الرئيسيةشباب ومجتمعيوميات مواطن

لمياء نجحت في الثانوية بعد انقطاع 10 سنوات… ومنعها زوجها من رواية قصتها

سيطرة الرجل على المرأة في بعض المجتمعات ليست مجرد عنوان بل قصة قد تحدث كل يوم

اخترت التحدث مع “لمياء” لأكتب عن قصة نجاحها بالثانوية بعد انقطاع 10 سنوات عن الدراسة وهي أم لطفلين. وكان الحماس بادياً عليها وبالفعل تم التواصل. لأطلب منها صورة لها أرفقها بالمادة، قبل أن تغيب قليلاً وتعود لتعتذر مني بأنه و”بأمر من زوجها”، يجب عدم كتابة المادة أو أي تفصيل من قصة نجاحها. ولا حتى اسمها الحقيقي. فاسم “لمياء” للأسف مستعاراً.

سناك سوري_ناديا سوقية

“لمياء” وهي في عقدها الثالث من العمر، أي إنسانة بالغة راشدة. عادت للدراسة هذا العام بعد انقطاع استمر منذ نجاحها بالإعدادية قبل عشرة أعوام. وحققت النجاح الذي احتفت به مع زوجها، الذي قالت إنه كان داعماً لها.

حظيت السيدة بتشجيع شكلي من المحيط لتدرس فبذلت كل ما بوسعها ولأنها تسكن في بيت أهل الزوج كان حملها مزدوجاً ومسؤولياتها مضاعفة، كما أخبرتني.

لكن فرحتها بأن تكون قصة نجاحها ملهمة لغيرها من الأمهات. اصطدمت بحاجز “اللا” من زوجها، “لمياء” هي رقم من أرقام لم تحددها مراكز الإحصاء بعد. عن عدد النساء اللواتي يتحكم الرجل بحياتهنّ سواء كان أب أو أخ أو زوج أو حتى ابن .

لمياء (اسم مستعار بناء على طلب زوجها)، ثلاثينية أم لطفلين نجحت بالثانوية، وزوجها رفض السماح لها بالحديث عن تجربتها للإعلام

يحدد متى تتكلم ولمن وما الموضوع بكل قوة وثقة بالنفس وبدون تردد لأنه مستند إلى تقاليد تراكم عليها الغبار. يبررها المجتمع والروايات الدينية، إذ أن تعنّت بعض الذكور يأتي غالباً بالتربية وللأسف تهلل له بعض النساء أحياناً.

ودعم الرجل للمرأة في بعض المجتمعات السورية غالباً ما يتحول لمسألة تكريم للرجل وفرصة لحسد المرأة. لأنه بحسب تقييم البعض في المجتمع هو نادر الحدوث. فدعمه مشكور وذنبه مغفور وعلى المرأة المدعومة من زوجها أن تصلي سجدتي شكر الأولى له والثانية للمجتمع المصفق له.

خصوصاً إذا كان الدعم هو رفع اليد “المتسلطة” عن حقها الطبيعي الفطري بالدراسة أو العمل. بل وممكن أن يكون رفع الدعم هو عقوبة مخالفة الرأي فيصبح السماح لها بالعمل أو التعلم ورقة تهدد بها متى شعر بالضجر أو الإهانة أو اهتزاز السيطرة .

ولا يرسّخ ذلك إلا العنف ضد المرأة والانتقاص من قيمتها واحترامها بل وتثبيت الصورة الدونية التي مرت عبر الزمن بالسير التاريخية. والأمثال الشعبية والمسلسلات وغيرها، واعتبار أي خطوة إنسانية تعبر عن احترام الآخر بدون النظر لجنسه هي الأمر الخطير والبارز والمخالف للطبيعة والتي هي فعلاً طبيعة الغاب.

فمتى ستعرف هذه المجتمع المتسلطة أن للمرأة الحق في الدراسة والظهور والخروج لتروي قصصها كيفما تحب وأينما تحب؟.

 

زر الذهاب إلى الأعلى