بدأ خوف أهالي طلاب مدرستي الشيخ صالح العلي والمروج في مدينة بانياس من تأثيرات الزلزال الذي ضرب مختلف محافظات سوريا بتاريخ 6 شباط الجاري. على البنائين المدرسيين مع ظهور بعض التصدعات فيهما بشكل واضح. لذا قرر كثير منهم عدم إرسال أبنائهم للمدرسة الأسبوع القادم.
سناك سوري-نورس علي
تقول “وفاء” /35/ عاماً وهي أم أحد الطلاب، إنها لن ترسل ولدها إلى المدرسة لحين إعادة تأهيل البناء المدرسي، كما أنها هجرت منزلها المتصدع ولجأت إلى منزل القرية الريفي.
هذا الخوف من وجهة نظر “كفاح غانم” مديرة مدرسة الشيخ صالح العلي غير مبرر لكون تقارير لجان السلامة المحلية أكدت أنه سليم تماماً، وأضافت لـ”سناك سوري” أن خوف الأهالي ناتج من وجود تباعد في فاصل التمدد بين كتلتي بناء المدرسة الذي يمتد من الطابق الأول وحتى الطابق الثالث من الخارج والداخل ووجود بعض الانسلاخات في الإسمنت الخارجي وبعض التشققات الخارجية في الجدران، وقد عاينوها الأهالي وشكلت لديهم خوف، فمنعوا أبناءهم من العودة إلى المدرسة.
“غانم” كشفت أنه لم يلتحق من الكادر الطلابي للمدرسة البالغ حوالي /500/ طالب وطالبة أكثر من عشرة طلاب فقط، ورغم ذلك الكادر التدريسي والإداري ملتزم بالدوام بشكل كامل وينتظر تلاشي الخوف وعودة الطلاب. لتعويض الفاقد التعليمي لهم ومتابعة تحصيلهم العلمي.
الأمر مكرر بالنسية لمدرسة “المروج” بحي “المروج” في مدينة “بانياس” وفق ما أكدته “رولا عباس” مديرة المدرسة لسناك سوري، فحوالي /350/ طالب وطالبة لم يلتحقوا بالمدرسة خلال الأسبوع الأول من عودة سير العملية التعليمية بعد الزلزال.
فقط 40 طالباً ممن يداومون فيها حالياً، وفق “عباس”، مضيفةً أن السبب هو خوف الأهالي الذين رأوا تصدع ثلاثة أعمدة من الخارج وواحد من داخل البناء المدرسي، وقالت: «يوجد هبوط في أرضية بعض الصفوف، علماً أن المدرسة طابق واحد، وهذا دفع الأهالي لعدم إرسال أبنائهم للمدرسة منذ يوم الأحد الماضي. حيث لدينا في الدوامين حوالي /400/ طالب حلقة أولى لا يحضر منهم يومياً أكثر من /40/ طالب وطالبة متناوبين، مما شكل حالة من عدم استقرار العملية التعليمية».
وفيما يخص كشف لجان السلامة على بناء المدرسة فقد حضر مهندسَين، الأول من لجنة الأبنية المدرسية في مديرية التربية والثاني من الخدمات الفنية وكشفا على بناء المدرسة. وفق حديث “عباس” وأكدوا عدم وجود خطر على متابعة استمرار العملية التعليمية في البناء، وقد حاولت دون جدوى الحصول على نسخة من التقرير لنشره على صفحة المدرسة على مواقع التواصل الاجتماعية لتهدئ خوف الأهالي قليلاً وتشجعهم على إرسال أولادهم.
حاولت “عباس” التواصل مع الأهالي هاتفياً، ومن خلال نشر إعلان على صفحة المدرسة، لكن دون فائدة، حيث يصر الأهالي على إعادة تأهيل المدرسة أولاً. وإصلاح الضرر القائم.
ولم يخفِ الكادر التدريسي استغرابه من الكشف البصري السريع من قبل لجان السلامة المحلية على البناء. دون محاولة تعميق عمليات الكشف وصولاً لمحاولة اختبار فعلي للبناء الذي يبلغ عمره حوالي /50/ عام تقريباً، ما كان من شأنه تهدئة خوف الأهالي والطلاب ولو للحدود الدنيا.
وكذلك بالنسبة لـ”صافي عساف” مدير المجمع التربوي في مدينة “بانياس” الذي أكد أنه وفق تقارير لجان السلامة المحلية في دائرة الأبنية المدرسية والخدمات الفنية والبلدية. لا خطر على مدرستي الشيخ صالح العلي والمروج، حيث أكدت تقارير هذه اللجان المحلية على عدم حاجة لجنة سلامة عامة من المحافظة للكشف على بناء وجهوزية مدرسة “الشيخ صالح” ومدرسة “المروج”، فهما سليمتين ويمكن متابعة سير العملية التعليمية.
ونوه إلى أن المجمع التربوي بمختلف كوادره الإدارية والتعليمية حاول استيعاب خوف الأهالي ويحاول نشر الطمأنينة لديهم ولدى الطلاب. عبر توضيح نتائج تقارير اللجان، ولكن الخوف كبير، وأكد أنه وفق تقديرات المجمع التربوي بالاعتماد على كشوف لجان السلامة المحلية من دائرة الأبنية المدرسية والخدمات الفنية تم الكشف العام على أربعة مدارس أخرى من قبل لجنة السلامة العامة بالمحافظة، وهذه المدارس هي مدرسة “عدنان جنان” حلقة أولى ومدرسة “بستان الحمام” حلقة أولى ومدرسة “حريصون” حلقة ثانية ومدرسة “بلمانة” حلقة أولى، حيث تبين وفق تقاريرها أنها سليمة ويمكن متابعة سير العملية التعليمية فيها.
وقد أعلنت مديرية التربية سابقاً أن عدد المباني المدرسية المتضررة في المحافظة جراء الزلزال وصل لحوالي /99/ مدرسة.
اقرأ أيضاً: بعد الزلزال.. مطالبات أهالي الطلاب المتضررين بتأجيل الامتحان