انتخابات الإدارة المحلية في الجنوب السوري: العين على المصالحات لا على الانتخابات
الانتخابات بعيدة عن مناطق المصالحات .... الناس منشغلون في تسوية أوضاعهم والحكومة غائبة عن تهيئة الأرضية لها
تشهد مناطق المصالحات في “الجنوب السوري” حراكاً انتخابياً خجولاً جداً بما يتعلق بانتخابات الإدارة المحلية. وصفه مثقفون في “درعا”. و”القنيطرة” بـ”الرخو”. فيما عده آخرون أنه مسبق الصنع.
سناك سوري – شاهر جوهر
حيث يجهل غالبية الناس في الجنوب السوري أن هناك انتخابات إدارة محلية في السادس عشر من شهر أيلول القادم. كما تتراجع نسبة المرشحين من مناطق المصالحات بشكل لافت جداً يعكس حجم غياب الحالة الانتخابية عن هذه المناطق التي هي بأمس الحاجة لها. في الوقت ذاته لا تقوم المؤسسات الحكومية بتهيئة الأرضية ليكون الناس أكثر فاعلية في العملية الانتخابية ودراية بها. حتى أن عملية التهيئة هذه كان يجب أن تتم في مرحلة ماقبل إغلاق باب الترشح.
يقول ”فيصل المجيد“ أحد مرشحي الإدارة المحلية عن محافظة “القنيطرة” في الجنوب إن السبب الرئيسي وراء هذا الجمود الشعبي وغياب الحماسة لهذه الانتخابات. هو وقوع تلك المناطق حديثاً تحت إدارة “الحكومة السورية” بعد سيطرة “فصائل المعارضة” عليها لأكثر من خمس سنوات مضت.
وأضاف في حديثه لـ”سناك سوري“: «أن هذا الأمر جاء بسبب انشغال السكان في “درعا”. و”القنيطرة” بإعادة ما دمرته الحرب. وانكبابهم بالدرجة الأولى على المصالحات وتسوية أوضاعهم. حيث تزامن ذلك مع وقت اقترب فيه موعد الانتخابات».
وخلال جولة سريعة لـ”سناك سوري“ في المحافظتين لمعرفة رأي السكان بهذه الانتخابات. تبين أن نسبة كبيرة من الشارع ليس لديها علم كافي بذلك. وفي أكثر الحالات تفاؤلاً. كان التشاؤم سيد الموقف من تلك الانتخابات ونتائجها المسبقة.
اقرأ أيضاً الأحزاب الجديدة تتطلع لانتخابات حقيقية توقف ممارسات حزب البعث
”حسين الفروان“ رجل خمسيني وصاحب محل تجاري من مدينة “نوى”. قال بحرقة: «نعي جيداً كيف كانت الانتخابات قبل عام 2011. وقد عايشنا تلك الانتخابات أيضاً في مناطق المعارضة بمؤسساتها التي شكلتها طوال السنوات الماضية. فكلاهما سيء يا أخي. ولا أعتقد أن هذه الانتخابات ستكون أفضل من سابقاتها».
في حين اختصر ”إبراهيم العزيز“ وهو مدرس في “القنيطرة” رأيه في هذه الانتخابات في هذا الوقت بالقول: «لو فيها خير ما كان رماها الطير».
يعكس هذا التشاؤم حجم التقصير الحكومي في غياب برامج واضحة أو خطة عمل جادة للترويج لهذه الانتخابات في مناطق المصالحات. خصوصاً وأن تلك الانتخابات من الأهمية بمكان وزمان معينين تدفع الجهات المعنية على ضرورة تهيئة البيئة اللازمة لتمكين المواطنين ليصبحوا أكثر إسهاماً ومشاركة في حال كانوا جادين بذلك.
ويعي البعض من أبناء الجنوب جيداً حجم الواجب بضرورة إشراكهم في هذه العملية الانتخابية. وذلك من خلال رفع الوعي والثقافة الانتخابية لدى الشارع في المناطق التي عادت حديثاً لسلطة الدولة. الأمر الذي سيساهم على أقل تقدير في انخراط المجتمع في مؤسسات الدولة من خلال اختيار الناس لممثليهم. ما يساهم بدوره في ردم الهوة بين الحكومة والمواطن في هذه المناطق ويعيد جو الثقة بين الطرفين.
كما ويحمّل آخرون وسائل الإعلام وجمعيات المجتمع المدني مشاركة الحكومة في هذا التقصير. لما لهما من دور مهم في تعميق هذه الثقافة وأهمية هذه الانتخابات خصوصاً بعد تجربة “الإدارة المحلية” الأخيرة والتي استمرت لسنوات طوال من عمر الحرب في البلاد دون تقدم واضح.
* هذه المادة بالتعاون مع حملة #دورك