الرئيسيةسناك ساخر

ثلاثة أسابيع من الصمت: متى ستجتمع الحكومة وتخبرنا بخططها الخدمية؟

في سوريا الانتقالية الأولوية لتجميل قاسيون أم لحل معاناة سكان مخيمات إدلب؟

من سخرية القدر أن السوريين ربما لأول مرة في حياتهم يرتقبون اجتماع الحكومة وتصريحات وزرائها ونتائجه من مبدأ (قل لي ولو كذباً كلاماً ناعماً)، منذ تم تشكيل الحكومة الانتقالية قبل نحو 3 أسابيع،والتي يبدو وكأنها اختارت الاحتفال بالصمت عوضاً عن أن تطرب السوريون بما ينتظرونه من خطط قائمة على أفعال لا أقوال.

سناك سوري-منتظرو اجتماع الحكومة

آخر تحديث في صفحة رئاسة مجلس الوزراء في سوريا، كان بتاريخ 28 شباط، لدرجة توحي للداخل إليها وكأنها صفحة مشروع قديم منسي أو لحفل زفاف ألغي فجأة!

عدم اجتماع الحكومة المرتقب، لا يعني أن الوزراء لا يعملون، حيث نشاهد أخبار جولاتهم واجتماعاتهم مع مسؤولي المؤسسات التابعة لوزاراتهم عبر صفحاتها بالفيسبوك، ولكن لا يبدو أن هذا يكفي، يحتاج السوريون أن يفهموا خطة عمل الحكومة بشكل أكبر، خصوصاً بعد سماع أخبار تجميل وتأهيل جبل قاسيون من دون سماع أخبار حل مشاكل سكان المخيمات في إدلب على سبيل المثال لا الحصر!

يحتاج السوريون كذلك أن يعلموا ماذا عن خطة الحكومة بتعويض متضرري زلزال 6 شباط، هذه الشريحة من الناس لم تعد اليوم تمتلك أي أمل سوى ترف انتظار التفات الحكومة التي ستحمل فوق رأسها هموماً كبيرة، وللأمانة لم يعد المنصب الوزاري تشريفاً كما السابق بل بات مسؤولية صعبة على من تحملها العمل بجد دون تذمر.

من بين الملفات المعقدة الأخرى، موضوع الإجازة القسرية لمدة 3 أشهر، ماذا عنه كيف سينتهي؟ ما مصير الموظفين، وأيضاً ماذا عن خطط وزارة الإعلام لإعادة البث التلفزيوني الرسمي ومتى يمكن أن يحدث ذلك؟ ويتوقف بحث السوريين في صفحة “شبكة أخبار الناشط أبو تقرير”.

كل هذه الأسئلة مشروعة، وكل هذا الانتظار منطقي، فالحكومة الانتقالية ليست فرقة موسيقية صاعدة كي يُغفر لها “سوء التنظيم” في بداياتها، وليست جمعية خيرية يمكنها العمل بالنيات الحسنة فقط. إنها حكومة يفترض أن تدير بلداً منهكاً بلداً لا يحتمل ترف الانتظار الطويل ولا حكايات ما قبل النوم.

ومن هنا، يتصاعد السؤال الفلسفي الوجودي الكبير، متى سيحين ذلك اليوم التاريخي العظيم الذي نرى فيه أول اجتماع موثق للحكومة الانتقالية؟، عزاءنا الوحيد أن الانتظار قد أصبح عادة سورية أصيلة، من ينتظر الغاز ينتظر الكهرباء، ومن ينتظر الكهرباء ينتظر الماء، ومن ينتظر الحكومة، ينتظر الاجتماع الأول.

إلى اللقاء في تغطية قادمة، قد تكون من داخل قاعة اجتماع الحكومة الانتقالية أو من أمامها أو ربما من أحلام السوريين فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى