سحر شبلاق من معلمة في سوريا إلى تلميذة في ألمانيا
اضطرت بالخمسينيات من عمرها أن تعيد دراسة مرحلة التعليم الأساسي لتحقق طموحها
وجدت المعلمة “سحر شبلاق” 57 عاماً، بين ليلة وضحاها وقد تحولت من معلمة في سوريا إلى تلميذة تعليم أساسي مقاعد الدراسة في ألمانيا. التي وصلتها عام 2016 لتلحق بعائلتها وأبنائها.
سناك سوري- ميس الريم شحرور
“سحر شبلاق”، خريجة معهد إعداد المدرسين قسم اللغة الإنكليزية. قضت وقتها بين التعلّم والتطوع والإدارة، ومن واجب إلى آخر، تقول لـ”سناك سوري”: «أن يبدأ الإنسان من الصفر في بلد جديد وأن يتعلم لغة جديدة ليس بالأمر السهل. لكن لا يضيع حقّ وراءه مطالب».
بدأت سحر مهنة التدريس منذ عام (1986)، ثمّ انتقلت للعمل مع “الأونروا” في عام (1994) كمدرّسة في البداية قبل أن تستلم الإدارة لمدة ثلاث سنوات في إحدى المدارس. تضيف: «فور وصولي بدأت بتعلم اللغة عن طريق ارتياد الأماكن التي تساعد على تطوير اللغة. وفي أقل من عام تمكنت من اجتياز اختبار اللغة B1».
عملت “سحر” كمدرّسة في إحدى المدارس العربية في ألمانيا دون مقابل قبل أن تتطوع مع منظمة لرعاية ذوي الاحتياجات بصفة “مرافقة” لطفل يعاني من التوحد. وخلال ذلك كانت تبحث عن عمل. لافتة أنها وفي أيلول 2019 بدأت العمل مع روضة دولية بمعدل 18 ساعة عمل أسبوعياً.
إلا أن الراتب لم يكن كافياً لها، وشهادتها بحاجة إلى تعديل، تضيف: «وبالتالي لن أتمكن من العمل قبل الحصول على كشف علامات للصف العاشر أو التاسع. أي من عام 1981 وهذا شبه مستحيل في ظل ظروف البلاد».
لجأت “سحر” للخيار الثاني وهو الأيسر بالنسبة لظروف الانتقال إلى بلد جديدة. حيث تقتضي القوانين الألمانية الحصول على شهادة التعليم الأساسي من أجل الحصول على التدريب المهني. وهذا ما نجحت سحر بفعله.
أن يبدأ الإنسان من الصفر في بلد جديد وأن يتعلم لغة جديدة ليس بالأمر السهل، لكن لا يضيع حقّ وراءه مطالب المعلمة سحر شبلاق
رحلة الدراسة في عمر متأخر
تعتبر سحر العمر مجرّد رقم ولم تجده عائقاً إنما حافزاً حيث توضح: «خلال عملي مع الأونروا في سوريا حرصت على حضور الدورات التدريبية. ولم أنقطع عن الكتاب بل كنت من فترة إلى أخرى أقوم بإنعاش دماغي من خلال متابعة كل جديد». وعليه تمكنت من النجاح في الشهادة الإعدادية فيما تتهيأ الآن لحضور تدريب مهني في مجال رعاية الأطفال في شهر أيلول سبتمبر الجاري.
تنسى “سحر شبلاق” كل الجهد الذي قامت به، من العمل والدراسة والأعمال المنزلية، وترى أن الأهم هو النتيجة التي حققتها. بفعل قدرتها على تنظيم وقتها وإدارته.
يذكر أن الكثير من السوريين والسوريات، اضطروا للبدء بأعمال جديدة وأحياناً من الصفر في بلدانهم الجديدة. ويحسب لهم النجاحات التي حققوها بفعل إرادتهم القوية.