“التعويل على ضمير المعلمين”، عبارة قالها لي أحد المسؤولين التربويين صباح اليوم بينما أسأله عن موضوع يخص مادة صحفية أعمل عليها. للأمانة وقفت طويلاً عند هذه العبارة التي تتردد كثيراً في البلاد منذ عدة سنوات. لدرجة أنه “الله يكون مع هالضمير شو بدو يحمل ليحمل”.
سناك سوري-رحاب تامر
وفي عام 2020، قال مدير عام المؤسسة السورية للمخابز “جليل إبراهيم”. إن «الاتكال على الذمة والضمير لدى أصحاب المخابز أو المعتمدين لم يجدِ نفعاً. لمنع التلاعب والغش، ولذلك يجب وضع ضوابط وقرارات صارمة تحدد النسب والكميات لمنع أي تلاعب».
لكن وبعد مضي عامين على ذلك الاعتراف الواضح والصريح، قال عضو غرفة تجارة “دمشق” “محمد أنس الأبرص“. إنهم يعملون على زرع ثقافة التقوى بين الناس لترحم بعضها. والتعويل على الضمير.
إذ يبدو أن الجميع مايزال يستثمر في التعويل على الضمير رغم الإفرار بفشل تلك النظرية. فها هو محافظ “الحسكة” السابق، “غسان حليم خليل“. يدعو خلال عام 2022 القائمين على الامتحانات إلى التعامل بضمير حي. ليقدم الطلاب امتحاناتهم بالشكل الأمثل.
ومثله محافظ طرطوس “عبد الحليم عوض خليل” الذي تحدث عن أزمة النقل نهاية العام الفائت. وقال إن هناك حاجة كبيرة إلى ضمير حي من قبل مراقبي الخطوط وشرطة الكراجات.
ليؤكد مدير حماية المستهلك، “علي الخطيب” في تصريحات سابقة، إن ضبط الأسواق يبدو أنه خاضع لضمير التجار فقط.
بالنظر إلى الواقع الحالي، لا يبدو أن الرهان على الضمير كافٍ أو سياسة ناجحة. لأن غالبية من يُعوّل على ضميرهم يعملون وفق المثل القائل: “مين فرعنك يا فرعون، ما لقيت حدا يردني”.