
سناك سوري – أستانا
أنهى مؤتمر أستانا جزئه السابع بلا نتائج تذكر ولا حتى “مانشيت” تعنون به الصحف صباح اليوم التالي، فقد انتهى فعلياً من حيث بدأ، والقضية الأهم التي كان من المفترض مناقشتها فيه “المعتقلين، المختطفين، المفقودين” تم ترحيلها.
المشاركون تقاذفوا المسؤولية حول ترحيل القضية فقد حمّلت المعارضة إيران المسؤولية، بينما قالت إيران إن الملف مهم بالنسبة لها وتريد حلّه لأن لديها معتقلين لدى المعارضة، أما وفد الحكومة فقد كان منشغلاً بالتصريحات حول التدخل التركي وضرورة تنسيقه مع دمشق وإلا فهو غير شرعي (يعني اذا نسق بصير شرعي؟).
أما كواليس اللقاء والجهات المنظمة فقد كان لها رأي مختلف بحسب مصادر سناك سوري فالخلاف في ملف المعتلقين يدور حول تفاصيل تقنية بحتة وكيفية عرضه ومناقشته ووو إلخ.
الروسي وجد في أستانا فرصة لانتزاع الدعم من الدول الضامنة لمؤتمر الحوار الذي تريد روسيا إقامته وهي كل يوم تغير اسمه وتغير مكانه، حتى أن وكالة “نوفوستي” الروسية التي تطرح كل يوم معلومة جديدة مختلفة عن سابقتها حول المؤتمر بدت وكأنها ترمي شائعة لترصد ردود الأفعال عليها ومن ثم تغيرها حتى تصل إلى شائعة مقبولة فيحولها الروس إلى حقيقة.
الضامن التركي كان بعيداً نسبياً عن شاشات الإعلام وكدنا ألا نسمع به لولا تصريح عضو الوفد المفاوض إلى أستانا “أحمد بري” بأنه لا يوجد توازن في الكفة فهم وتركيا في كفة وإيران وروسيا والحكومة في كفة، مطالباً بضم السعودية وقطر إلى المفاوضات.
أما الأمريكان فقد رموا قنبلة في أستانا واختفوا، حيث نقل عنهم قولهم:«لانضع رحيل الرئيس السوري شرطاً لبدء العملية السياسية»، وهو مادفع أحد أعضاء وفد المعارضة لانتقاد غارات أميركا على الرقة ودير الزور وهي المرة الأولى التي يوَّجِهُ فيها نقداً لأميركا باجتماعات أستانا.
العقيد “أبو شهاب” عاد في الحلقة السابعة إلى “أستانا” لكن تم تكسيره رتبتين فأصبح “رائداً”، أبو شهاب عفواً الرائد “ياسر عبد الرحيم” ظن أنه في باب الحارة واستعاد شخصية العقيد أبو شهاب، فوقف خلال المؤتمر الصحفي وراح يصرخ ويستعرض بطريقة تشبه تماماً خناقات حارة الضبع وحارة أبو النار، (ولولا أنه رائد كان سيسحب (الشبرية) لكن الرائد اختصاص عسكرة و(الشبرية) ما بتليق فيه، لازم يسحب رشاش والرشاشات ممنوعة بالمؤتمرات).
“عبد الرحيم” لم يكن يخاطب الدول ولا حتى وسائل الإعلام في حديثه (لأنه لم يأت بجديد) وإنما جمهور الفيسبوك وتويتر وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، فـ “أبو شهاب” يريد جمع المزيد من اللايكات والمتابعات.
ورغم أن “عبد الرحيم” (ضابط) إلا أن جبهات القتال لا تعرفه منذ زمن، ورغم أنه لا يرى في أستانا فائدة بناءً على حديثه إلا أنه يذهب للمشاركة فيها (بس أستانا حلوة وفيها سياحة كويسة، وبتعمل نجم عالسوشيل ميديا).
أما “بسام جعارة” المعارض البارز والذي لم يُدعَ إلى أستانا ولا يمثله أحد في هذه المباحثات اعتبر أن:«المشاركين فيها مرتزقة».
بينما غرد “محمد علوش” الغائب عن المؤتمر الحالي على تويتر:«أدت المشاركة في أستانا إلى تغول جبهة النصرة على الفصائل واعتدت عليها بعد تكفيرهم بفتاوى ناعقين دخلاء على البلد»، يعني لما ما تحضر بصير المؤتمر “مؤامرة” ولما تحضر بصير “انتصار”؟.
عضو الوفد “يحيى العريضي” أيضاً لم يكن أقل نبرةً عندما قال:«إن مسار أستانا أوجِدَ بهدف حرف الأمور نحو حل سوري بعيداً عن جنيف، والاقتراح الروسي بعقد مؤتمر “الحوار السوري” أو “شعوب سوريا” يريد أيضاً حرف المسار».
(حيرتو سمانا إذا شايفين “أستانا” كلو مؤامرة بمؤامرة شو رايحين تعملو فيه، معقول تقبلو على حالكن تكونو شاهد زور طيب؟)، في مقولة شعبية بتقول (مافي قط بغيب عن عرس) يبدو هيك الحكاية.
يذكر أن وزير الخارجية الكازخستاني تلا البيان الختامي الذي وقعت عليه الدول الضامنة الثلاث، وباختصار:
تؤكد الدول الضامنة على وحدة الأراضي السورية.
تؤكد الدول الضامنة على التقدم في مكافحة الإرهاب لاسيما القاعدة وداعش.
تؤكد الدول الضامنة على بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة للتمهيد لإطلاق سراح المعتقلين.
الدول الضامنة تؤكد لا للحل العسكري في سوريا والحل سياسي حسب قرارات الأمم المتحدة.
توافق الدول الضامنة حول المقترح الروسي لعقد الحوار السياسي السوري.
تؤكد الدول الضامنة على ضرورة المساعدة في إيصال المساعدات للمناطق المحاصرة.
فشل الاتفاق بين الاطراف وفد الاستانا بخصوص ملف المعتقلين.
تؤكد الدول الضامنة على عقد الجولة الثامنة منتصف ديسمبر المقبل.
اقرأ أيضاً:الآلاف ينتظرون من أستانا 7 خبراً عن المختطفين والمعتقلين