاً عن مقعد واحد في الدورة الماضية بوصول البعثيتين “إيفا حور” و”رزان مرتضى”.
بينما سجلت قائمة الوحدة الوطنية انخفاضاً في عدد الأصوات وصل إلى قرابة 70 ألف صوت مقارنة بانتخابات 2016 التي نال فيها نواب القائمة قرابة 350 ألف صوت.
تغيير محدود في السويداء
تكررت 3 أسماء في “السويداء” من أصل 6 مقاعد حيث أعيد انتخاب نائب بعثي ونائبين مستقلين. وغاب عنصر الشباب والنساء كلياً كما غاب مرشحو أحزاب “الجبهة”.
حيث أعيد انتخاب “نشأت الأطرش” و “معين ناصر” كمستقلين وهما عضوان في مجلس الشعب 2020-2024 وكذلك فازت قائمة الوحدة الوطنية بالكامل.
السويداء أيضاً كانت قد شهدت أحداث أمنية خلال يوم الانتخابات ودعوات سابقة للمقاطعة.
وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات أن المرشح الأول على محافظة السويداء حصد أكثر من 100 ألف صوت.
رجال الأعمال يشكلون ثلثي نواب طرطوس
في “طرطوس” بقي عدد نواب “البعث” 10 مقابل نائب واحد لأحزاب الجبهة وبقيت حصة المستقلين نائبين.
وبينما غاب الشباب دون سن الـ 30 عن المشهد. فقد تراجع عدد النساء من اثنتين إلى واحدة. بوجود 9 نواب جدد وأربعة سابقين فقط يمثلون معاً 13 مقعداً للمحافظة.
نواب طرطوس الجدد ثلثاهم بحسب مراسل سناك سوري من رجال الأعمال. بينما يعد “سنان درغام” أبرز الفائزين عن المستقلين نظراً لكثافة الدعاية الانتخابية التي شارك بها.
بالمقابل خسر الانتخابات الرياضي والمرشح المستقل “رامي الخطيب” وهو عضو مجلس مدينة معروف بصوته العالي ضد الفساد.
عودة “حمشو” ورائدة وقاف في صدارة دمشق
في دمشق عاد رجل الأعمال “محمد حمشو” إلى مجلس الشعب مع تحالفه في قائمة “شام” التي نجحت بالانتخابات عن دائرة دمشق. “حمشو” كان قد انسحب من انتخابات مجلس الشعب 2020 قبل أيام من فتح صناديق الاقتراع.
بينما تصدرت الإعلامية وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين “رائدة وقاف” قائمة الناجحين عن “دمشق”. وانخفضت حصة النساء من 5 إلى 4 حيث حافظت “نهى محايري” على موقعها كنائبة مستقلة ورافقتها المستقلة “هبة خضره”. إلى جانب نائبتين عن حزب “البعث”.
حصة المستقلين الأكبر بين المحافظات حافظت على 13 مقعد وغاب الشباب عن قوائم الناجحين.
فيما بقيت حصة أحزاب الجبهة على حالها بمقعدين لكنها انتقلت من “الشيوعي- بكداش” و”السوري القومي” إلى “الشيوعي الموحد” و”الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي”. وتكررت أسماء 6 نواب من دورة 2020 و3 من دورات سابقة بمجموع 9 من أصل 29 مقعداً يمثّلون العاصمة.
تكرار 8 أسماء في ريف دمشق… نتائج انتخابات مجلس الشعب السوري
سجلت قائمة الوحدة الوطنية في ريف دمشق الخارجة من دائرة الصراع أكثر من 430 ألف صوت بحسب اللجنة العليا للانتخابات.
وأعيد انتخاب 8 نواب سابقين عن ريف “دمشق” وأعطى “البعث” مقعداً لأحزاب الجبهة مع تراجع حصة المستقلين من 4 إلى 3.
وزادت نسبة النساء من واحدة إلى اثنتين بغياب المستقلات عن قوائم الناجحين الـ 19 لتمثل محافظة الريف. أما على صعيد الشباب فالمرشح الناجح “عبد اللطيف دبورة” خاض الحملة الانتخابية بعنوان مرشح “الشباب”. وبحسب المعطيات التي تمكنّا من الوصول لها في ظل شح البيانات فإن عمره أكثر من 30 عاماً.
أما مرشح حزب التضامن “محمد أبو القاسم” والذي خاض الانتخابات بشكل علني كمرشح عن حزبه فإنه لم يتمكن من الفوز.
تغيير واسع بين نواب إدلب
سجلت محافظة “إدلب” ثاني أدنى نسبة تصويت بين المحافظات السورية حيث حصل أعلى مرشح فيها قرابة 62 ألف صوت بحسب لجنة الانتخابات.
وتراجعت حصة أحزاب الجبهة في انتخابات “إدلب” من مقعدين إلى مقعد واحد انتخب “إبراهيم حوري” من الحزب القومي السوري الاجتماعي لتمثيله. وهو نجل نائب سابق في مجلس الشعب السوري عن الحزب ذاته.
وأعيد انتخاب 3 نواب سابقين من أصل 18 مقعداً يمثلون المحافظة. فيما بقيت حصة النساء عند حدود مقعدين. وفاز “محمد حسين راغب الحسين” من حزب “الإصلاح الوطني” لكنه تقدّم للانتخابات كمرشح مستقل.
بالمقابل سجل غياب النائب السابق “فؤاد علداني” عن هذه الدورة بعد أن رفعت عنه الحصانة وارتبط اسمه بشبهات فساد في قضية محروقات.
امرأة واحدة فقط بين نواب دير الزور… نتائج انتخابات مجلس الشعب السوري
سجلت محافظة دير الزور دخول 10 نواب أول مرة لمجلس الشعب السوري. حيث نجح أربعة نواب من دورة 2020 ثلاثة من قائمة الوحدة الوطنية، ورابعهم مستقل “مدلول العزيز”.
وبقيت حصة أحزاب الجبهة عند مقعد واحد لكنه انتقل من “الوحدويين الاشتراكيين” إلى “العهد الوطني”. وانخفض حضور النساء من سيدتين في الدورة الماضية إلى سيدة واحدة هي “مرام العسكر” في الدورة الحالية. لتكون امرأة وحيدة ضمن 14 مقعداً يمثلون المحافظة بينهم مستقلَين.
كما تعد “العسكر” النائب الأصغر سناً في قوائم البعث. فيما لم يُعِد “البعث” انتخاب “مريم المتراس” التي كانت أصغر برلمانية في مجلس الشعب السوري في الدورة الماضية.
تراجع الحضور النسائي بين نواب حماة
تكررت 9 أسماء من أصل 22 نائباً يمثلون محافظة حماة وسط غرب سوريا والتي سجلت بحسب لجنة الانتخابات أكثر من 485 ألف صوت.
فيما بقيت حصة أحزاب الجبهة مقعدان. وتراجع الحضور النسائي من 3 سيدات في الدورة الماضية إلى سيدتين في هذه الدورة.
وسجلت محافظة حماة نجاح امرأة كمرشحة مستقلة وهي حالة نادرة في هذه الانتخابات التي شهدت اكتساح ذكوري على صعيد المستقلين.
بالمقابل غاب الشباب كلياً عن الحضور سواءً بين النواب الحزبيين الـ 17 أو المستقلين الـ 5.
5 نساء بين 52 نائباً يمثلون حلب وريفها
أعادت انتخابات “حلب” 8 من نواب الدورة الماضية إلى البرلمان. بينهم 3 مستقلين من أصل 20 نائباً يمثلون المحافظة. وأبقت على مقعد واحد لأحزاب الجبهة.
وبقيت نسبة السيدات بين نواب “حلب” 3 سيدات بما فيهن المستقلة “ماريا مانوك”. بينما غاب العنصر الشبابي عن الفائزين على قوائم المدينة.
وعلى صعيد دائرة “مناطق حلب” فقد أعيد انتخاب 13 نائباً من الدورة الماضية. من أصل 32 نائباً يمثلون الدائرة. بالإضافة لعودة 4 نواب من دورات سابقة إلى المجلس.
وبقيت حصة النساء مقعدين فقط وحصة أحزاب الجبهة بمقعد واحد لكنه انتقل من الحزب “السوري القومي الاجتماعي” إلى الحزب الشيوعي- بكداش. فيما غاب العنصر الشبابي أيضاً عن القوائم.
الرقة تحافظ على المقعد الشيوعي
في محافظة “الرقة” أعيد انتخاب نائب واحد فقط من الدورة الماضية وبقيت حصة النساء مقعد واحد من حزب “البعث” حيث لم تحقق النجاح أي من المرشحات المستقلات.
وعلى صعيد أحزاب الجبهة بقي مقعدها مخصصاً للحزب الشيوعي الموحد كما حال الدورة الماضية. علماً أن القائمة الأولى للوحدة الوطنية كانت قد منحته لحزب “الاتحاد الاشتراكي” قبل أن يتم تعديلها لاحقاً. ولم تخرج “الرقة” عن إجماع معظم المحافظات بتغييب عنصر الشباب عن ممثليها الـ 8 بما فيهم المستقلَان.
فيما سجلت الرقة أقل عدد أصوات بين المحافظات السورية بحدود 40 ألف صوت وفق لجنة الانتخابات.
تضاعف الحضور النسائي في الحسكة.. نتائج انتخابات مجلس الشعب السوري
تراجعت حصة المستقلين بين نواب “الحسكة” إلى 3 مقاعد فقط بعد أن كانت 4 في الدورة الماضية بينما أبقت على مقعد واحد لأحزاب الجبهة.
وأعيد اختيار 9 من نواب الدورة الماضية من أصل 14 نائباً يمثلون المحافظة وفي مقدمتهم رئيس المجلس “حمودة الصباغ”. في حين تضاعف الحضور النسائي بنجاح سيدتين بدلاً من واحدة في الدورة الماضية.
بالمقابل سجلت المحافظة تقدم مرشح عن الحزب الشيوعي “عبد الرحمن خليل” الذي خاض الانتخابات وهو معتقل لدى الإدارة الذاتية. وأطلق سراحه مباشرة بعد نهاية الانتخابات.
عنصر الشباب يحضر بين نواب القنيطرة
أعادت انتخابات “القنيطرة” اثنين من نواب الدورة الماضية إلى البرلمان، وآخر مستقل عن سابقتها. فيما تواصل الغياب الكلي للنساء عن قائمة النواب الخمسة الذين يمثلون المحافظة.
وتميزت محافظة “القنيطرة” بوجود عنصر شبابي بين نوابها حيث انتخب “جميل أحمد الغوطاني 30 عاماً” وتصدّر قائمة الناجحين عن الفئة أ. فيما غاب حضور أحزاب الجبهة كلياً.