“استروا على بناتكم خلونا نصوم”.. فماذا عن أوامر الله سبحانه بغض الأبصار؟!
سوريون يردون على الصور التي قيل أنها في “حلب”..مطالبين باحترام خصوصية المجتمع السوري وتنوعه، و محاربة الإقصاء..
سناك سوري – دمشق
«استروا على بناتكم خلونا نصوم»، هي ليست عبارة بأحد مشاهد مسلسلات رمضان الدرامية، إنما عبارة تم التقاط صورة لها على واجهة أحد الميكروباصات وأخرى على جذع شجرة، تداولها السوريون بشكل واسع عبر الفيسبوك.
الصورة التي قيل إنها ملتقطة في “حلب”، شهدت ردود فعل غاضبة ومتباينة من الناشطين السوريين، الذين اعتبروا أن الأمر خطير ولا يستهان به، داعين الجهات المعنية لأخذ دورها وإبعاد التطرف عن المجتمع السوري.
صفحة “نسويات سوريات” تساءلت عن الهدف من قولبة المجتمع وتأطيره في إطار واحد، وإنكار الآخر وتهميشه، متسائلة عن مفهوم غض البصر، (باعتباره مفهوماً إسلامياً أيضاً) وكيف يصوم السوريون في البلدان الأوروبية، دون أن يتدخلوا في خصوصية مجتمعاتهم الجديدة.
ضرورة احترام الحريات الفردية
معظم التعليقات ركزت على وجوب احترام حرية الفرد الشخصية، وعدم “ضرب الآخرين بمنية” بسبب الصيام، كما علقت “رهف” التي استهجنت ما جاء في الصور، خاصة مع افتراضها أن من يدعون لمثل ذلك معظمهم يتابعون أهم المطربات والممثلات العالميات، على حد تعبيرها.
“مادلين” رأت أن حل الموضوع بأن يجلس مثل هؤلاء النماذج في المنزل و«يستروا عالكل»، في حين اعتبرت “هلا” أن ذلك هو أكبر دليل على سوء الفهم الذي يطال فريضة الصيام من قبل البعض، والتي هي عبادة تفترض عفة القلب واللسان والنفس بصورة إيمانية طوعية، في حين عبرت “أديل” عن خوفها من تراجع الحريات الاجتماعية.
“محمد” قال إن مضمون الصور «قضم للمجتمع… ومقدمة ورمي تمهيد مدفعي .. وجس نبض»، محذراً من بداية ارتفاع أصوات تطالب بإعادة تفعيل قانون العقوبات بالسجن من 3 شهور للسنة لكل مفطر بالأماكن العامة، على حد تعبيره.
مقابل هذه الآراء ظهرت آراء أخرى تدافع عن مضمون الصور كما عبر “براء” بالقول «الحشمة من الحياء ولا علاقة لها بدين أو طائفة».
اقرأ أيضاً: نائب عن جدلية “صدر صديقة ساسوكي العاري”: صامدون رغم هذا الغباء!
الأخوان المسلمون هم من أطلقوا حملة “الحشمة”!
“عمار” اختار أن يعبر بالشعر عن الأمر قائلاً : «لو كنت مسلم إنت أو كنت علماني.. لو كنت من أهل السبت، أو كنت نصراني، لو ملحد برب البشر، عندك قناعة بالحجر، دينك الك عملك إلك مش لَ حدا تاني، لو مدة صيامك شهر، أو كنت خمسيني، مافيك تقصيني….عم ناضل بدنيا التعب، مافقت ع سحوري..يا معاتب فطوري..إنتا بأيام الفقر شو كنت تعطييني».
“بشار” الذي عرف عن نفسه بأنه مسلم ومعتز بإسلامه، قال إنه يرفض مضمون الصور بشكل قاطع، معتبراً أن الصيام أمر شخصي بين المؤمن وربه ولا يحق للناس التدخل بخصوصيات بعضها، مستغرباً من هؤلاء الأشخاص الذين يتدخلون في تصرفات الآخرين، ويجبرونهم على نمط حياة معين، باعتبار «ما حدا عاتب عليك تهديها عالصّراط المستقيم (بمنظورك)».
الصحفي “إياد الحسين” ذكر أن هذه “الحملة” كان قد بدأ بها “الإخوان المسلمون” في “الأردن” قبل أن تصل لشوارع “سوريا”، محذراً من تمدد الفكر المتطرف في البلاد، في ظل دعمه من قبل مؤسسات الدولة، وما يمكن أن ينتجه من عودة البلد من مصاف دول العالم الثالث إلى قبل العصور الحجرية، على حد تعبيره.
التلفزيون السوري طالته مؤخراً، اتهامات بمحاباة المؤسسة الدينية على حساب باقي التيارات بعد تقديم قناة “سوريا دراما” اعتذاراً بسبب مشهد لصديقة الشخصية الكرتونية “ساسوكي” ظهرت فيه وهي عارية الصدر، ما أثار جدلاً على الفيسبوك.
هذه الصور تعيد النقاش الكبير الذي ساد قبيل إصدار المرسوم رقم 16 الخاص بوزارة الأوقاف، قبل أن يتم تعديله، بعدما عبر عدد كبير من السوريين عن مخاوفهم من إلغاء خصوصية المجتمع السوري، وتنوعه الثقافي والاجتماعي والديني، وتحذيرهم من خطورة إطلاق يد السلطات الدينية، وفسح المجال أمام تدخلها، في مختلف نواحي الحياة الجتماعية للمواطنين، خاصة أن الصيام كفريضة تخص المسلمين لوحدهم، ولا علاقة لأتباع باقي الأديان الأخرى بها.
اقرأ أيضاً: هل فصل القانون على مقاس وزير الأوقاف