أزمة رواتب المدرسين مستمرة.. والجديد موافقة الأمن الوطني!
مدرسون يدفعون مواصلات أكثر من راتبهم بـ 3000 آلاف ليرة لكي يقبضوه
سناك سوري – حسام الشب
تخبط واضح بقرارات مديرية التربية في إدلب وإلزام المدرسين بالقدوم من مناطق خارج سيطرة الحكومة إلى حماة لقبض الراتب شهرياً وتحمل أعباء السفر لمدة قد تصل لـ 48 ساعة وبكلفة تتجاوز الراتب الذي سيتم استلامه.
المدرسون وجدوا في هذه القرارات إجحافاً بحقهم وزيادةً في معاناتهم فلا طريق من مناطق سكنهم إلى مديرية التربية للقبض سوى عن طريق حلب من خلال السفر إلى منبج مروراً بمناطق سيطرة الإدارة الذاتية، ومن ثم ليصلوا إلى مناطق سيطرة الحكومة في ريف حلب، مع فترة زمنية تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة للوصول إلى مدينة حماة.
تربية إدلب أصدرت قراراً في السابع عشر من الشهر الحالي يلزم المدرسين بالتوجه إلى حماة لقبض الراتب مانحةً إياهم مهلة خمسة عشر يوماً للقدوم وإلا سيتم تحويله إلى المالية وبالتالي لن يستطيع المدرس استلام راتبه من المالية إلا بموجب موافقة من الأمن الوطني والتي قد تطول لأشهر للحصول عليها.
اقرأ أيضاً: آلاف مهجري داريا عادوا إلى منازلهم.. والمكتب التنفيذي يرد:الملف عند الأمن الوطني
الإعلان لاقى رفضاً كبيراً من المدرسين الأمر الذي اضطر المديرية وفي نفس اليوم لإصدار تعميم يتم بموجبه تأجيل موعد قبض الرواتب إلى ما بعد انتهاء أعمال امتحانات الفصل الأول، لكن المدرسين وصفوا التعميم بالمبهم فمتى تنتهي العملية الامتحانية؟ هل فور انتهاء الطلاب من الامتحانات أم حتى انتهاء المدرسين من تصحيح الأوراق الامتحانية؟ وكما يقال “المعنى في قلب الشاعر”.
“سعاد” مُدرّسة في مدينة إدلب قالت إن الطريق صعب للغاية ويحصل عليه الكثير من الحوادث والقصص التي نسمعها الأمر الذي جلعنا نخاف السفر من خلاله وقد أصبح السفر مستحيلاً بالنسبة لي خلال هذه الفترة لاسيما وأنني قد أجريت عملية قيصرية منذ أيام وفي حال لم أذهب سيتم تحويل راتبي إلى المالية وبعدها لن أستطيع استلامه إلا بموافقات عديدة.
اقرأ أيضاً: قرار يلغي موافقة الأمن الوطني على عدد من الإجراءات
أما “لمى” وهي مُدرّسة بإدلب فتروي قصتها آخر مرة قدمت فيها إلى حماة حيث انطلقت من ادلب الساعة الخامسة صباحاً من يوم الثلاثاء ولم تصل حتى فجر يوم الخميس الساعة الثالثة والنصف وبقيت هي وصديقاتها في كراج السيارات حتى الصباح. وتتابع حديثها وعلامات القهر بادية عليها: «نحن نعيش فقط من خلال هذا الراتب وإن تأخرنا سيتم إيقافه ولن نستطيع الحصول عليه إلا بعد موافقة الأمن الوطني».
“لمى” كغيرها من الموظفين لا ترفض القدوم إلى حماة ولكن تطلب أن يتم العمل على تجميع عدة رواتب كما في باقي الدوائر الرسمية في “إدلب” لتغطية كلفة الطريق على الأقل والتي تبلغ 42 ألفاً أي أن “لمى” ستحتاج لـ 3 آلاف زيادة عن راتبها كي تسطيع القدوم وتضمن عدم تحويل راتبها إلى المالية.
“أبو هادي” وجه رسالة لمدير التربية قائلاً فيها: «السيد مدير التربية، على الرغم من الوضع المادي المزري لأغلب العاملين في قطاع التربية بإدلب وأخص الذين لايزالون في المحافظة إلا أن صدور قرارات صرف الرواتب أصبحت كالكوابيس بالنسبة إلينا صرنا عندما نقرأ قراراً يخص الرواتب نصاب بانتكاسة ولعل قراركم الأخير هو الانتكاسة الأصعب في ظل ما نعيشه من ظروف وفي ظل إغلاق الطرق ورحلة الألف ميل التي يتوجب علينا قطعها للوصول إلى “حماة”».
“ياسمين” هي الأخرى وجهت رسالة لمديرية التربية تستنهض فيه الضمير وقالت:« قلنا لكم مرات ومرات افتحوا لنا طريق أبو ظهور أو طريق مورك للموظفين فقط اجعلوها ممر إنساني ريثما يقبض المعلم، طلبنا ليس مستحيلاً أين هم مسؤولو ادلب كأنهم نيام ماذا فعلنا؟ كل ذنبنا أننا معلمين “ارحمونا بقى”».
اقرأ أيضاً: بدلات الإيجار تكوي المستأجرين بنارها… دفعات مسبقة وتجديد دوري وشروط استعبادية