تتعرض البنات السوريات على تيكتوك وبيغو لايف لهجمات متكررة من ذكور يرون أنفسهم أوصياء على سلامة المجتمع وصحته “من وجهة نظرهم”. بينما يتجاهل هؤلاء ما يقدمه الشباب من محتوى مشابه على نفس التطبيقات من مبدأ “رجال بحقلهم”.
سناك سوري- دمشق
وشاع استخدام تطبيقات تيكتوك وبيغو لايف وفان سبايسي وغيرها مؤخراً في سوريا بشكل كبير، وذلك لكونها تقدم مردوداً مالياً مجزيا كما يبدو دون تقديم أي جهد يذكر. إذ يكفي أن يكون الشاب أو البنت لديهما لسان بيعرف يحكي أو مظهر جميل أو يستطيعان الرقص. أو يقبلان الاستحمام على البث المباشر أو دهن رؤوسهم بالبيض والطحين ووووإلخ. ليحصلوا على الدعم المالي… طبعاً هذا لا ينفي وجود من يقدم محتوى “رصين” لكنه ليس موضوعنا اليوم.
لكن البنات السوريات اللواتي يظهرن في تحديات تلك التطبيقات، يتعرضن باستمرار لتعليقات مسيئة ولا أخلاقية. بينما لا يتعرض الشباب للمثل، فمن وضع الوصاية على جنس دون الآخر؟.
أحد التعليقات التي طالعنا بها مؤخراً أحد الصحفيين والناشطين يتساءل فيها كيف يرضى أبو أو أخو هذه الفتاة أو تلك أن تظهر على تيكتوك. وربما لم ينتبه أن أخاها أو أباها ربما يظهران معها في نفس الفيديوهات.
هناك تعليقات أخرى من نوع فضحونا هالبنات وعملوا فينا كذا وكذا. علماً أن هذا الشخص الذي اكتشف (فضائح البنات) لا يمكنه رؤيتها على تيكتوك دون أن يرى بعدها أو قبلها (فضائح الشباب).
تقول الصحفية والناشطة النسوية “لينا ديوب” لسناك سوري، إن العالم الافتراضي ببعض جوانبه يشكل امتداد لحياتنا الواقعية. وتضيف أن التعليقات التي تضم اتهام الفتيات وتفرض عليهن وصاية تعكس موقف المجتمع، وهو مجتمع مايزال ذكورياً، يرى جسد الأنثى محرم ويمثل شرف العائلة. بينما عري الشاب مثلاً رجولة وشجاعة.
وترى “لينا” بضرورة دعم ظهور البنات على تيكتوك لما يمثله ذلك من تحررٍ لهن وتمرد على مجتمعات تستصعب رؤية وجه النساء على شاشة وتريدها فقط في المطبخ. لكن بالوقت نفسه علينا العمل على تطوير هذا الظهور وجعله أكثر فائدة واحتراماً لأجسادهن. وكذلك العمل مع الشباب الذكور ليكون ظهورهم أكثر فائدة من دهن أنفسهم بالزيت على المباشر او خلع التيشيرت.
تحديات
يستخدم كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تطبيقات مثل “التيكتوك” و “البيغو لايف” لإنشاء تحديات عبر الفيديو. غالباً ما تكون قائمة على تحدي الرقص، أو تحدي وضع أحمر الشفاه، وغيرها الكثير من التحديات المشابهة.
يتنوع محتوى التيكتوك والبيغو لايف بين البنات والشباب، وكثيراً ما يخرج شاب في بث مباشر ليتعرى أمام الكاميرا ويعرض جسمه. لكن معظم التعليقات لا تهاجمه أو تلومه (لأنه ذكر) فيما تتعرض فتاة نشرت بث مباشر لها وهي ترقص، لإهانات وشتائم كثيرة. مثل: «مافي مين يضبها، شو هالزمن يلي وصلنا له. أين والدها، أخاها وزوجها ليوقفوا هذه المهزلة». بالرغم من حصول كلا المقطعين على نسب مشاهدة عالية.
إلا أن الفتيات اللواتي يظهرن في هذه الفيديوهات يجنين مردوداً من هذا الظهور وغالباً مايكون مصدر هذا المردود هو الجنس الآخر (الذكور الأوصياء). والذين يدفعون مقابل هذا الظهور هدايا توفرها التطبيق تقاس قيمتها بالعملات الأجنبية (الدولار).
الدافع المادي لظهور البنات السوريات على تيكتوك وبيغو لايف
يعد الدافع المادي عاملاً رئيسياً خلف هذا الظهور بحسب ناشطات استطلعن رأيهن في داخل سوريا وخارجها على السواء. فمثلاً على تطبيق البيغو لايف هناك فتيات في الداخل يستهدفن في بثهم دول الخليج ويحظرن ظهور محتواهن بسوريا تجنباً لردود فعل المجتمع. بينما البنات الناشطات على تيكتوك في الخارج معظمهن لا يهتم بردود الفعل في الداخل السوري نظراً للبعد الجغرافي وعدم القدرة على ممارسة الوصاية عليهن في الدول الأجنبية التي يعشن فيها.
“ديمة” وهي ناشطة على بيغو لايف تعيش داخل سوريا وتتوجه بمحتواها لدول الخليج. قالت لـ سناك سوري إنها بحثت كثيراً عن فرص عمل إلا أنها لم تجد أي فرصة ما اضطرها للاستفادة من برنامج بيغو لايف. مشيرةً إلى أنها لا تبيع جسدها كما يقول البعض ولا تجد في المحتوى الذي يقدمه أي إنتهاك لها فهي تقدم محتوى على تطبيق افتراضي مباشر عبارة عن أحاديث وحوارات ونقاشات يقوم بها مختلف الأشخاص على أرض الواقع في مجتمعنا. لكنهم يرفضون ان يروها في التلفزيون وعلى فيسبوك أو تيكتوك أو بيغو لايف..إلخ.
وتشير ديمة إلى أن المردود يساندها على الدراسة وتأمين مستقبلها ومساعدة عائلتها ويوفر لها دخلاً شهرياً جيداً. وتدعو من يرفض الاستفادة من هذه التطبيقات لخلق فرص عمل جيدة.
وعن التعليقات التي تتقصد البنات فقط، تضحك “ديمة” وتقول إن جارها في نفس الحي وهو قريب من عمرها يستخدم ألفاظاً + 18 على المباشر. ويقبل أحكام من نوع دهن وجهه وشعره بالطحين أو الاستحمام على المباشر ومع ذلك لديه مئات آلاف المتابعين منهم من يسكنون في نفس الحي ولا أحد ينتقده ولا يتحدث عنه فقط إذا فعلت أنا هذا يكون عيبا؟.
وأنتم ما رأيكم؟.