الرئيسية

حكاية “محمد وفاطمة”..مشى 3 أيام بحثاً عنها فاستقبلته بالزواج

“محمد” المغرور و”فاطمة” ذات الحسن والجمال.. الحكاية التي اختتمت بالزواج

سناك سوري-عبد العظيم  عبد الله

بدأت الحكاية حين قالت له إحدى السيدات المتقدمات في السن: «ليش هالكبرياء والغرور، الي يشوفك يفكرك متزوج فاطمة بنت الآغا صالح»، ومع هذه الكلمات أثير فضول “محمد” ابن زعيم القبيلة المعروف بجماله ورجولته، لمعرفة من هي هذه الفتاة التي تزوج بها لاحقاً في قصة غريبة أصبحت حديث المجالس الشعبية وجسدتها أغنية تراثية تتناقلها الأجيال منذ زمن طويل.

محمد وفاطمة من أحد الأفلام التي وثقت قصة حبهما

يقول الباحث في التاريخ “عمر اسماعيل” إن القصة التي جمعت بين “فاطمة” و”محمد” مبنية على أحداث حقيقية، يضيف لـ”سناك سوري”: «شباب من البدو الرحل الذين سكنوا على الحدود السورية التركية بناحية عامودا (20 كم عن القامشلي)، كانوا يلعبون بكرة مصنوعة من القش، وبلحظة ما صدمت تلك الكرة الابن الوحيد لسيدة مُسنة، تألمت كثيراً لمشهد ابنها، دون أن تجرأ على محاسبة الفاعل “محمد” ابن زعيم القبيلة، فقالت له: (ليش كل هالغرور، وكأنك يا ابن زعيمنا صاير زوج “فاطمة آغا” وما نعرف)، جنّ جنونه، طاش غضباً وغلياناً، وظل طوال ليله يفكر بكلام السيدة، وأين يقع منزل فاطمة الشهيرة بجمالها وحسنها».

اقرأ أيضاً: “مموزين” العاشقين الذين قتلهما الحب وأصبحا رمزاً في سوريا

شبان يرقصون على أنغام أغنية فاطمة ومحمد

ربما تدخل القدر أو النصيب كما يسمى في العرف الشعبي بهذه اللحظة، حيث ذهب “محمد” يسأل ويستفسر من كبار السن والرجال والنساء عن منزل “فاطمة”، وفق حديث “اسماعيل”، يضيف: «أخيراً وصل إلى منزلها الذي يبعد عنه مسافات طويلة استغرق لقطعها ثلاثة أيام بلياليها تحمل خلالها الجوع والعطش، لكنه وصل أخيراً متنكراً باسم غير اسمه وبزي رعاة الغنم ولم يعرّف عن نفسه، بل قال إنه راعي غنم ويبحث عن عمل».

“محمد” ابن زعيم القبيلة الوسيم والمدلل، بقي أياماً كثيرة يجاهد في عمل لم يألفه أبداً ويتحمل صعوبته، كرمى لعيون “فاطمة” التي سمع عن حسنها، منتظراً لحظة رؤيتها.

لم يطل الأمر كثيراً، سرعان ما سمعت “فاطمة” من صديقاتها أن الراعي الجديد جميل جداً لا يشبه بجماله وهيئته رعاة الغنم فتوجهت إليه لتراه وحين رأته لم تقتنع أنه راعي فسألته، وهو صارحها بدوره وكشف تفاصيل قصته لها ووصل الخبر لوالدها الآغا “صالح” فاتفق الطرفان على الزواج وأحيوا العرس سبع ليال، وتحولت حكايتهما إلى قصة تاريخية وتراثية وباتت أغنية فلكلورية، يغنيها فنانو الأمس واليوم، و منهم من أنجز عنها أفلاماً قصيرة.

الأغنية الخاصة بقصة حب “فاطمة” و”محمد” تغنى باللغة الكردية وتعتبر من التراث الكردي اليوم، ونادراً ما يمر حفل زفاف في الجزيرة السورية دون أن يطلب الحضور سماعها، كما يقول الفنان “روني جزراوي”، مضيفاً لـ”سناك سوري”: «من كلمات الأغنية بالكردي: “سي روج أي محمد اغا قضيا لجولي” ترجمتها بالعربي (3 أيام محمد آغا في البرية) .. “ايفار بز اشوت بريخا دا مالي” ترجمتها: (مساء ساق غنمه باتجاه المنزل)، وأيضاً: “شفان بر دلال هاتيا بر بزي بافي تا” ترجمتها: (راعي جميل جداً يرعى غنم والدك” وهكذا تغنى القصة بطريقة فنية جميلة، ولحن أجمل، ويسبقها موال حزين عن القصة بشكل مختصر».

ورغم أن حكاية “فاطمة” و”محمد” تنتهي بعد إطلاق حفلة الزفاف لسبعة ليالي، إلا أنها تحولت إلى إحدى أهم القصص التراثية في الجزيرة السورية، ومضرب مثل للعشاق، وربما يعود السبب في ذلك أنه تم تجسيدها بأغنية تراثية، تناقلتها الأجيال حتى وصلت إلينا.

اقرأ أيضاً:“الكلل” و”شد الحبل”.. مهرجان لإحياء ألعاب الأطفال التراثية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى