هل يسبب النضج عند الأطفال تعاسة لهم؟
في مرحلة ما يعتقد الطفل أن هناك ثدي جيد وثدي سيء
هل يؤدي النضج عند الأطفال إلى التعاسة، ومتى تبدأ هذه المرحلة، التي من المهم للأهل أن يدركوها. ويدركوا كيف يتغير تفكير أطفالهم لسهولة التواصل معهم.
سناك سوري-استشارات طبية
بعد الولادة بأسابيع، وفقًا للمحللة النفسية ميلاني كلاين التي تبنت نهج فرويد مع بعض الاختلافات، يبدأ الطفل في اكتشاف الأم من خلال الثدي. تتطور في الطفل مشاعر الرضا والامتنان والراحة عند ظهور الثدي، في حين يظهر فيه مشاعر الخوف والقلق والحزن عند اختفاء الثدي.
هذا التناقض يضع الطفل في حالة من “القلق غير المحتمل”. كيف يمكن أن يكون الهدف نفسه (الثدي) مصدرًا لمشاعر متضاربة؟ مرة قلق ومرة حزن وتعاسة!.
وبما أن الإنسان لا يحب ترك أمور غير مفسرة في حياته (هيك دماغنا بيحب يحط سبب لكلشي)، وفقًا لكلاين. يبدأ الطفل في استخدام آلية دفاعية بدائية تسمى التقسيم” (كش برا وبعيد)، وهذا يعني أن الطفل لن يستطيع رؤية الأم (أو الثدي) ككيان واحد، بل سيصبح في نظره كائنين، “الثدي الجيد” و”الثدي الشرير”.
مع تطور الطفل نفسيًا، يُشفى من هذا التقسيم، ويدرك الطفل أن الأم هي كائن واحد معقد ومتناقض، حامل للخير والشر في نفس الوقت. فهي مصدر السعادة والحزن والفرح والإحباط (بإيد بتعطف وبتحن، وبالإيد التانية.. شحاطة).
تعتبر كلاين أن الوصول إلى هذه القناعة والتصالح معها يعتبر إنجازًا كبيرًا ومهمًا للوصول إلى حالة النضج عند الأطفال. ومع ذلك، تعترف كلاين أن هذه المرحلة الانتقالية يمكن أن تجلب للطفل ميلًا للتعاسة والكآبة، ولذا سُميت هذه المرحلة “موضع كلاين الاكتئابي”.
سبب التعاسة هو أن الطفل يدرك لأول مرة وجود الخطأ والشر في العالم (ليس عالمياً وردياً). وأنه ممكن للشخص أن يكون جيدًا وسيئًا في نفس الوقت (يا نهار إسود)، وأن الحياة ليست عادلة (أوه مون ديو) ولكن علينا قبول الكثير من الأشياء التي لا يمكن تغييرها.
على الرغم من التعاسة، سيعيش الإنسان الذي يتوصل إلى تلك القناعات علاقات أكثر توازنًا، وسيتعامل مع صعوبات الحياة برضاٍ أكبر. يعني بالمختصر علم النفس عم بخبركم الحياة ليست عادلة (بيكفي نق) البشر ليسوا ملائكة ولا شياطين (مزيج من 2)، والحياة ليست ابيض أو أسود، بل هيي طيف الألوان اللانهائي بيناتن.