زيارة الأسد إلى الصين تخطف الأضواء .. وتسرّب أمريكي نحو حراك السويداء _بانوراما الأسبوع
الجيش يحاصر قائد الدفاع الوطني .. وإعلان تشكيل قوة عشائرية ضد قسد
خطفت زيارة الرئيس السوري “بشار الأسد” إلى “الصين” الأضواء هذا الأسبوع بين أبرز الأحداث السياسية التي تعيشها البلاد.
سناك سوري _ دمشق
وبدأ الرئيس “الأسد” الخميس زيارته إلى “الصين” وهي الأولى من نوعها منذ عام 2004. فيما اعتبرها مراقبون خطوة هامة قد تلعب دوراً في تغيّر مسار أحداث الأزمة السورية. لا سيما وأن “دمشق” تبحث عن دور اقتصادي داعم لها من “بكين” مقابل بحث الصينيين عن حل للأزمة السورية يخلق استقراراً ضرورياً لأي استثمار محتمل. لا سيما في إطار الحديث عن مسارعة “الصين” إلى تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق” والتي قد تمرّ في “سوريا”. لمواجهة مشروع “الكاريدور الهندي” الذي قادته “الولايات المتحدة”.
زيارة “الأسد” ستعمّق الثقة السياسية المتبادلة والتعاون في مجالات مختلفة بين البلدين. بما يدفع العلاقات الثنائية إلى مستوىً جديد المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ
وأظهرت الصور التي نقلتها الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية. أن الرئيس “الأسد” وصل مع عقيلته إلى مطار “هانجو” الدولي بطائرة صينية. الأمر الذي اعتبره محللون رسالة صينية تعبر عن الاهتمام بزيارة الرئيس “الأسد” والتمسّك بالموقف الداعم لـ”دمشق” على المستوى السياسي. في وقتٍ انسحبت فيه معظم الشركات الصينية من الاستثمار في “سوريا” بعد اندلاع الأزمة عام 2011 بسبب الظروف الأمنية فضلاً عن العقوبات الغربية التي شكّلت عاملاً إضافياً في انكفاء الاستثمارات الصينية عن “سوريا”.
بدورها أكّدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية “ماو نينغ” أن زيارة “الأسد” إلى “الصين” ستعمّق الثقة السياسية المتبادلة والتعاون في مجالات مختلفة بين البلدين. بما يدفع العلاقات الثنائية إلى مستوىً جديد.
وأضافت “نينغ” بحسب “فرانس برس” أن “الصين” و”سوريا” تتمتعان بعلاقة صداقة تقليدية عميقة. مشيرة إلى أن “سوريا” كانت من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات مع “الصين”. وتابعت أن الرئيس “الأسد” يولي أيضاً أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع “الصين” كما أن الرئيس الصيني “شي جين بينغ” ومسؤولون صينيون آخرون سيلتقونه لتبادل وجهات النظر بعمق. على صعيد العلاقات الثنائية.
تدخّل أمريكي في حراك السويداء
على الصعيد الداخلي فقد استمرت المظاهرات الاحتجاجية في “السويداء” بعد أن دخلت شهرها الثاني. حيث واصلت رفع الشعارات المطالبة بالتغيير السياسي وتطبيق قرار مجلس الأمن 2254.
لا جديد في الاحتجاجات التي قابلتها السلطات السورية بالصمت سوى الحديث عن اتصالات أمريكية بشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز “حكمت الهجري”. الذي أصدر موقفاً معلناً منذ بداية الاحتجاجات بتأييده لها.
ونقل موقع “السويداء 24” عن مصدر مقرّب من الرئاسة الروحية للطائفة أن “الهجري” تلقّى اتصالاً من السيناتور الأمريكي “فرينش هيل” ممثلاً عن الحزب الجمهوري. في إطار الاتصالات اليومية التي يستقبلها شيخ العقل.
