الرئيسيةشخصيات سورية

بسام كرد علي.. السوري الذي نال شهادة السوربون عام 1933

بسام كرد علي سافر إلى باريس عبر البحر وحصل على 4 شهادات بـ4 سنوات

يعتبر “بسام كرد علي” من أوائل السوريين الحاصلين على شهادة السوربون وربما الأول في التاريخ والجغرافيا والتي نالها عام 1933، ويصفه المؤرخ والقاص “عادل ابو شنب” في مقدمة حوار نشر على “مجلة المعرفة” عام 2006 قائلا: «كل مساء، في الخامسة بعد الظهر تتوقف سيارة خاصة أمام مقهى “الروضة” في شارع العابد القريب من البرلمان، تقودها سيدة وينزل منها رجل وقور يمشي بحذر لئلا يقع، يدخل المقهى، ويمضي نحو طاولة بعينها فيجلس عليها، ويجيأه النادل بكأس من الشاي، يحليه بالسكر، ثم يخرج من جيبه كعكة صغيرة ، يروح يقضمها مع الشاي. إنه بسام کرد علي.. الذي يقال إنه بلغ المئة من عمره».

سناك سوري – دمشق

يوضح “كرد علي” خلال الحوار ذاته عام 2006 وكان عمره حينها 100 عام، أنه حصل على البكالوريا ثم شهادة الحقوق من “الجامعة السورية” ثم سافر إلى “باريس” لاستكمال تحصيله العالي.

ويجيب على سؤال من أوفده وهل لذلك علاقة بأن عمه كان العلامة ووزير المعارف فترة الانتداب “محمد كرد علي” قال: «ذهبت ببعثة نظمها الانتداب الفرنسي على سوريا لأني كنت الفائز الأولى في مسابقة ، وكنت متقنا للغة الفرنسية وليس للأسباب التي ذكرتها».

سافر الراحل “كرد علي” إلى “باريس” عبر البحر عام 1929 واستغرقت دراستة أربعة أعوام وكشف عن سبب اختياره لدراسة التاريخ والجغرافيا: «يستهويني هذان العلمان أخذت ثلاث شهادات “في التاريخ” وشهادة في الجغرافيا اي شهادة في كل سنة من سنوات الدراسة».

عندما عاد  إلى سوريا درس في عدد من الثانويات السورية، وألف عدد من الكتب مثل تاريخ العالم والجغرافيا التجارية، تاريخ الإسلام ، حضارة الغرب وكلها باتت مراجع.

اقرأ أيضاً: ليس لديها مزاج للسياسة.. غادة مردم بيك أول مخرجة سوريَّة

بين الطب والصحافة والسوربون

يقول السوربوني السوري: «كان أبي طالبا في كلية الطب في “الجامعة الأمريكية” في “بيروت” عندما استدعاه أخوه محمد وعهد إليه بإدارة جريدته “المقتبس” فترك الطب مرغما وانهمك في العمل الصحفي وضاعت عليه مهنة الطب».

ويضيف حول عروض الصحافة التي تلقاها قائلا: «طلبني “نجيب الريس” لأعمل في جريدته “القبس” لكنني رفضت، كنت متجها نحو التاريخ والجغرافيا، فلم أرد أن أغير اتجاهي».

سأل الكاتب “أبو شنب” “كرد علي”، أكنت أول من حمل شهادة من السوربون حقا؟ يقول: «نظر إلي نظرة عتاب، كأنه كان يريد أن يقول :(ألم تصدقني؟) وقال: کنت الأول من حملة شهادات السوربون في سورية، في التاريخ والجغرافيا».

استفاد “كرد علي” من شهاداته واختصاصه الدراسي، كما قال وأضاف، أنه درس المادتين، ويتابع: «وألفت فيهما للطلاب والتلاميذ ورسمت خرائط لسورية ، وللبلاد العربية، وللعالم.. لم تكن معروفة من قبل، وقد انتشرت خرائطي وحددت معالم الوطن العربي، في وقت لم تكن الخرائط متداولة على نطاق واسع، وكانت البلدان معروفة بأسمائها غير معروفة بأماكنها في أذهان المواطنين».

ينهي “أبو شنب” حواره كاتبا: «قد يكون الحق في أن بسام کرد علي كان أول سوري ينال شهادة من “السوربون” في علمي التاريخ والجغرافيا من “باريس” ، لكنه ربما كان قد نال آخرون شهادات من “السوربون” في علوم أخرى، ك”ميشيل عفلق”، و”صلاح الدين البيطار” وغيرهم قبله أو بعده بقليل».

اقرأ أيضاً: سوريا… ذكرى رحيل أُُستاذ ومُعلِّم المواطنة حسان عباس

زر الذهاب إلى الأعلى