سناك سوري – آزاد عيسى
لم ينته التوتر الذي يراود “أبو رافع” وهو يعود من صناديق الاقتراع بعد تنفيذ مهمته بإدلاء صوته في أول انتخابات تجريها الإدارة الذاتية، فهو ذهب مكرهاً إلى “كومين” الحي (مركز الاقتراع) من أجل الإدلاء بصوته حتى دون معرفته بقوانين وأسس الانتخاب حسب قوله.
ويضيف:«أريد الحصول على المحروقات الذي تم تهديدنا بحرماننا منها، والتهديد بحجز الحافلة التي أعمل عليها إذا لم أشارك خصوصاً وأن وفداً من “كومين” الحي زارنا عشرات المرات في المنزل وتفقدنا إذا كنا حصلنا على البطاقة وسنشارك».
كابوس الخوف موجود عند الناخب وغير الناخب والسبب بحسب “أبو رافع” هو:«نخشى على المستقبل ولا نعرف ما الذي ينتظرنا بعد هذه الانتخابات».
ويضيف:«كما أننا غير مؤمنين بهذه العملية ولدينا ملاحظات على الانتخابات التي أقامتها سلطة أمر واقع أرهبت الكثيرين لدفعهم للمشاركة فالدوريات جالت على الأحياء خلال النهار تدعو الناس للمشاركة في حينا “الزهور” كما في أحياء أخرى، وافتقدت للمصداقية، فأنا لم أضع حبراً سرياً وكان بمقدوري التصويت في عشرين مركزاً دون أي رقابة».
“سردار حمي” وهو من “عين العرب” ويقيم في القامشلي لديه وجهة نظر أخرى ويعتبر أن الانتخابات كانت ديمقراطية وتعبر عن تطلعات الناس، ولم يتخللها أي شائبة.
أما الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية “عبد الكريم ساروخان” فقد قال لإحدى الفضائيات الكردية إنه بعد هذه الانتخابات يمكن القول: «باي باي للنظام المركزي في سوريا»،ما حلل على أنه انتقال للفدرالية كأمر واقع.
الدعاية والتحضير للانتخابات
“مستقبل روج آفا بين يديك – لا تبخل بصوتك – صوتك أمانة امنحه لمن يستحق” تحت هذه الشعارات والذي كتب باللغات الكردية والعربية والسريانية ووزعت على جميع مناطق الجزيرة السورية، انطلقت انتخابات الكومينات يوم الجمعة 22 أيلول 2017 منذ الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثامنة مساء باتخاذ عديد التدابير والإجراءات الأمنية، ومنها حظر السيارات بكل أشكالها من التجوال في الأحياء والشوارع العامة والفرعية، وإغلاق مداخل المدن والبلدات بالإضافة إلى انتشار امني كبير من قبل قوات “الأسايش” الذين قدر عددهم بـ “12” ألفاً حسب مصدر رسمي المنقطة.
الإقبال والمقاطعة:
نسبة الإقبال على الانتخابات تفاوتت بين منطقة وأخرى، فقد كان الإقبال جيداً في مناطق تشهد وجود أنصار حزب الاتحاد الديمقراطي بكثرة كـ بلدات “معبدة، الدرباسية، وريف القامشلي” وفي بلدة “تل حميس” كان الإقبال جيداً رغم أن المكون الأساسي بالمنطقة من العرب، وفي مناطق وأحياء من مدينة القامشلي كان الإقبال عادياً وأحياناً ضئيلاً.
عدة مناطق استجابت لدعوة بعض الأحزاب الكردية إلى مقاطعة الانتخابات حسب بيان لهم قال متابعون إنهم أشاروا فيه إلى تهديدات الإدارة الذاتية بحرمان غير المشارك في الانتخابات من الخبز والمازوت وتوقيفه على الحواجز إن لم يكن يحمل بطاقة انتخابية، وهذا الأمر حتّى تاريخه يشكل أرقاً كبيراً لمن لم يشارك في الانتخابات.
وكان المجلس الوطني الكردي من أبرز المقاطعين للانتخابات في بيان واضح.
بيانات الإدارة:
الإدارة الذاتية وبعد إغلاق صناديق الاقتراع بيّنت في بيان لها عن نجاح كبير لانتخاب رئاسات أصغر وحدة اجتماعية وهي الكومينات “بيت الشعب” (المجلس المحلي) التي تعتبر النواة الأساسية للنظام الفدرالي.
وقال مصدر من الإدارة الذاتية لـ سناك سوري:«إن 12421 مرشحاً تنافسوا على رئاسة 3732 كوميناً في أولى انتخابات تجريها الفدرالية الديمقراطية لشمال سوري».
من جانبها “الأسايش” وهي القوة الأمنية التي حملت بدورها حماية المراكز الأمنية أصدرت بياناً أكدت فيها نجاح العملية دون أي اختراق أمني، وتوجهت بالشكر والامتنان للمواطنين الذين التزموا بتنفيذ التعليمات ولقواتها التي ضاعفت جهودها للحفاظ على المراكز والمواطنين في يوم الانتخاب.
يذكر أن الموالين للعلمية الانتخابية اعتبروا نجاحها انتصارا للديمقراطية ودماء شهداء الإدارة الذاتية، والمعارضون لها من موالي الحكومة السورية في دمشق والأحزاب الكردية الأخرى خاصة من أنصار المجلس الوطني الكردي اعتبروا الأمر خاصاً بالإدارة الذاتية فقط، والموضوع لا يعنيهم نهائياً!!.