النائب الأمريكي جو ويلسون أكّد للهجري أن الحزبين الديمقراطي والجمهوري يتابعان قيادته لحراك السويداء الكاتب ماهر شرف الدين
وتابع المصدر أن “هيل” سأل عن الأوضاع في “السويداء” خصوصاً و”سوريا” عموماً. فيما تحدّث “الهجري” عن المطالب المحقة للمحتجين ورفض الظلم على كل السوريين وفق حديثه.
وعاد “الهجري” ليتلقى الثلاثاء اتصالاً من النائب الديمقراطي “براندن بويل” وفي اليوم التالي تواصل معه هاتفياً أيضاً النائب الجمهوري “جو ويلسون” وفق ما نقل الكاتب “ماهر شرف الدين” مشيراً إلى أن “ويلسون” أكّد لـ “الهجري” دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي لاحتجاجات “السويداء” وأنهما يتابعان عن كثب “قيادته” للحراك السلمي على حد تعبيره.
قائد الدفاع الوطني يدعو لقتال الجيش السوري
في الجزير السورية وبعد هدوء المعارك بين “قسد” ومقاتلي “مجلس دير الزور العسكري”. ظهرت اشتباكات من نوع آخر وهذه المرة في “الحسكة”.
حيث هاجمت قوات الجيش السوري مقرات “الدفاع الوطني” بقيادة “عبد القادر حمو”. داخل المربع الأمني في “الحسكة”. في ظل غياب أي تصريح رسمي حيال ما يجري.
بينما تناقلت صفحات محلية مقطعاً مصوراً لـ”حمو” يتهم فيه مسؤولين سوريين بطلب مبالغ مالية منه تصل إلى 3 ملايين دولار. داعياً عناصر لاستهداف عناصر الجيش السوري في حال مهاجمة مقرات “الدفاع الوطني”.
إلى أبناء العشائر في الخارج والداخل أدعوكم لتقديم الدعم المعنوي والمادي لمحاربة قسد شيخ قبيلة العقيدات إبراهيم الهفل
واتّهمت صفحة “الدفاع الوطني في القامشلي” من وصفتهم بالضباط المتسلقين باستغلال مناصبهم وإصدار أوامر بالهجوم لأن “الدفاع الوطني” فضح تصرفات أولئك الضباط الذين يعملون في تجارة السلاح والمخدرات على حد وصفها.
في حين. بقي مصير “حمو” غامضاً بعد أن ذكرت مصادر إعلامية أن الجيش أحكم الحصار حول مقر إقامته.
بموازاة ذلك. انتشر مقطع صوتي لشيخ قبيلة “العقيدات” في “دير الزور” “إبراهيم الهفل” يعلن فيه عن تشكيل قيادة عسكرية لمحاربة “قسد”.
ونفى “الهفل” المعلومات حول خروجه من “سوريا” وقال أنه متواجد على رأس “القوات العشائرية” التي تقاتل ضد “قسد”. مطالباً أبناء العشائر في الداخل والخارج بتقديم الدعم المعنوي والمادي. ما قد يجدّد من المعارك في “دير الزور” بعد أن خفتت إلى حد كبير خلال الأسبوع الماضي.
الأمل والخوف والصفيح الساخن
ربما تحمل زيارة الرئيس “الأسد” إلى “الصين” آمالاً بانفراج محتمل للوضع الاقتصادي الخانق الذي يجثم على صدور السوريين. وذلك عبر الاتفاق على حل سياسي اتفقت الأطراف على أنه المخرج الوحيد للأزمة السورية.
الأمر ذاته ينادي به “حراك السويداء” والذي أثارت محاولات التدخل الأمريكية به وتبنيه مخاوف عديدة من النوايا الأمريكية تجاهه. لا سيما أن “واشنطن” تشكّل عاملاً أساسياً في زيادة الضغط المعيشي على السوريين من خلال عقوباتها الاقتصادية من جهة وسيطرتها على حقول النفط والغاز من جهة أخرى.
أما ما يجري في الجزيرة السورية فيعد شكلاً من أشكال إبقائها على صفيح ساخن. نظراً لعدم التوافق على حلّ يؤمّن استقراراً مستداماً لها كجزء من الحل السوري الشامل.