الرئيسيةفنقد يهمك

“أراكس شيكيجيان” سوريَّةٌ حَصَدَت الجوائز العالمية ودَرَّبَت أهم الفنانين العرب

“أراكس شيكيجيان” السورية التي دربت “ماجدة الرومي” و”جوليا بطرس”

سناك سوري – عمرو مجدح

لم تكن يوماً نجمة غلافٍ على مجلة، أو اسماً يَتصدر العناوين الرئيسية.. وربما الكثيرين مازال لديهم اسم “أراكس شيكيجيان” مجهول الهوية، ويوحي فقط أن صاحبته من أصول أرمنية، على الرغم من أنها تُعد أول مغنية “أوبرا” في “سورية”.

“حلب” مدينة الطرب، التي صدح منها صوت “أراكس” الأوبرالي، وهو يُعانق “القدود الحلبية”، أسّست فيها مدرسة الـ “فوكال” (الصوتيات) بعد تخرجها من معهد “كوميداس” للموسيقا في “يريفان”، الأرمينية عام 1983، وقد حصلت على ماجستير في “الغناء الأوبرالي” بدرجة امتياز، وقامت بتدريس ماتعلمته كبادرة منها لنشر الثقافة الأوبرالية التي كانت شبه منعدمة في “سورية”.
تقول “أراكس” في حوار معها واصفة الفن في “حلب”: «”حلب” مُختلِفة من ناحية الفنّ، إذا الشعب الحلبي صفّق للفنّان على المسرح، أو وقف له، فهذا يعني أنّ الفنّان يستحق ذلك، لأنّ الشعب الحلبي ذوّاق جداً في الفنّ. وفي “الشام” يقولون جاء الحلبي، أي جاء الصوت».

إلى جانب تلاميذها طلبة الموسيقى في “سورية”، و”الأردن”، و”لبنان” فهي أيضاً أستاذة الصوت لعدد من نجوم الغناء في العالم العربي، وعلى رأسهم “ماجدة الرومي”، و”جوليا بطرس”.

إقرأ أيضاً نجمات عيونهن على “بديعة مصابني”

تقول عنها الفنانة “ماجدة الرومي” في حديث تلفزيوني: «”أراكس” من الأساتذة اللواتي من غير الممكن أن تمرّ مرور الكرام على صوت، إذا كان الصوتُ غربياً، فهي تعلم كيف تزيد عليه. وإذا كان الصوتُ شرقياً وعربياً فهي تعلمُ تماماً أنّ هذا النوع من الأصوات له خصوصيّة، وبالتالي تعلم كيف يجب أن تتعامل وتشتغل عليه.

وفي الحالتين، سواء كان الصوتُ شرقياً أو غربيّاً، فإن أسلوبها يستنِد إلى مدرسة روسية تؤدّي في رأيي إلى كلّ الفَرْق عند كلّ من يدرُس عندها. هي لا تُدرِّب الصوت فقط؟. وبالنسبة لي، هي تحتضِن الصوت وتُصبِح معنيّة فيه، وكأنّه ابنها، فتُدرِكه وتعيه وتنتبه إليه، وهي تبقى تشرح وتُعيد وتُزيد وتّكرر إلى حدّ أنني أحياناً أقول في قلبي كم عندها من صبر، إلى أن يبدأ الصوت في إطاعتها. مدرستها وذكاؤها وإصرارها وخبرتها بالتأكيد يوصلون الصوت».

“جوليا بطرس” … يا ليتها أمي

تقول الفنانة “جوليا بطرس” عن معرفتها بها في حديث تلفزيوني أيضاً: «سرّ “أراكس” هو العالم الذي تعرّفكَ عليه. حين تعرّفت عليها في العام 2014 قلت لـ”زياد” (أخيها الملحن المعروف) بأنني أحتاج إلى تدريب لصوتي، مع أنني منذ زمنٍ بعيد، منذ الثمانينات عندي أساتذة يدرّبونني، لكن أحببت أن أختبِر تقنيّة جديدة لصوتي، فهل تعرِف أحداً ما يُمكن أن أتعرّف عليه لهذه الغاية؟. فأجابني: نعم أعرِف السيدة “أراكس”، وأرغب في أن تتعرّفي عليها. وكان قد سمع عنها أشياء جميلة جداً. فاتّصل بها هاتفياً وأخذ موعداً منها، وأخذني عندها، وتعرّفت عليها. كنتُ مُعتادة على تقنيّات مُختلِفة كليّاً، صار لي تقريباً ثلاثين سنة أتدرّب على تقنيّات مختلِفة لصوتي.

ما تغيّر هو أنّ “أراكس” تخبِرُك عن الصوت، تخبِرُك حكاية الصوت، وحكاية النَّفَس، وأنت تستمع ولا أدري ماذا يحدُث. تُغنّي وتتنفّس منذ سنوات، ولا تعلَم عما تقوم به، لا تعلم ما هي حكاية هذه الأشياء التي تقوم بها، فتستيقظ بعد كلّ هذه السنين على حكاية جديدة، فيها الخيال، وطريقة إبهار فظيعة. ومن الممكن أحياناً أن أجلس لساعة عندها، وما أحتاجه فقط هو ربع ساعة، ولكنني أستمتع بما تحكيه لي لمدّة 45 دقيقة، كأنني أعرفها طوال سنوات عُمري. أنا أحبّ أن تكون هذه السيّدة “أُمّي”».

إقرأ أيضاً: سوريا تودع “الحناوي” مطربة من الزمن الجميل

أحيَت “أراكس شيكيجيان” عشرات الحفلات الأوبراليّة حول العالم، وحصلت على شهادة تقدير، وأوسمة من مهرجان “البحرين للموسيقا” عام 2008، والميداليّة الذهبيّة لأفضل مُغنّية “سوبرانو” في “كوريا”، و”الصين”، وجائزة من “مهرجان بياف” في “بيروت” 2015، ولكن رغم كل هذا الثناء والشهادات، يبقى هناك تقصير إعلامي سوري وعربي بحق هذه القامة الموسيقية التي مازال عطائها مستمراً، فنجوم الغناء لم يسرقوا الأضواء فقط من مغني الأوبرا، ومدربي الصوت، بل سرقوا حتى كراسي التحكيم التي يفترض أن تكون لشخصيات فنية مؤهلة، تحكم على أساس علمي نابع من دراسة وخبرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى