الرئيسيةتقارير

سوريا: صفحات فيسبوك تبيع ليرة الذهب بأكثر من ثمنها بمليون و260 ألف ليرة

قبل أن تقعوا ضحية.. معلومات يجب معرفتها قبل شراء ليرة ذهبية من صفحة فيسبوك

تنشر بعض صفحات الفيسبوك، التي تعنى ببيع وشراء الذهب المستعمل، بما يحقق الربح للبائع والشاري بعيداً عن ارتفاع أجور الصياغة. إلا أن بعض المشاركين فيها أو غالبيتهم باتوا يطلبون أجور صياغة خصوصاً على ليرة الذهب توازي ما يطلبها الصاغة في محالهم. وربما يقع ضحيتها من لا يزور سوق الذهب في منطقته للاطلاع على الأجور.

سناك سوري-خاص

سناك سوري قام بجولة على سوق الذهب في اللاذقية بتاريخ 12 أيلول الجاري. وانتحلت مراسلته صفة زبونة كي تتأكد من الأجور. بعيداً عن محاولة تغييرها بحال علم الصاغة أنهم يحدثون الصحافة.

جالت المراسلة على 7 محلات صاغة، وكانت أجور الصياغة على كل غرام تتراوح بين 100 إلى 160 ألف ليرة، بحسب الشغل في القطعة. بينما قال غالبية الصاغة إنهم مستعدون لـ”سكرة صغيرة”، بمعنى تخفيض أجور الصياغة قليلاً عن هذا الحد.

كان سعر غرام الذهب حينها 742 ألف ليرة للعيار 21، و636 ألف ليرة للعيار 18، وهو مايزال ثابتاً عند هذا الحد. حتى لحظة إعداد هذه المادة عند الساعة الـ10 والنصف من صباح اليوم الإثنين.

سألت مراسلتنا عن توفر الليرة الذهبية، إلا أن المحلات الـ7 أكدوا عدم توافرها. بينما محل واحد وبعد أن أكد عدم توافرها سأل المراسلة إن “كانوا مصرياتها لليرة جاهزين”. فأخبرته أنها تستطيع إحضارهم فوراً بحال توفرت الليرة بسعر جمعية الصاغة البالغ 6 ملايين و475 ألف ليرة. ليقول لها “جيبيهن وتعي خديها”.

في الوقت ذاته كانت إحدى الزبونات متواجدة في المحل، والتي أخبرت الصائغ أن النقود بحوزتها وتريد ليرة ذهبية بسعر الجمعية. ليطلب إليها تجهيز النقود ثم أخرج الليرة وباعها إياها. بينما حصلنا على صورة للفاتورة من السيدة بعد طلب تصويرها منها. وأخبرناها أن الهدف هو نشر الصورة في وسائل التواصل الاجتماعي لإيقاف التلاعب بسعر الليرة الذهبية في بعض الصفحات المعنية ببيع الذهب، ووافقت.

فاتورة توضح بيع الليرة الذهبية بالسعر الذي حددته جمعية الصاغة

 

سعر الليرة في الفيسبوك 7 مليون و200 ألف!

بالعودة إلى إحدى الصفحات المعنية ببيع الذهب المستعمل، فإن من يعرضونها للبيع يطلبون أسعاراً مبالغاً بها. فأحدهم يريد 7 مليون و200 ألف، أي أكثر من سعر الجمعية بـ725 ألف ليرة. وآخر يطلب 6 مليون و700 ألف أي أكثر من سعر الجمعية بـ225 ألف ليرة.

وتزن الليرة الذهبية 8 غرامات من عيار 21، أي سعر الذهب فيها 5 ملايين و936 ألف ليرة. وبالتالي فإن بيعها بسعر الجمعية يزيد من ثمنها 539 ألف ليرة، تحتسب كأجور صياغة. وبالتالي فإن من يشتري الليرة من صفحات الفيسبوك بسعر 7 ملايين و200 ألف ليرة. سيكون قد دفع أجرة صياغة على كل غرام 158 ألف ليرة، بربح قدره مليون و260 ألف ليرة على الليرة الذهبية الواحدة.

بناءً على الحسبة السابقة، فإن من يريد شراء الذهب بقصد الادخار، يستطيع شراء الذهب المشغول من الصائغ مباشرة بأجور أقل بـ58 ألف ليرة على كل غرام.

ربما تكمن الحلقة المفقودة في أن كُثر مايزالون يعتقدون أن الليرة الذهبية تباع على الوزن دون أجور صياغة كما كان الحال قبل 2011. حين كان سعر غرام الذهب لا يزيد عن 1000 ليرة، وبالتالي حين يشاهدون سعر الجمعية عبر صفحتها في فيسبوك. ربما لا يجرون حساباتهم لسعر الذهب فيها ويظنون أن السعر المحدد هو سعر الذهب. ولا بأس إن دفعوا بعض النقود فوقه لشراء ليرة للادخار والمحافظة على قيمة ما يمتلكون من نقود.

الليرة الذهبية تزن 8 غرامات من عيار 21، أي سعر الذهب فيها 5 ملايين و936 ألف ليرة، وكل ما يدفع فوق هذا السعر سيخسره المشتري حين يبيع الليرة

أجور صياغة مبالغ بها

الهدف من صفحات بيع الذهب عبر الفيسبوك، هو محاولة للتوفير على البائع والشاري. بمعنى وعلى فرض أني أمتلك قطعة ذهبية وزنها 10 غرام من عيار 21. إن بعتها للصائغ سيعطيني سعر 7 مليون و420 ألف ليرة أي فقط سعر الذهب. لكن مثلاً أستطيع عرضها عبر تلك الصفحات مع طلب أجور صياغة معقولة ولنفترض 50 ألف على الغرام الواحد. أي سأربح زيادة عن سعرها 500 ألف ليرة.

بالمقابل فإن المشتري وعوضاً عن أن يشتري ذات القطعة من المحل ويدفع أجور صياغة 100 ألف ليرة بالحد الأدنى على كل غرام. أي سيدفع مليون ليرة، يستطيع شراءها مني ويوفر 500 ألف ليرة.

لكن هذا الهدف سرعان ما تحوّل بالكامل، وبات أصحاب القطع الذهبية يطلبون أجور صياغة مبالغ بها. تتراوح بين 100 إلى 150 ألف ليرة وأحياناً أكثر. لذا من المهم على رواد تلك الصفحات أن ينتبهوا جيداً لهذه القصة قبل أن يغامروا بشراء قطع ذهبية بأجور صياغة مرتفعة لهذه الدرجة.

يذكر أنه ورغم ارتفاع أسعار الذهب، إلا أن هناك شريحة من السوريين تحاول شراءه ولو بكميات لا تتجاوز الغرام أو الغرامين. في محاولة منهم للحفاظ على قيمة نقودهم، التي تشهد انهيارات متتالية نتيجة التضخم الكبير في البلاد.

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى