“سوريا”.. مدراء يهمشون الخبرات خوفاً على “الكرسي”!
بعض المدراء ينظر لصاحب الخبرة القادم من الاغتراب على أنه منافس على الكرسي.. فيكون “التقاعد المبكر” هو الحل
سناك سوري-رحاب تامر
عاد صديقي من “قطر” حيث كان يعمل في أحد الفضائيات هناك مهندس غرافيك متميز، استكمل أوراقه واستأنف عمله في أحد وسائل الإعلام الحكومية قبل عدة سنوات، يصف صديقي الأمر أنه أشبه بتقاعد مبكر.
ينظر إليه رئيس قسمه كمنافس كبير لذلك فضل تهميشه مع كل الخبرة التي اكتسبها من بلاد المغترب، فالخوف على الكرسي أشد وطأة من الحرص على الشأن العام!.
صديقي ليس لوحده فهناك نماذج كبيرة وخبرات هائلة في شتى مؤسسات الدولة عادت مع بداية الأزمة وأنهت وظائفها في الخليج، وجرى تهميشها من قبل بعض المدراء خوفاً من القوة التي تمتلكها تلك الكوادر.
يقول “علي” وهو مهندس إضاءة عائد من “دبي”، إنه كان مدفوعاً برغبة كبيرة في تطوير مكان عمله حين عاد إليه قبل نحو العامين، لكنه اصطدم بعراقيل لم يخطر بباله أنها ما تزال موجودة في البلاد التي غاب عنها لأكثر من خمس سنوات.
يضيف “علي”: «بدأت أشعر بالخجل من نفسي، فهل يعقل أن أخوض حرباً لتقديم خبراتي في تطوير العمل عوضاً أن تُطلب مني وأُرغم على منحها لعملي»، وفضل أن ينكفئ على نفسه ويمارس عملاً مكتبياً مشبهاً الأمر بأنه “تقاعد مبكر” داخل الوظيفة الحكومية.
تهميش بعض المدراء للخبرات القادمة إلى البلاد لم يعد خافياً على أحد، وغالباً ما يدخل أولئك المدراء في صراع كبير على البقاء مع تلك الخبرات، يقول “مهند” وهو مهندس كهرباء عمل في سلطنة “عمان” لأكثر من 4 سنوات: «كنت كلما قدمت مبادرة لتطوير العمل في الاجتماعات الدورية التي يطلب منا تقديم المقترحات فيها أواجه برفض كبير من مديري الذي يحاول السخرية من مبادرتي بدل الاستماع لي، لذلك قررت أن أصمت».
تحتاج البلاد اليوم لكل الخبرات لكي تنهض من واقعها، خصوصاً في مجال العمل الحكومي الذي يعاني الأمرين من تطفيش الكوادر ويغرق في ثقافة التوظيف العشوائي بدل الاستثمار الأمثل للموارد البشرية.
اقرأ أيضاً: الفيسبوك.. استثمار جديد فشلت الحكومة في استغلال إيجابياته