الرئيسيةسناك كورونايوميات مواطن

عمّال النظافة يصلون الليل بالنهار وقاية من كورونا

هل كنا سنقوى على الاستمرار ضد “كورونا” لو غاب عمّال النظافة؟

سناك سوري – سها كامل

يجلس أحد عمّال النظافة في دمشق، سانداً ظهره على الجدار، ومكنسته بعصاها الطويلة ترتاح قربه على أحد أرصفة الأحياء القديمة في العاصمة، تنتشر صورة ذلك العامل على “الانترنت”، بينما يُبدي الكثير تعاطفهم وشكرهم لجهد عمّال النظافة في ظل أزمة “كورونا”، في حين تساءل آخرون لكن هل تحلّى الكثير من السوريين بصبر عامل النظافة وجَلَدِهِ في هذه الظروف؟.

عمّال النظافة الذين يعاني معظمهم من تدني أجورهم، ومطالباتهم بتثبيتهم بوظائفهم على الأقل بعقود سنوية، وقلة حوافزهم، عندما شعروا أن الأوضاع الراهنة تتطلب وجودهم، ألقوا كل مشاكلهم جانباً، وانتشروا في الشوارع ينظفون الأرصفة والأحياء يجمعون القمامة ويعقّمون المراكز والمدارس والأزقة، دون كللٍ أو ملل، فالملل الذي يتحدث عنه بعض السوريين نتيجة الحجر الصحي، لا وقت لعامل النظافة أن يشعر به.

عمال النظافة في طرطوس

رغم المخاطر المتعددة التي قد يتعرضون لها، والخوف من العدوى، أو حتى الأمراض التي يمكن أن تصيبهم نتيجة التعامل مع القمامة وجمعها وترحيلها، عمّال النظافة على امتداد الجغرافيا السورية يحملون أدواتهم البسيطة ويقومون بعملهم، في ظل التخوّف والأحاديث و الأخبار التي تزداد سخونة يوماً بعد يوم عن فايروس “كورونا”، ويمكن القول أنهم نجحوا ما استطاعوا في عملهم حتى الآن.

اقرأ أيضاً: “كسادو”: نقص كبير في عمال النظافة بسبب قلة الأجور!

الكثير من السوريين نادوا خلال أزمة “كورونا” الراهنة بضرورة مكافأة عمّال النظافة، وطالبوا المحافظين بذلك، البعض وصفهم بالملائكة الساهرين على حفظ الوطن، والبعض الآخر رفع لهم القبعة، بينما طالب متابعون بحماية العمّال وضرورة ارتداء كل عامل نظافة للباس الوقاية الكامل أثناء عمله، والكثير من الدعوات بالصحة والعافية لعامل النظافة، لكن هل فكر أحد منّا ما الذي يمكن أن يحدث في حال غيابهم؟.

صفحات فيسبوكية ومواقع إعلامية نشرت صور لعمّال النظافة في سوريا، الذين استنفروا جهودهم على كامل امتداد الوطن، وتفاعل السوريون مع هذه الصور، وأرسلوا تحياتهم لهم، وكتب معظمهم «عمّال النظافة لكم منا كل الاحترام»، لكن لابد إلى جانب الاحترام من التعاون معهم والالتزام باجراءات الوقاية والحفاظ على النظافة العامة.

عمال النظافة دمشق

المدارس والشوارع والأرصفة والأسواق والمخابز العامة ودور العبادة ومراكز البيع كلها تم تنظيفها وتعقيمها بمساعدة عمّال النظافة والفرق التطوعية والدفاع المدني، فلو غابوا هل كنا استطعنا الاستمرار بمواجهة أزمة “كورونا”؟ وهل يمكن أن تنسى الجهات المعنية بعد انتهاء هذه الأزمة جهد عمّال النظافة وكأنهم لم يفعلوا شيئاً؟

إلى جانب كوادر الصحة فإننا اليوم نقدر عالياً جهود عمال النظافة والدفاع المدني وكل أولئك الذين يعملون بكل طاقتهم لحماية الناس والتقليل من المخاطر على المواطنين والبلاد.

اقرأ أيضاً: في دمشق عمال النظافة في تناقص وكذلك النظافة

عامل نظافة في حمص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى