الرئيسيةسناك ساخر

درس في الصمود بمواجهة مؤامرة البندورة

تقصير إعلامي يدفع المواطنين للمطالبة بالبندورة في نيسان

يطرق الباب بضربات هادئة وحذرة ليأتي الإذن من الداخل فيفتح الباب ويدخل للمكتب الواسع الذي تتزيّن جدرانه بالرايات ولوحات الشعارات النضالية.

سناك سوري _ زياد محسن

– سيدي، نواجه مشكلة.

– ما هي؟

مقالات ذات صلة

– إنهم يطلبون البندورة

– بندورة؟

– نعم، نحن في نيسان والعامّة يطالبون بالبندورة وبأسعار منخفضة.

– بندورة في نيسان؟ ويريدونها رخيصة أيضاً، يا سلام، ما هذا التقصير الإعلامي والتوجيهي؟

– سيدي ولكن …

– لا تكمل .. أبلغ الشاشة الوطنية أني سأظهر مساءً لشرح الوضع القائم.

يحاول مقدّم البرنامج الشاب أن يفكّر بأسئلة غير تقليدية، أن يسير على الحافة بين تقديم حلقة جيدة مهنياً ومرضية للمتابعين، وبين عدم إزعاج الرفيق المناضل، ومع انطلاق البث المباشر يقرّر أن يتجرّأ ويسأل عن البندورة.

– الحقيقة، أشكرك على سؤالك، إنه سؤال جيد وقد جئت خصيصاً إلى هذه الحلقة لشرح جوانبه للشعب، وأريد أن أؤكد بدايةً على حقيقة علمية بعكس خطأ شائع يصنّف البندورة على أنها من الخضراوات، والحقيقة أنها من الفواكه، والفواكه كما تعلمون جميعاً نوع من الرفاهية، ونحن إبان هذا المنعطف التاريخي لا يسعنا الالتفات إلى الرفاهية بل علينا الانغماس في الصمود والتحمل لدحر الأعداء.

– ولكن حضرتك البندورة تعد مكوناً رئيسياً لأطباق البلاد.

– خطأ شائع آخر، بندورة الوطن تظهر في الصيف فحسب، أما بندورة في نيسان!، فهذه بندورة رأسمالية أوليغارشية استعمارية، إنها بندورة المؤامرة الهادفة لضرب معنويات الصمود والتصدي لدى أبناء شعبنا بذريعة أنهم لن يستطيعوا تناولها شتاءً، إنها بندورة نيوليبرالية على غرار الكاتشاب.

– وما هو الحل برأيكم

– الحل أن تلتحم قوى الشعب العاملة في وجه البندورة وتتركها للرأسماليين الأوغاد، فالمواطن الصامد ليس بحاجة للبندورة ولديه ما يكفي من الخيرات في البلاد ولا ننسى أن التعليم مجاني والطبابة مجانية والخبز مدعوم.

….

يخرج من مبنى القناة ليرن هاتفه باسم زوجته

– كيف لاقيتي الحلقة؟

– بتجنن حبيبي .. ما رح تجي ع العشا؟

– شو طابختيلنا

– أكلة خفيفة وبتحبا … مسقعة البندورة.

اقرأ أيضاً:الجهني: البندورة للمستهلكين الاستثنائيين وليست لعامة الشعب

زر الذهاب إلى الأعلى