الرئيسيةيوميات مواطن

في سوريا: معادلة فيزيائية لا يحلها إلا الله .. تعرف عليها وجرب حظك

بين المواطن وسائق التكسي والشرطي علاقة حب لا تنتهي.

سناك سوري – متابعات

اخترع العداد المخصص لسيارات الأجرة في “سوريا” بهدف إعطاء السائق حقه الطبيعي دون غبن، ومعرفة الزبون لما يترتب عليه من تقديم هذه الخدمة، هكذا هي الصورة الوردية التي تتطبعها لجان السير، وأنظمة المرور في بلدنا. لكن الحقيقة المغيبة أن سائقي “سيارات الأجرة” قاموا بتركيب العدادات، خوفاً من المخالفة فقط؟. فلا السائق مقتنع بما يحصل عليه، ولا المواطن قادر على مجاراة الطمع، ولا الشرطة قادرة على فعل شيء يذكر.

يقول السائق “أبو أحمد” لصحيفة “الوحدة” الصادرة في “اللاذقية”: «لا أقوم بتشغيل العداد لأن أي مبلغ سيظهر على الشاشة لن يكون بحجم الصرف الذي تستهلكه السيارة، وخاصة أنّ فتح باب السيارة قد تمّ تسعيره بـ 25 ليرة للعداد، وهذا غير كافٍ أبداً، إضافة لسعر ليتر البنزين، وأسعار قطع الغيار المرتفعين، فالقطعة التي كان سعرها ألف ليرة أصبحت بعشرة آلاف. نشغّل العداد بشرط تخفيض المحروقات».

وأضاف سائق آخر: «الأمور كلها متصلة مع بعضها، فلماذا لا يتم الاتجاه أولاً إلى أصحاب تبديل قطع الغيار،وتخفيض أجورها، وتخفيض أسعار المحروقات؟. كلها حلقات متصلة مع بعضها، إضافة إلى أعطالنا المتكررة نتيجة سوء الكثير من طرقات المدينة والضواحي، ونحن نعاني مثلما يعاني المواطن وأكثر، وإذا قمت بتشغيل العداد فأنا متأكد بأنني لن أحصل على نصف تعبي طوال اليوم».

هذه المعادلة الفيزيائية السورية التي ليس لها حل على المدى المنظور، خاصة أن الظروف المعيشية السيئة التي يمر بها طرفي المعادلة تجعل القوانين والأرقام خارج الحسابات، والحلول الرائجة هي السائدة، فإما الدفع من تم ساكت، أو المشاجرة والمسبات المتبادلة، أو اللجوء إلى “شرطي المرور” الذي يحاول فك شيفرة راتبه بوضع معادلات خاصة به؟.

اقرأ أيضاً مرور حماة بألف خير .. وفيكن تسألوا السائقين

وترى إحدى الموظفات أن مشكلتها اليومية تبدأ من فتح باب سيارة الأجرة: «فهم يطلبون التسعيرة التي تناسبهم دون أي اعتبار لنا، نحن موظفون وندفع جزءاً كبيراً من رواتبنا للمواصلات، وهذا غبن كبير. العداد وجد للزينة فقط، وطمع السائقين ومزاجيتهم استفحل كثيراً، نعلم أنه يعاني مثلنا، لكن ليس على حسابنا».
ولجأ المواطنون إلى حيلة قديمة تتلخص بسؤال السائق عن أجرته قبل الصعود حتى لا يصطدموا بأي مفاجأة أثناء الوصول إلى مقصدهم، بعيداً عن الشكوى الغير مجدية للمرور والشرطة.
العقيد “لبيب يوسف” رئيس فرع المرور “اللاذقية”، قال: «نحن نتابع هذا الموضوع من خلال دورياتنا المستمرة، ولكننا بحاجة للتعاون من قبل المواطن الذي يأخذ سائق التكسي منه أجرة مرتفعة، وعدم تشغيل العداد. المطلوب وجود ثقافة “الشكوى” عند المواطن، ونحن على استعداد للمتابعة والمحاسبة».
الحل لهذه المعضلة السورية اليومية تتطلب تدخل “المنظمات الإنسانية”، و”الأمم المتحدة”، طالما أن “الحكومة السورية” عاجزة عن تحسين دخل المواطن من “سائق”، و”موظف”، و”شرطي”، أو تركها كما هي على الله؟!.

اقرأ أيضاً بالفيديو .. مطاردة غير متكافئة بين شرطي سير وسائق سيارة في اللاذقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى