شباب دير الزور يمنحون الحياة لجدران مدينتهم ويبدّلون السواد بالألوان
شباب وشابات يرسمون الفرح على جدران المدارس والساحات في دير الزور
جنّد موهوبون شباب في دير الزور مواهبهم لرسم لوحات جدارية بألوان زاهية على بعض جدران المناطق الحيوية في المدينة. ضمن مبادرة “مشروع شباب 2030” المجتمعي التنموي. في محاولة لإبعاد شبح ذكريات الحرب والسواد عن المدينة.
سناك سوري-عائشة الجاسم
الفنان الشاب “سعد أبو جديع” 20 عاماً واحداً من بين 20 مشاركاً ومشاركة في المبادرة، قال لـ”سناك سوري”. إنهم أرادوا التعبير عن حالة السلام في المدينة بعد انتهاء المعارك، عبر سلسلة من اللوحات توثق تواريخ مرتبة منذ لحظة الدمار وحتى العودة للحياة مجدداً.
“أبو جديع” وهو طالب في قسم الفنون بمعهد إعداد المدرسين، أضاف أن مبادرة الرسم كانت بمثابة ترك بصمة مواهبهم على جدران المدينة. وتحدث عن لوحة رسموها لحمامة تحتضن الجسر المعلق الرمز الديري. وقال: «كنا في أيام خير، ونحن اليوم على أمل بعودةٍ تعيد إعمار هذا البلد».
من جدران المدارس إلى مفترق أسواق مميزة في المحافظة، يُبرِز الشباب مواهبهم بريشةٍ وألوان، تاركين أثرا تراثياً مجتمعياً وآخر إرشادي تعليمي تراه الأجيال القادمة.
وتنبع أهمية هذه المبادرة بالنسبة للشباب الديري، أنها تأتي بعد غياب طويل لمواهبهم نتيجة ظروف مختلفة. أبرزها الحرب ومارافقها من نزوح.
يقول “أبو جديع”، إن هذا النشاط ساعده وزملاءه في تفجير طاقاتهم ومواهبهم، خصوصاً أن بعض مواهب الشباب كانت قد دفنت خلال الأعوام الأخيرة. لتأتي هذه المبادرة كفرصة لهم ليرسموا ويتركوا بصمة مواهبهم على جدران مدينتهم.
لمسة تنبض بالحياة
ترى الفنانة الشابة “يارا السيد” إحدى المشاركات في المبادرة، أنهم يضيفون لمسة تنبض بالحياة لعدة أماكن في فترة ما بعد الحرب.
“يارا” التي تدرس إدارة الأعمال، قالت لـ”سناك سوري”، إن المبادرة وفرّت لهم فرصة المشاركة لإظهار مواهبهم ودعم شغفهم في الرسم. وتنفيذ ذلك الشغف على أرض الواقع، وأضافت بأن هدفهم ترك أثراً جميلاً يرمز لنظرة تفاؤلية تراه الأجيال القادمة، مُضافاً إليه قاعدة أساسية وهي إظهار دور الشباب في المجتمع.
من بين الأماكن المستهدفة بالرسم في المبادرة التي بدأت منذ مطلع تموز الفائت، جدران بعض المدارس مثل الجدار الذي يقع ضمن تقاطع مدرستَي الياس حرب الثانوية. ومدرسة زكي الأرسوزي الإعدادية في دير الزور. وجدار مدرسة بدر الدين العيفان الابتدائية، وقالت “يارا” إن الرسم على جدران المدارس يساعدهم في الوصول للطلاب والطالبات. وبالتالي تشجيعهم ليبرزوا مواهبهم من جهة، كذلك إضفاء جو من التفاؤل على رحلتهم اليومية في الذهاب والإياب من المدرسة.
المجتمع المحلي جاهز للمساعدة
سواء بشكل مادي أو معنوي، كان للمجتمع المحلي دور كبير في دعم المبادرة وفنانوها الشباب، سواء بكلمات شكرهم أو بتقديمهم المياه والمشروبات للمتطوعين. كما تقول “يارا” وتضيف، أن هذا الدعم عزز من العلاقة بينهم كمتطوعين شباب وبين المجتمع المحيط.
يذكر أن شباب دير الزور ما بعد الحرب بات مسؤولاً أكثر تجاه المدينة، سواء من خلال المبادرات المختلفة وحتى محاولة العمل بمجالات جديدة والخروج عن المألوف، كما في عربة “سامر طراد” التي تبيع المشروبات الجديدة بعيداً عن الشاي. أو حتى من خلال الشقيقتين “نور وهبة” اللواتي افتتحن ناديهما الرياضي بعد طول غياب.