مواطن يدعو مسؤولاً لمشاركته وجبة البلد!
الوجبة التي لا يعرفها السادة المسؤولون أصبحت مقرراً رسمياً في يوميات المواطنين
سناك سوري _محمد العمر
إندومي وجبة البلد؟
على صوت وديع الصافي و هو يغني “خضرا يا بلادي خضرا” يستعيد مواطن سوري مجهول ذكريات برنامج “أرضنا الخضراء” الذي كانت تبثه القناة الأولى في التلفزيون السوري و بينما يسرح خياله بمشاهد الحقول الخضراء الواسعة تقطع الأغنية فقرة دعائية تعيده إلى الواقع حين تخرج الجملة بلحن الدعايات المكرر و تصدمه ” إندووووومي وجبة البلد”!
البلد التي شكّلت الزراعة فيها ١٧.٦% من ناتجها المحلي عام ٢٠١٠، البلد التي تمتلك ١٨.٥ مليون هكتار صالح للزراعة أي حوالي ٣٢% من مساحة البلاد! البلاد التي اسمها سوريا.
مع اقتراب الحرب السورية من إنهاء عامها الثامن، أنهكت خلالها مختلف المجالات و من ضمنها الزراعة فانخفض مثلاً الناتج المحلي للقمح من ٣.١ مليون طن عام ٢٠١٠ إلى ١.٢مليون طن عام ٢٠١٨ بانخفاض بلغت نسبته ٥٥% حسب تقرير لمنظمة “الأغذية و الزراعة للأمم المتحدة الفاو” و هو الرقم الأدنى خلال ٢٩ عاماً! ما اضطر الحكومة السورية إلى استيراد كميات من القمح الروسي بلغت قيمتها ٥١ مليون دولار في آخر صفقة تمّت أواخر الشهر الماضي ضمن خطة لاستيراد ٣ ملايين طن من القمح الروسي على مدى ثلاث سنوات تم توقيعها عام ٢٠١٧.
في أيار ٢٠١٨ قدّر “برنامج الأغذية العالمي” أن ٦.٥ مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي بعد أن بلغت خسائر القطاع الزراعي ما يقارب ١.٨ مليار دولار حسب تقارير “الفاو و برنامج الأغذية العالمي”.سناك سوري.
بلغ ارتفاع أسعار السلع ما يقارب سبعة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب و ارتفعت نسبة البطالة إلى نحو ٦٠% و انخفضت القوة الشرائية لشرائح واسعة من المواطنين، بينما ترفع الحكومات المتعاقبة شعار التذرع بحالة الحرب و تقدّم وعوداً لا تأتي حول زيادة الرواتب و يقف مصرف سوريا المركزي عاجزاً أمام انخفاض قيمة الليرة السورية يصبح الوضع المعيشي كارثياً.
يتحول المواطن السوري الذي كان يفتخر بخيرات بلاده الزراعية و الذي لطالما سمع عن الاكتفاء الذاتي الذي وصلت إليه سوريا و طالما ذكّره الوزراء بفضل الدولة على الشعب لأنها تدعم ربطة الخبز! يتحول إلى ذوّاق الإندومي وجبة البلد! البلد التي أصبحت حقولها ساحات معركة، البلد الذي تمنع فيه قوى الأمر الواقع الفلاح من حصاد أرضه، بلد المواطن الذي وضعوا له وجبة إندومي وقالوا هذه حصتك من البلد! وجبة بـ ١٠٠ليرة أي أقل من ربع دولار تكفيك! وجبة متكاملة و مغذية تنسيك كل الحقول الخضراء و سنابل القمح و الشعارات القديمة، وجبة واقعية تناسب ظروف الحرب و التفقير.موقع سناك سوري.
يتناول المواطن صحن الإندومي و يستمع لخطاب مسؤول من أصحاب الثروة يتحدث عن التضحية و التقشف و الصمود فيحلم أن يسأله “بتتعشى إندومي معنا بمناسبة الصمود؟”
اقرأ أيضاً : مسؤول يرفض الحديث مع صحفية حول أزمة القمح: هي تعليمات الوزير