مسؤول سوري: خلال عام واحد سنتجاوز آثار الحرب!..مارأيكم؟
يذكر أن بلدة واحدة في ريف دمشق تنتظر منذ عام انتهاء إعادة إعمار شبكة الكهرباء فيها
سناك سوري – دمشق
فجر رئيس اتحاد العمال في سوريا “جمال القادري” تصريحاً غريباً من نوعه بقوله إن سوريا لا تحتاج لأكثر من عام بعد توقف الحرب حتى تتجاوز آثارها، مشيراً في الوقت نفسه أنها ليست بحاجة أحد في إعادة إعمارها.
“القادري” لم يشر في تصريحه هذا إلى ماذا استند في تحديد مدة العام، خصوصاً وأنه على سبيل المثال في بلدة “دروشا” التي خرجت عن دائرة الصراع قبل عام من الآن لم يتم الانتهاء فيها من إعادة إعمار شبكة الكهرباء فكيف بباقي القطاعات وسبل العيش بعد هذا الدمار الهائل في مئات البلدات السورية؟.
المسؤول البعثي رأى أن إعادة الإعمار بدأت في دمشق وحلب. حلب التي يعيش سكان الأحياء الشرقية منها بعد قرابة عام ونصف على خروجها من دائرة الصراع يعيشون تحت رحمة الحشرات والقوارض المنتشرة في أحيائها المدمرة التي لم يبنَ منها حجر واحد حتى أن بعض أبنيتها التي لم تدمر كلياً خلال الحرب راحت تنهار بعد توقفها فوق رؤسهم وتُسقطهم ضحاياها.موقع سناك سوري.
“القادري” قال إن سوريا خسرت أكثر 250 ألف عامل خلال الحرب مشيراً إلى أن لدى اتحاد العمال خطة طموحة لتعويضهم من خلال مشروع تدريبي، إلا أن هذا المشروع لم يبدأ بعد ولم يحدد “القادري” موعد بدايته، لكن اذا ماعتبرنا أن مشروع التدريب سيبدأ غداً صباحاً فإن تدريب 250 ألف عامل وامتلاكهم خبرة هو مشروع لوحده يحتاج أكثر من عام على أقل تقدير قبل أن ينخرطوا في إعادة الإعمار.
المسؤول المثير للجدل في أكثر من مناسبة سابقة رأى أن إعادة الإعمار ستتم بأيادي سوريَّة فقط وأن سوريا ليست بحاجة أحد في هذا المضمار.
هذا التصريح يأتي بعد حرب مضى عليها قرابة 8 سنوات وهي مازالت مستمرة وأسفرت عن نزوح وهجرة مئات آلاف الخبرات السورية التي لم تسعى الحكومة للحفاظ عليها، بينما قدمت لها دول الجوار وأوروبا كل التسهيلات اللازمة للاستفادة منها، بينما سوريا بأمس الحاجة لهم في مرحلة إعادة الإعمار.
تصريح القادري خص به وسيلة إعلام من روسيا التي لا توفر مناسبة لاستجداء الأوروبيين وإقناعم الدخول في إعادة إعمار سوريا، مايطرح تساؤلات إذا كانت سوريا ليست بحاجة أحد حسب القادري فلماذا تريد “روسيا” إشراك الأوروبيين في إعادة الإعمار.
يذكر أن عشرات الدراسات التي أنتجها باحثون سوريين يعيشون في داخل سوريا تتحدث عن أن إعادة الإعمار تحتاج لمرحلة طويلة ولن تتم بالسرعة والسهولة التي تتحدث عنها الحكومة وتبيع مواطنيها الوهم، حتى أن كثيراً من المهتمين والمتابعين دعوا المسؤولين في سوريا للتحلي بالمصداقية وأن يكونوا صريحين مع المواطنيين في موضوع إعادة الإعمار حتى يكون المواطن شريكاً في هذه العملية مدركاً لها وعارفاً بواقعها ومساهماً إيجابياً فيها.
اقرأ أيضاً : إعادة الكهرباء إلى “بلدة واحدة” احتاجت عاماً ولم تصل بعد!