أخر الأخبارإقرأ أيضاالرئيسيةحرية التعتير

نازحون إلى السويداء: “لا نريد العودة”!!

سناك سوري – رامي أبو اسماعيل

بينما يستعد الكثير من النازحين إلى محافظة السويداء للعودة إلى قراهم وبلداتهم بعد انخفاض حدة الصراع فيها، يصرُّ البعض من أبناء ريف المحافظات الشمالية والشرقية على عدم مغادرة معسكر الطلائع المخصص للنازحين جنوب السويداء، ورغم الخدمات المتواضعة فيه إلا أن “أبو خالد” يرى أنها أفضل من منطقتهم بريف الحسكة شمال شرقي سوريا.

يقول الرجل الخمسيني: «لا نرغب بالعودة أبداً فالمكان هنا مؤمن بكل شيء، يوجد كهرباء وماء ومركز صحي، كما أن الحياة جيدة ولدينا أقارب هنا وأصدقاء وحتى عمل».

من المخيم

المخيم الذي لا يختلف كثيراً عن غيره من المخيمات السورية، يصفه “أبو محمد” بـ “قصر يلدز” مشيراً إلى “قصر يلدز التركي”، ويقول بلكنة حلبية: «مناطقنا ريفية وبعيدة عن مدينة حلب، وهي مهمشة خدمياً في زمن السلم كان أطفالنا يحتاجون المشي على أقدامه 3 كم حتى يصلوا إلى المدرسة عبر طرق غير معبدة».

يضيف: «وضع الماء والكهرباء والصحة في مناطقنا ليس بحال جيدة هنا أفضل بألف مرة، لذلك نحن نفضل البقاء هنا وتعليم أبنائنا ولا نرغب بالعودة حاليا».

وتعود ظروف هذه المناطق إلى ماقبل الأزمة السورية حيث شهدت تلك المناطق ضعفاً في مشاريع التنمية رغم غناها بالزراعة، ويحمل الأهالي الحكومة وحزب البعث المسؤولية عن مايصفونه بالتهميش السابق الذي جعلهم يجدون بالخيمة مكاناً أفضل لهم مثل أهالي قرى “حوران، صبحة، تل سطيح شرقي” في ريف الحسكة.

كما أن المنظمات الدولة اعتمدت سياسة تحويل السوريين النازحين إلى متسولين على أبوابها مركزة بشكل أساسي على توزيع المساعدات (السلل الغذائية) خلال ست سنوات من التدخل، دون أن تقدم مشاريع التنمية وسبل العيش لهم، وهناك من يتهم هذه المنظمات بفعل ذلك عمداً.

لم يعد الوضع الأمني وحده الذي يربط عودة النازحين لديارهم، وإنما حالة غياب الخدمات الجيدة والتمسك وثقافة السلة الغذائية هما من يتحكمان بهذه العودة اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى