احتفاءً بالمطر.. ذبح الأغنام ووزعها على الفقراء في الجزيرة السورية

أمطار الجزيرة أنقذت 65% من المحاصيل الزراعية .. لو تأخر المطر 5 أيام لماتت هذه المحاصيل
سناك سوري-آزاد عيسى
الأمطار الغزيرة التي هطلت في الساعات والأيام الماضية على الجزيرة السورية لم تحيي آلاف الهكتارات المزروعة بالمحاصيل الشتويّة فحسب، إنما أحيت الأمل والسعادة في قلوب الفلاحين والمزارعين وأهالي المنطقة الذين انتظروها طويلاً.
الاحتفال بالأمطار تجاوز حد المشي تحتها والاستمتاع بصوتها، حيث أقدم “محمد علي” وهو أحد سكان القامشلي على ذبح عدد من الأنعام ووزعها على الفقراء شكراً للسماء على نعمة هطول المطر، بينما قام آخرون بتوزيع الحلويات والسكاكر، والبعض الآخر عقد حلقات الدبكة في الريف والمدينة، في مشهد يعكس بساطة وطيب الشعب السوري الذي يفرحه حتى سقوط المطر!.

وخلال زيارة “سناك سوري” لـ ريف القامشلي رصد السيول وتحسن المحاصيل الزراعية وفرحة الأهالي بتلك الخيرات، وتحدّث المزارع “خالد نصر العامر” لـ “سناك سوري” عن حالة المحاصيل فقال: «أكثر من 65 % من المساحات المزروعة بعلية، تعتمد على المطر، حتى السقي يحتاج الأمطار لأنها تروي بشكل أفضل وتروي باطن الأرض بخلاف السقي التقليدي، وحياة المواطنين وبيعهم وشرائهم كلها معتمدة على الزراعة في محافظة الحسكة، فالمواطن يشتري العقارات ويبيعها ويشتري الملابس وأدوات المنزل والذهب وحتى الخضار والفواكه بكثرة، عندما يكون الموسم جيداً، وهناك أسر تعيش كل الأيام بشراء المواد المنوعة بما فيها المواد الغذائية بالدين، وتسدد عند بيع محصولها في الصيف، الأهم أن شهر شباط مبشّر وخيّر ونستطيع إيفاء الديون في صيفنا القادم».
اقرأ أيضاً: في الحسكة استبدلوا صلاة الإستسقاء بإطعام الأطفال.. فهل يهطل المطر؟!
الحالة العامة للمحاصيل الزراعية جيدة جداً، حسب كلام مدير الزراعة بالقامشلي المهندس “عادل سليمان”، الذي يقول لـ “سناك سوري”: «انحباس الأمطار في بداية الموسم بشكل كبير كان مقلقاً، فحصل تخوّف لدى الأهالي والمزارعين خاصة لأن محاصيلهم كانت مهددة بالخطر، لو تأخرت الأمطار خمسة أيام قبيل الأمطار الماضية لماتت جميع المساحات المزروعة سواء بالقمح أو العدس حتى الشعير».
وعن نسب الهطول قال “سليمان”: «كميات الأمطار الموسمية لهذا العام في مدينة القامشلي 135 مم، وفي اليومين الماضين فقط 35 مم، والكمية العامة في بلدة رأس العين 232 مم في اليومين الماضيين 95 مم، أمّا في المالكية فكمياتها 237 مم، في اليومين الماضيين 80 مم، أما في أبو راسين 289 مم وفي اليومين الماضين 39 مم، في عامودا 260 مم، وفي اليومين الماضين 16 مم، طبعاً المعدل السنوي هو 400 مم».
اقرأ أيضاً: متى تتحول مياه الأمطار إلى نعمة في سورية؟
وكان بعض أهالي المنطقة قد اتجهوا قبل عدة سنوات إلى زراعة المحاصيل العطرية خاصة الكمون والكزبرة لعدم حاجة هذه المحاصيل لمياه كثيرة من جهة ولارتفاع أسعارها في السوق المحلية من جهة أخرى، يقول “سليمان” متحدثاً عن المحاصيل المتوافرة في الجزيرة السورية: «المساحة المزروعة بالقمح المروي 4000 هكتار، والقمح البعل 26000 هكتار، أما محصول الشعير فمساحته 11000 هكتار، والعدس 5000 هكتار، بالنسبة للمحاصيل العطرية فالكمون مساحته 1000 هكتار، الكزبرة 700 هكتار، وحبة البركة 500 هكتار، والمزارعون حتى تاريخه مستمرون بزرع الكمون»، وأضاف: «ستبدأ الدائرة اعتباراً من الأسبوع القدم بحملة لمكافحة حقل الفأر، وتوزيع أدوية اللقاحات أيضاً على المزارعين لمجرد وصولها من وزارة الزراعة، ونطمئن المزارعين بأنه لا توجد إصابات حشرية ضمن الأراضي الزراعية بناء على تواصل يومي بيننا وبين الوحدات الإرشادية المنتشرة في جميع المناطق».