عيد الأب في سوريا … آباء يدفعون أعمارهم لمنح أبنائهم لحظة فرح
تضحيات يومية للآباء السوريين لأجل أسرهم .. ماذا تقولون لآبائكم في عيدهم؟
يحلّ عيد الأب في “سوريا” والذي تحتفل فيه عدة دول في الأحد الثالث من حزيران تكريماً لجهود الآباء وأفضالهم. ليذكّر بأن الآباء السوريين يستحقون أكثر من مجرد عيد تكريماً لهم على ما يواجهونه ويخوضونه لمنح أبنائهم ما يتمنون.
سناك سوري-مراسلون
رغم الظروف المعيشية الصعبة ومعاناة الحياة اليومية في البلاد. يصرّ كثير من الآباء السوريين على تقديم ما يفوق طاقاتهم وقدراتهم لعدم حرمان أبنائهم ممّا يشتهون وإسعادهم بكل ما أوتوا من قوة وصبر.
يعترف “عمر السيد 49 عاماً” أنه يمتنع عن شراء حاجياته الخاصة ليتمكن من شراء ملابس العيد لابنه “محمد” الذي يبلغ 12 عاماً. مؤكداً أنه يفضّل تأمين طلبات ابنه عن نفسه مهما كانت حاجياته أساسية وضرورية.
وأضاف “السيد” في حديثه لـ سناك سوري «الحياة صعبة والاحتياجات كثيرة لكن ليس بمقدور الإنسان شيء سوى التوكل على الله».
ويلفت الرجل أنه اضطر للانضمام إلى عمل آخر من أجل تأمين متطلبات عائلته وإسعاد أولاده خاصة في أوقات الأعياد كي لا يشعروا بالنقص عن غيرهم من الأطفال.
ستيني يقدّم كل شيء لإسعاد ابنتيه
أما الستيني “أبو النور” الذي يعمل ببيع الكتب في “اللاذقية” فيصل الليل بالنهار لتأمين متطلبات ابنتيه. ويقول لـ سناك سوري أن الحياة صعبة والوضع المعيشي الحالي مرهق للأعصاب. مضيفاً أنه يضطر للخروج منذ الصباح إلى العمل كي لا يترك إحدى بناته تحتاج شيئاً ولا تستطيع الحصول عليه.
ويضيف “أبو النور” « رح صير جدّ وبعدني بشعر بالمسؤولية تجاه بنتي. مع الأيام بدي لما يطلب حفيدي أو حفيدتي طلب كون سابق لأمو وأبوه إني أعطيه ياه». مشيراً إلى أنه لا يأبه للتعب الذي يصيبه من أجل بناته.
مستعد قضي الباقي من عمري عم قدملهن لشوف البسمة على وجهن أبو النور
يختصر الأب الأمر بالقول: «مستعد قضي الباقي من عمري عم قدملهن لشوف البسمة على وجهن. . لو صار عمرهن 50 سنة بيبقوا بنظري طفلتين صغار وبيكفيني شوفهن سعيدات» .
الحياة كل يوم بيومه
من جهته يعيش “محمد الخطيب” على مبدأ “كل يوم بيومه” في مساعيه لتأمين معيشته. مضيفاً أن كل شيء أصبح من الرفاهيات فحتى شراء الثياب صار رفاهية.
وأضاف “الخطيب” أنه يحتاج للعمل 18 ساعة يومياً لتأمين معيشة أسرته. ووصف الوضع المعيشي الحالي بأنه تجاوز مرحلة الصعوبة وصار سيئاً جداً. حتى أنه قد يحتاج لأكثر من عملين من أجل تلبية متطلبات عائلته.
أب لخمسة أولاد
ينسى “قحطان 54 عاماً” وهو أب لخمسة أولاد ساعات العمل والتعب الطويلة بمجرد رؤية أبنائه وهم يعملون على تحقيق أحلامهم.
الأب الذي يعمل في مجال الدهان وبخ الموبيليا. يبدأ عمله من السابعة والنصف صباحاً دون كلل لمدة تصل أحيانا إلى 12 ساعة في اليوم. ليؤمن لأولاده الخمسة مصاريف الجامعات والمدارس ويمنحهم حياة كريمة لا يحتاجون فيها لأحد.
يقول “قحطان” لـ سناك سوري «كل التعب بهون كرمال أمّن لقمة عيش لأولادي. وأمنلهم دراستهن ولباسهم ويعيشوا حياة كريمة ما يحتاجوا حدا».
يواجه الآباء السوريون مصاعب حياتية جمّة في سعيهم اليومي لحماية أسرهم من أي حاجة أو حرمان. ويخوضون هذه المعركة اليومية بصمت دون تحميل عوائلهم أي منّة أو فضل مضحّين بأعمارهم التي يمضونها تعباً وكدّاً مقابل منح أبنائهم الفرح والراحة.
ماذا تقولون لآبائكم في عيدهم؟