
“داعش”، وهيئة تحرير الشام” تسيطران على 8 % من مساحة “درعا”.
سناك سوري – خاص
جنبت التسويات المتوالية التي أنجزت في “درعا” آلاف المدنيين من الخطر والنزوح والتهجير بعد أقل من شهر على بدء العمليات العسكرية التي شنتها “القوات الحكومية” مدعومة من “روسيا” على “فصائل الجنوب السوري”، ما أدى إلى اقتصار المعارك على مناطق محدودة أبرزها تلك التي يتواجد “داعش”، و”هيئة تحرير الشام”.
وعلى الرغم من التحشيد الذي سبق المعركة إلا أن المجريات على الأرض كانت أقل خسارةً مما هو متوقع، حيث سرعان ماتمت الاستجابة لنداءات التسوية التي جنبت الجنوب سيناريو الغوطة واقتصرت المسافات للوصول إلى النهايات بسرعة، حتى بات ٩٠٪ من درعا ضمن دائرة التسوية، وبالتالي عاد معظم الأهالي إلى منازلهم وخرجت مناطقهم من دائرة العنف.
معارك الجنوب كانت قد بدأت بالهجوم على الريف الشرقي للمحافظة، من “اللجاة” حتى “بصرى الشام”، بالتوازي مع التواصل مع أبرز الفصائل هناك من أجل التسوية التي لم تطل الموافقة عليها واقناع الفصائل بها. وهكذا كرّت السبحة وسط مخاوف من أكبر نزوح تشهده المنطقة بعد “الغوطة”، و”عفرين”، ووسط تعنت “الأردن” بإغلاق حدوده أمام الموجات الأولى لآلاف الهاربين من الحرب، واقتناص “الاحتلال الاسرائيلي” للمتاجرة بالذين هربوا نحو المنطقة العازلة في “الجولان” السوري المحتل.
اقرأ أيضاً العودة إلى طاولة المفاوضات بعد يوم هو الأعنف في الجنوب السوري
وجاءت الاتفاقية التي تكونت من ثماني بنود لتفتح الباب على مصراعيه نحو المصالحة، والتي لا تختلف كثيراً عن اتفاقية “الغوطة”، حيث بدأت مفاعيلها في السادس من الشهر الحالي على: «وقف إطلاق النار في “درعا”، على أن تقوم الفصائل المسلحة بتسليم سلاحها الثقيل والمتوسط بجميع المدن والبلدات. يحق لجميع المسلحين من “فصائل المعارضة” بتسوية أوضاعهم بضمانات روسية. يمكن لمن لم يرغب من المسلحين بتسوية أوضاعهم مغادرة “الجنوب السوري” مع أفراد عائلاتهم إلى “إدلب”. تسليم مواقع فصائل المعارضة المسلحة على طول خط الجبهة مع “داعش” للجيش السوري. يستطيع جميع الأهالي الذي خرجوا من مدنهم وبلداتهم العودة إليها بضمانات روسية. وتسليم جميع نقاط المراقبة على طول الحدود السورية الأردنية لتكون تحت سيطرة “الحكومة السورية”. يرفع العلم السوري وتعود المؤسسات للدولة بعد خروج غير الراغبين بتسوية أوضاعهم. ويتم حل مشكلة المنشقين والمتخلفين عن خدمة العلم وإعطاؤهم فترة تأجيل لمدة ستة أشهر».
اقرأ أيضاً الكشف عن تفاصيل مقترح التسوية في الجنوب السوري
واستعادت “القوات الحكومية” بموجب الاتفاق معبر “نصيب” الحدودي مع “الأردن” بعد ثلاث سنوات من فقدانه، لتعم لغة التفاؤل أرجاء الجوار السوري وكأنه دليل على بداية الخروج من الحرب.
فصائل المعارضة في الجنوب
شكل “تجمع شباب السنة”، و”ألوية العمري”، و”هيئة تحرير الشام” أقوى الفصائل في الجنوب، والتي بقي منها الآن “هيئة تحرير الشام” التي تتمركز في مدينة “نوى” آخر المعاقل في الجنوب التي ما زالت خارج سيطرة “القوات الحكومية”، التي تحاصرها اليوم من أكثر من جهة.
وبرز أيضاً عدد من الفصائل الكبيرة، منها “جيش اليرموك”، و”جيش المعتز بالله”، و”لواء المهاجرين”، و”الأنصار”، و”لواء الحسن بن علي”، “ألوية الفرقان”، و”فرقة 18 آذار”، و”فرقة الحمزة”، و”أحرار نوى”، و”فرقة فجر التوحيد”، وفرقة “لواء الحرمين”، وتجمع “أسد الله الغالب”، و”الفيلق الأول” أو “لواء الكرامة”، و”فوج المدفعية الأول”، و”فرقة عامود حوران”، و”جبهة ثوار سوريا”، و”جيش أنصار السنة” الذي تشكل من عدد كبير من الفصائل، وكان مقره الرئيسي مدينة “بصرى الشام” المحاذية للريف الجنوبي الغربي لمحافظة “السويداء”. وتجمع عدد كبير من هذه الفصائل تحت غرفة تنسيق كاملة مشتركة أطلق عليها “الموك” ومقرها “الأردن”، حيث كانت تخضع لدعم سياسي وعسكري ومادي من “التحالف الدولي” وبعض الدول العربية.
وذابت بعض الفصائل فيما بينها، بينما كان “جيش خالد بن الوليد” يبايع “داعش” في “وادي اليرموك”، ويخضع الأهالي في أقصى الجنوب للذل والتنكيل والموت اليومي، وما زال حتى اللحظة يسيطر على عدة قرى وتلال استراتيجية.
ومع توسيع “القوات الحكومية” لنطاق سيطرتها في ريف “درعا” الشمالي الغربي، باتت تسيطر على 91 % من مساحة المحافظة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ليبقى في يد “داعش”، و”هيئة تحرير الشام” أقل من 9 %، على أمل إنهاء العنف في المساحة المتبقية وطي صفحة العنف في الجنوب السوي الذي أنهك أهله وأذاقهم العذابات.
اقرأ أيضاً مراسلنا: تحرير 5 مخطوفين من القوات الحكومية في “درعا”