الرئيسيةقد يهمك

حلب تفتقد مؤونتها في العام السابع للحرب

سناك سوري-هوفيك شيهيريان

لم تشأ “صوفيا آغازيان” أن يمر الشتاء بدون المكدوس ولكنها اختصرت الكمية كثيراً، فمن هو الغني الذي يستطيع شراء كغ الفليفلة بـ 400 ليرة؟!، لقد أحضرت 10 كغ منها و15 كغ من الباذنجان وصنعت 10% من كمية مؤونتها التي كانت تصنعها قبل العام 2012.

تحايلت “صوفيا” على الأمر فاستبدلت الجوز بالفستق العبيد، لكنها انهزمت أمام الزيت الذي وصل سعر الليتر الواحد منه إلى 2000 ليرة، لكنها سعيدة على اعتبار أنها لم تفقد ثقافة المؤونة التي يشتهر بها الحلبيون، تضيف لـ “سناك سوري”: «في السابق كان كل 1 كغ دبس فليفلة يكلف 250 ليرة الآن بات يكلف 3500 ليرة، وقيمة كل 10 كغ من الباذنجان كانت تبلغ 200 ليرة اليوم تبلغ 1250، وكل كيلو مكدوس كان يحتاج لأقل من 1000 ليرة اليوم يحتاج لزبت زيتون بقيمة 3000 والباذنجان 150 ليرة والفليفلة 350 ليرة، يعني الأمور صعبة جداً والمكدوس أصبح ترفاً في “حلب” أم المونة سابقاً».

وتوضح “صوفيا” أنواع المؤونة التي كانت سائدة في حلب ماقبل الحرب قائلة: «هناك “مونة ناشفة” مثل الفاصوليا الحب والخضراء، الفستق الحلبي المملح، البازيلاء اليابسة، البامية، باذنجان، قرعيات، ملوخية، نعنع ..إلخ أما اليوم فمن يجرؤ على الاقتراب من الفستق الحلبي الذي يبلغ سعر الكغ الواحد منه 4000 ليرة؟!، وهناك النوع الثاني “المونة المتلجة” وهي البليلة، والبازيلاء الخضراء، القرع الشتوي، البامية الخضراء، وتؤكد السيدة “صوفيا” أنه يستحيل على أي عائلة من ذوي الدخل المحدود سابقاً أن تتمكن من الإبقاء على المؤونة في المنازل».

ومثلها السيدة “طاكو وانيس” التي لم تكن تجد متسعاً في منزلها حين كانت تهم بتيبيس الملوخية والنعناع في أرجاء المنزل، اليوم فقدت هذا الأمر وبات مجرد ذكرى جميلة، تتحدث “وانيس” لـ “سناك سوري” قائلة: «هذه السنة بلغ سعر 3 كغ من الملوخية ألف ليرة، وتلك الكمية تكفي عائلتي المكونة من 4 أشخاص لطبختين فقط، وبصراحة لا قدرة لي على شراء الكثير منها، ورغم قناعتي بالأمر إلا أن عائلتي لم تقتنع بفكرة أن يمضي الشتاء بدون الملوخية، فلجأت إلى تموين كمية صغيرة على مبدأ جود من الموجود».

وشاركت السيدة “وانيس” مقارنتها الأسعار ماقبل الحرب وبعدها مع “سناك سوري” حيث قالت: «لصناعة كغ واحد من دبس البندورة نحتاج إلى 10 كغ منها، في السابق كان كغ الدبس الواحد يكلف من 50 إلى 75 ليرة، بينما اليوم ارتفع أكثر من 15 ضعفاً حيث بلغ تكلفة الكيلو الواحد من 1500 – 1750 ليرة».

اعتقد “محمد سلطان” وهو صاحب متجر لبيع الخضروات أن الأمر سيتحسن بعد عودة التيار الكهربائي إلى مدينة “حلب” وتوقع إقبالاً كبيراً للنساء على شراء أغراض المؤونة، إلا أن اعتقاده لم يصح أبداً، يقول “سلطان” لـ “سناك سوري”: «السبب هو الغلاء الكبير بالتأكيد، فالناس هنا لم تعد تملك القدرة الشرائية كما في سنوات ماقبل الحرب حين كان موسم المؤونة يجلب لنا البهجة نحن التجار، على عكس اليوم حيث ليس بمقدور الأسرة أن تعيش لآخر الشهر بدون استدانة، فكيف ستتمكن من تجهيز المؤونة».

وكانت سيدات حلب في الماضي كما كل سيدات سوريا، ينظرن للمؤونة على أنها ثقافة وتراث وأحد تفاصيل الشتاء المهم تواجدها تماماً كما المحروقات والسجاد وحتى الملابس الشتوية، اليوم كل شيء تغير فالحرب أخذت معها حتى الحلم بتجهيز مؤونة الشتاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى