نادي الأصدقاء في السويداء.. ثمرة صداقة نساء تعارفن خلال الرياضة الصباحية
متقاعدات وربات منازل يؤسسن نشاطهنّ الخاص ومسموح للأزواج المشاركة أحياناً
أسست مجموعة من النساء، “نادي الأصدقاء” في السويداء قبل عامين، والذي بدأت فكرته من خلال اجتماعهنّ في الرياضة الصباحية المشي. ليقررن وينفذن الفكرة التي توسعت لتشمل كذلك المسرح وتشكيل فرقة كورال.
سناك سوري-رهان حبيب
تقول مدرّسة الرياضة “ناديا العفيف”، التي كانت تشرف على الرياضة الصباحية للسيدات منذ عامين. إن تشكيل النادي جاء من مجموعة نساء يعشن في الحي المجاور للملعب البلدي بالمدينة. هنّ ربات منزل ومدرسات ومهندسات ومحاميات وحرفيات نشأت بينهنّ علاقة جميلة بعد تعارفهنّ خلال الرياضة الصباحية. فكان نادي الأصدقاء في السويداء نتيجة علاقة صداقة جميلة.
معلمة الرياضة الحاصلة على شهادة دبلوم في التربية الرياضية وتدرس المادة منذ 35 عاماً. تقول لـ”سناك سوري”، إن الهدف من النادي هو المحافظة على النشاط والحيوية والقيام بأنشطة فعالة دون الركون للكسل أو الملل الذي يحاصر كبار السن والمتقاعدين/ات.
المقر هو الخطوة الأولى
كانت الخطوة الأولى هو العثور على المقر ثم تشارك دفع إيجاره، بينما عمل صاحب العقار على تخفيض قيمة الإيجار دعماً للمشروع. كما تقول “ناديا العفيف”، وتضيف أنهنّ باشرن بعدة فعاليات على مستوى الحي ثم انضمت لهنّ عدة نساء بدعم جميل من الأهالي.
خلال عيد الأم الماضي، احتفلت نساء النادي بطريقة مختلفة، حيث خصصنه للاحتفال بالأمهات كبيرات السن في الحي والأحياء المجاورة. ودعونهنّ لتمضية يوم ممتع شاركت به شريحة واسعة من أهالي الحي أيضاً.
نادي الأصدقاء دعوة لكل النساء لنحب أنفسنا والحياة ونغيّر أنماطها ونمارس الأنشطة التي منعنا من مزاولتها الالتزام بالعائلة والأبناء مؤسسة النادي ناديا العفيف
بعد عامين من تأسيسه وبمتابعة نحو 25 سيدة فيه. يعرف النادي اليوم بأنه نادي رياضي ترفيهي للسيدات كبار السن وكافة الأعمار. يعمل على تنمية مهارة التواصل من خلال الحفلات والرحلات الخاصة وإقامة دورات لتنمية المهارات الفنية مثل كورال السيدات والأنشطة المسرحية. وتنشيط القدرات الذهنية من خلال تعليم اللغات ونشاطات رياضية متنوعة إضافة إلى رعاية صحية بالعلاجات الفيزيائية والرياضية. كما تقول مدرّسة الرياضة.
نادي الأصدقاء في السويداء هو ثمرة تعاون النساء اللواتي يدفعن رسوم الانتساب لدفع تكاليف الفعاليات والأنشطة. مثل مسير القدموس الذي شاركت به عدة نساء وأزواجهنّ. كما تقول “ناديا العفيف”، وتضيف أن الأزواج يمكن أن يشاركوا ببعض الفعاليات مثل حفلات رأس السنة والمسير.
“نادي الأصدقاء دعوة لكل النساء لنحب أنفسنا والحياة ونغيّر أنماطها ونمارس الأنشطة التي منعنا من مزاولتها الالتزام بالعائلة والأبناء”. تختم مدرسة الرياضة حديثها مع سناك سوري.
تجهيز المقر بما أمكن
تروي “جمانة المرود” إحدى مؤسسات النادي، كيف تشاركت النساء وأحضرن ما يمكن إحضاره من منازلهنّ لتجهيز المقر بالمستلزمات الضرورية. مع مساعدة أبنائهنّ بالتنجيد أو الحرف كنوع من الدعم لأمهاتهم.
بينما تعتبر “حنان أبو حمدان” ربة منزل، أن النادي فرصة للراحة وتجديد الطاقة، وتضيف لـ”سناك سوري” أن حضورها اليوم والتزامها بالرياضة والأنشطة مدها بالطاقة والحيوية والنشاط.
وتقدم “رحاب مكارم” معالجة بالطاقة والريكي الياباني من مؤسسات النادي خدمات للوقاية والعلاج من الأمراض ومتابعة بعض الحالات. إلى جانب جلسات التأمل بعد الرياضة الصباحية.
تدريبات مسرحية
“بشرى عبيد” محامية متقاعدة تخبرنا أن فكرة التدريب المسرحي بدأت بتعبير بعض النساء المنتسبات للنادي عن رغبتهنّ بتجربة الظهور على المسرح والتمثيل. وقد لبى الدعوة المخرج “فراس حاتم” كمرحلة أولى ويتم الإعداد لعرض ضمن النادي.
بينما تنصح “فضيلة زين” من مؤسسي النادي الجميع بالانضمام إليه والمشاركة في فعالياته. التي نالت استحسانها خصوصاً فعالية قطاف الوردة الشامية واكتساب مهارات الزراعة والقطاف.
وبينت “منيرة النبواني” أن النادي احتضن دورة لغة مميزة وجلسات نقاش كتاب. وترى كل من “فاتن الأشقر ” ربة منزل والمهندسة “إيمان الأباظة” أن كافة الأنشطة يمكن للأبناء والأزواج المشاركة بها لخلق فرصة لتمضية أوقات مفيدة لكل المشاركات وأسرهم.
فرقة كورال نادي الأصدقاء
مدربة كورال الأصدقاء “سارة عزي” والدتها من مؤسسات النادي لم تتوقع نجاح فكرة الكورال في البداية وتفاجأت بالنتائج التي شجعتها للتحضير لحفل خاص. بمناسبة عيد الأم على مسرح قصر الثقافة.
تضيف: «قد يستغرب البعض أن نساء تجاوزن الخامسة والأربعين يتمتعون بهذا الالتزام بالتدريب وبذل الجهد لتقديم وصلات جميلة وناجحة. دفعتنا للإعداد لحفل فني يقدمه كورال النادي وأتوقع أنها البداية لهذا النادي الذي يعتبر بداية رائعة لأنشطة نساء يعشقن الحياة. ويسعين لكسر الصور النمطية بتجربة كل ما هو جديد ومفيد».